المقوشي لـ«الشرق الأوسط»: 250 فعالية متنوعة لمهرجان الرياض الترفيهي

اهتمام خاص بالأسرة.. وتركيز على السائح المحلي

TT

لم تكن الرياض بحاجة إلى معجزة كي تتحول من مدينة تحفها الصحراء من كل جانب إلى بؤرة جذب تستقطب اهتمام السياح المحليين من سائر المناطق، لكنها بالفعل تعيش معجزة حضارية جسدتها البنية التحتية والقدرات الاقتصادية التي فتحت أمامها آفاق التألق السياحي.

ويأتي مهرجان الرياض للتسوق والترفيه ليقدم باقة من الفعاليات التي ينتظر أن تجسد مكانة الرياض الحضارية باعتباره المهرجان الأول من نوعه الذي تشهده العاصمة. "الشرق الأوسط"التقت الدكتور عبد العزيز بن علي المقوشي رئيس اللجنة التنفيذية للمهرجان والذي القى بعض الضوء على تفاصيل المهرجان وعناصر الجذب التي اعتمد عليها تنظيمه.

> كيف برزت فكرة إقامة المهرجان؟ وما أهدافه؟ وهل جاء تقليداً لمهرجانات التسوق العالمية؟

ـ فكرة إقامة مهرجان الرياض للتسوق والترفيه راودت الغرفة التجارية الصناعية بالرياض لفترة طويلة وقبل عامين بدأت الغرفة بتنفيذ برنامج سياحي مبسط «وفر مع الرياض» شارك فيه العديد من المراكز التجارية والترفيهية، ونال إعجاب واستحسان جميع المشاركين إضافة إلى تنفيذ برنامج «الفعاليات المشتركة» بمشاركة العديد من المراكز التجارية والترفيهية واستهدف تنشيط حركة السياحة والتسويق والاقتصاد بمدينة الرياض ثم تطورت الفكرة وتبلورت لإطلاق أول مهرجان ترفيهي وتسويقي في مدينة الرياض وهو يعتبر الأول من نوعه ويتوقع له أن يحقق نجاحاً وإقبالاً كبيرين نظراً للجهود التي بذلت في التنظيم والإعداد ليخرج المهرجان بالصورة المشرفة التي تليق بالرياض كعاصمة سياحية واقتصادية للمملكة. واستفدنا من خبرات وتجارب بعض الدول العربية وبخاصة الخليجية في إقامة مثل هذه المهرجانات ليخرج المهرجان بالمستوى المأمول ويكون بمثابة نواة حقيقية للسياحة في الرياض كعاصمة للسياحة المتميزة، وتسعى الغرفة من خلاله إلى نشر الوعي وتوصيل رسالة داخل المملكة وخارجها مؤداها أن ديننا الإسلامي دين محبة وسلام وأنه يدعو إلى الترويح عن النفس في حدود الضوابط الشرعية. والتعريف بالمعالم السياحية المتعددة والمراكز التجارية والتطور العمراني مما يعكس مدى القوة الاقتصادية لمدينة الرياض.

* تنسيق متكامل

* هل هناك تعاون وتنسيق مع الجهات الأخرى ذات العلاقة ليظهر المهرجان بالمظهر المشرف الذي يتطلع إليه الجميع؟ ـ تنظم الغرفة التجارية الصناعية بالرياض هذا المهرجان بدعم من أمانة مدينة الرياض والهيئة العليا للسياحة وبالتعاون مع العديد من الجهات الحكومية والخاصة، وقد تضافرت جهود جميع الجهات المعنية لإخراجه بالشكل الذي يليق بمدينة الرياض. ورصدنا لتفعيله العديد من الفعاليات والأنشطة المصحوبة بحملة إعلامية وإعلانية ترويجية واسعة لخدمة المنشآت المشاركة بالمهرجان وتعريف الجمهور بهذا الحدث المتميز. ومن المؤمل أن تكون لهذا المهرجان انعكاسات جيدة في خدمة وتسويق خدمات ومنتجات المنشآت التجارية والخدمية المشتركة سياحياً وتسويقياً مما يؤثر إيجابياً على زيادة إيرادات تلك المنشآت وخلق آلية لتعزيز الثقة بين المنشأة والمستهلك والتعريف بكل ما هو جديد وإضافة طابع الترفيه والمتعة وخلق روح المنافسة بين المنشآت المشاركة. ومما لا شك فيه أنه لا يمكن ضمان نجاح معظم التجمعات والمهرجانات والفعاليات بمعزل عن دعم الجهات المساندة، التي يتطلب الأمر وجودها بشكل مستمر في موقع التجمعات مثل قوات الشرطة لتوفير الجوانب الأمنية، والحفاظ على أرواح الناس وسلامتهم والعمل على منع وقوع الجريمة والسيطرة عليها في حالة وقوعها، وكذلك التعامل مع المشكلات البسيطة التي قد تحدث هنا أو هناك، ومنع المخالفات بشتى أنواعها خصوصاً مع وجود فئات من الأطفال والنساء. أما شرطة المرور فيتلخص دورها في تنظيم حركة السير، ومنع الاختناقات والمخالفات المرورية، والتعامل مع الحوادث في حالة وقوعها. بينما يقوم الدفاع المدني بدوره الطليعي في توفير السلامة والأمن للزوار، ومكافحة الحرائق، والتعامل مع إصابات الألعاب، أو سقوط بعض الأطفال وغير ذلك من المهام المسندة إليه. كما تعتبر الرعاية الصحية للزوار من أهم العناصر المساندة التي يجب توفيرها في أماكن التجمعات وازدحام الناس، وأخص هنا بالذكر الهلال الأحمر السعودي الذي يعمل على توفير سيارات إسعاف تحسباً لحدوث حالات تستدعي إسعاف أحد أو بعض زوار المهرجان، وفي أماكن الزحام وتنوع وتعدد الزوار يتوقع عادة حدوث بعض الطوارئ الصحية، أو حالات الإعياء والتعب والإرهاق وغيرها من الظروف التي تتطلب رعاية وعناية صحية ميدانية.

