جهود لتدريب الأسر على كيفية التعامل مع الأطفال

لتحقيق خطة وأهداف واضحة لتنشئتهم

TT

يواجه الكثير من أباء اليوم مشكلات تربوية في اسلوب تنشئة الاطفال نتيجة لعدم المقدرة على التوجيه، مثلا على ذلك الأب (أحمد) والأم (منى) لا يتفقان على طريقة موحدة للتنشئة، (أحمد) متشدد ويعتقد أنه يجب أن يكون شديداً في تعامله مع أبنائه، أما منى فهي تؤمن بالأسلوب التشاوري في تربية أبنائها.

وكثيراً ما اختلف الاثنان في التربية وفي حال اتفاقهما فإن قرارهما لا يرضي الأبناء، وهذان الوالدان مثل كثير من الأهالي اليوم يدركون أن اتجاهات أطفالهم تختلف عنهم وكثيراً ما يبدون حيرتهم ولا يجدون أي مراكز تدريبية خاصة في مساعدة الأباء فهي وللأسف الشديد أقل من أصابع اليد الواحدة.

وأشار عبد الرحمن عبد الله الشهري مدير البرامج والدورات التدريبية في مركز الراشد بجدة إلى أنه قد مضى وقت طويل منذ أن بدأت المجتمعات الإنسانية تطالب بأهمية تدريب كل من يعمل مع الأطفال كالمعلم والمرشد، والمربي.

ويقول «للأسف الشديد أن أهم شخصيتين في حياة الطفل يقومان بمهام التربية بدون أي إعداد وتدريب و لا بد أن تكون هناك مراكز متخصصة تعمل على تنمية الجانب البشري ومتخصصة في الجانب الأسري». ويؤكد الشهري على أن دور تلك المراكز يجب أن يكون تنظيمياً موجهاً حول الفئات الأكثر أهمية مثل الأطفال والمراهقين والشباب الذين يشملون نسبة 51 في المائة من التعداد العام للسكان في الاحصائية الأخيرة، ويركز الشهري على أنه لا بد أن يتواجد في تلك المراكز فريق من المتخصصين محترفين يجيدون فن الاتصال والتفاعل، ويقول «لا بد من وجود مخطط قادر على تحقيق خطة وأهداف واضحة».

وندد الشهري بدور الإعلان والإعلام في توصيل أهمية تلك المراكز لدى الأشخاص الآخرين وهذا بالطبع ما تبنته أحد المراكز «الراشد» حيث يوجد قناة فضائية تخدم أهداف تلك المراكز على المستوى العربي وتعمل على استقطاب الأسرة ووضع برامج متخصصة لها، ولذلك يوصي الشهري بأهمية التركيز على دور التنمية البشرية ابتداء من تنمية الفرد ذاته ثم الأسرة ومن ثم المجتمع الكلي.

من جهته، يشير الدكتور علي المطرفي في قسم التربية الإسلامية بجامعة مكة إلى الأسباب المؤدية لزيادة الحاجة لتلك المراكز على النحو التالي وهي زيادة الوعي عند النشء، ويقول «لم يصبح الوالدان هما المعيار الوحيد لثقافة النشء بل تعددت المعايير وأصبح الأصدقاء والاطلاع على وسائل الإعلام المختلفة دوراً رئيسياً في تعدد الثقافات واختلافها هذا بالإضافة إلى التغيرات الاجتماعية والاقتصادية السريعة التي بعثها المجتمع».

وأكد الدكتور مطرفي على أنه من الممكن أن ترجع تلك الأسباب إلى المشاكل الاقتصادية ويقول «متمثلة في أعباء الحياة وقلة الدخل كما أن للجانب الاجتماعي دوراً رئيسياً حيث انشغال الآباء خارج الأسرة وعدم إعطاء الأسرة مساحة أكبر من الوقت مما يؤدى إلى عدم تفعيل العلاقات الاجتماعية بين الأبناء والآباء». وأضاف ايضا «الجانب الأخلاقي المتمثل في القدوة الصالحة والمعاملة الحسنة والأخذ بالإحسان».

وأشار مطرفي إلى أهمية الأخذ والتبني للمشكلات الأسرية وحلها للحد من سلبيتها وآثارها قائلا «إن على من يريد العيش في سعادة أن يتعاون مع الآخر على العيش في سعادة لأن سعادة الفرد مرتبطة بسعادة الكل».