شركات أدوية تستغل صيادلة في الترويج لعقاقير ممنوعة لعلاج الضعف الجنسي

TT

كشفت مصادر صيدلية عن وجود ممارسات خاطئة يقوم بها بعض الصيادلة العاملين في عدد من الصيدليات المنتشرة في مختلف المدن السعودية تتمثل في اتفاق هؤلاء الصيادلة مع مندوبي مبيعات تابعين لشركات أدوية بهدف تسويق ودعم عقاقير خاصة بعلاج الضعف الجنسي لدى الرجال غير مسموح تداولها في الأسواق وذلك مقابل حوافز مالية وهدايا عينية.

وأشارت هذه المصادر إلى أن تسويق مثل هذه العقاقير غير المرخص بها في السوق السعودي، يتم من خلال برنامج تسويقي ترعاه الشركات المنتجة للعقار المعني، وذلك بواسطة مندوبي المبيعات التابعين لها، حيث يقوم هؤلاء المندوبون بالوجود في عدد محدد من الصيدليات المتفق مع العاملين بها يومي الأربعاء والخميس من كل أسبوع لتوزيع الهدايا والعينات الطبية لهذا المنتج (العقار) على الرجال المترددين على تلك الصيدليات، نظرا لتزايد معدلات تردد المرضى المصابين بالضعف الجنسي على الصيدليات خلال هذين اليومين من نهاية الأسبوع لشراء احتياجاتهم من هذه العقاقير.

وأكدت المصادر أن الشركة الراعية لهذا المنتج تقوم بتحفيز الصيادلة العاملين في هذه الصيدليات مقابل ما قدموه من خدمات تسويقية ودعم للعقار المعني، وذلك بمنحهم هدايا عينية أسبوعيا، منوهين إلى أن التحفيز لهؤلاء الصيادلة يتم حسابه على فرق المبيعات قبل وبعد تنفيذ البرنامج التسويقي.

وبينت المصادر أن هذا البرنامج الذي تقوم بتنفيذه بعض شركات الأدوية يتعارض مع قانون الصيدلة المطبق في السعودية والذي يمنع منعا باتا تعامل شركات الأدوية بطريقة مباشرة مع المرضى، كما يمنع إعطاء أي نوع من الرشوة أو ما يسمى بالحافز مقابل دعم عقار معين في الأسواق.

إلى ذلك حذر اختصاصي جلدية وتناسلية المرضى الذين يعانون من الضعف الجنسي من مغبة الاندفاع وراء استخدام أو تناول أي نوع من العقاقير خاصة غير المرخص بها لمجرد أنها (هدية مجانية) من دون استشارة الطبيب المختص، مشيرا إلى أن علاج أي حالة تعاني من الضعف الجنسي يختلف من شخص لآخر، وبالتالي لا يمكن تعميم أو استخدام عقار واحد لكل المرضى.

وأكد الدكتور مصطفى متولي اختصاصي الجلدية والتناسلية بمستشفى المبارك بالرياض أن تناول مثل هذه العقاقير من دون إشراف طبي يؤثر سلبا على صحة المريض خاصة على الكبد والقلب.

وأشار إلى أن العقاقير التي يتم بيعها بطريقة مخالفة أي من تحت (الطاولة) غالبا ما تكون كورية أو صينية المنشأ وتتمثل خطورتها في أن تركيبتها غير معروفة للأطباء المتخصصين في هذا المجال.

وذكر متولي أنه لاحظ من خلال المرضى الذين يرتادون عياداته، أن معدل إصابة الشباب بالضعف الجنسي في ازدياد، مرجعا السبب إلى قلة الثقافة الجنسية وسط هذه الفئة. فيما أكد أن الإصابة بهذا المرض ينتج لخلل في الهورمونات أو خلل في الدورة الدموية أو تعاطي أدوية كأدوية الضغط والأدوية الخاصة بالمرضى المصابين بأمراض نفسية أو نتيجة لعامل نفسي أو حالات القلق والتوتر.