* ترتيبات تراعي الطقس

* ما احتمالات نجاح مهرجان التسوق والترفيه في الرياض في ظل الأجواء المناخية التي تدفع المواطنين للبحث عن أجواء أكثر اعتدالاً؟

ـ بالنسبة لمدينة الرياض من المعروف أن شدة حرارتها في الصيف تكاد تنحصر أثناء النهار فقط أما في الفترة المسائية فإنها تتميز باعتدال أجوائها ولا يخفى عليكم أن معظم الأنشطة السياحية لا تقام بالضرورة في أماكن مكشوفة خصوصاً ما يتعلق بالتسوق. فمعظم الأسواق في مدينة الرياض أجواؤها مغلقة ومكيفة تسمح للناس بأن يمارسوا أنشطتهم بشكل عادي. هذه الأمور تم أخذها بعين الاعتبار عند تنفيذ الفعاليات والأنشطة المتعلقة بمهرجان الرياض للتسوق والترفيه حيث ستكون في أماكن مغلقة ومكيفة إلى جانب أنها ستكون في الفترة المسائية بعد (صلاة العشاء).

كما أن التنوع البرامجي للمهرجان يلبي رغبات مختلف شرائح المجتمع وفئاته ويدعم ذلك التنوع الجغرافي لأحياء مدينة الرياض مما يجعل من السهل على المواطنين والمقيمين الوصول إلى مناطق الفعاليات والبرامج من دون تعب أو عناء، بحكم أن الرياض متسعة عمرانياً ومترامية الأطراف، لذلك روعي هذا الجانب بعناية في توزيع البرامج على عدة أحياء، وأسواق وساحات لتكون في متناول الجميع والعمل على تفادي الزحام والتكدس الذي قد يؤثر على استفادة الجميع من فعاليات المهرجان بالمستوى المطلوب.

* هل تتبع إدارة المهرجان آلية معينة لإتاحة الفرصة للاستمتاع بفعاليات المهرجان أمام جميع الفئات وتحديداً ذوي الدخل المحدود؟

ـ الأنشطة السياحية بشكل عام متاحة للجميع وليست مقصورة على فئة من دون أخرى بل على العكس ربما تتيح مثل هذه الانشطة لذوي الدخل المحدود الفرصة لزيادة دخولهم من خلال خلق وتوفير وظائف جديدة وهذه تعتبر ميزة من مزايا السياحة.

* فعاليات لكل الأسرة

* ما أبرز فعاليات المهرجان؟ ـ خصصنا للمهرجان أكثر من 250 فعالية موزعة على اكبر المراكز التجارية والترفيهية، إضافة إلى تنظيم ثلاثة ماراثونات، كما تشارك الجمعيات الخيرية والنسائية والمستشفيات بفعاليات متنوعة وستقام على هامش المهرجان معارض دولية وعروض المتاحف الوطنية ومهرجان المأكولات الشعبية ومعرض الحرف في عدد من الأسواق التجارية.

* ماذا خصصتم للنساء والشباب والأطفال؟

ـ تحظى المرأة باهتمام واضح من اللجنة التنفيذية لمهرجان الرياض للتسوق والترفيه، حيث نالت نصيباً وافراً من برامج وفعاليات المهرجان روعيت فيها الخصوصية والتنوع وطبيعة وضع المرأة في المملكة واحتياجاتها بالشكل الذي يعزز مشاركتها المؤثرة في فعاليات المهرجان، وينمي دورها المأمول في التفاعل مع مختلف المناشط الايجابية التي تقام في المملكة على الصعيد الترفيهي والتثقيفي والتوعوي وغيره. كما خصصت للعائلات برامج متنوعة تشمل محاضرات ثقافية وتوعوية ودينية وبرامج ترفيهية وأسواقا شعبية ومسارح نسائية، وعدداً من العروض الصيفية التي تنظمها المراكز التجارية والمجمعات والجمعيات الخيرية، وكذلك عروض التخفيضات والتسوق، ومعارض الفن التشكيلي ومسرح الأطفال والعائلات الذي يقام أيام الأربعاء والخميس طوال فترة المهرجان، كما أقرت اللجنة التنفيذية عدداً من البرامج والفعاليات التي تناسب الأطفال، وتتنوع المناشط الموجهة للأطفال بين البرامج الترفيهية والثقافية والتوعوية والرياضية وغيرها، ومن أبرز فعاليات الأطفال تقديم عروض كرتونية مجانية، وعروض مسرحية، وساحة الألعاب الشعبية كما ستكون هناك فعاليات بهلوانية وصالة للتزلج على الجليد ومن المفاجآت التي خصصت للأطفال "يوم الفرحة" فضلاً عن عدد من المسابقات الفكاهية والعامة مع سحب على الجوائز. أما بالنسبة للشباب فقد تم تخصيص مجموعة من البرامج والفعاليات والأنشطة والمسابقات روعي فيها جانب الإثارة والمرح وعناصر التحدي والمنافسة، وتنوعت فعاليات الشباب بين رياضية وثقافية وتوعوية وأنشطة للارتقاء بالحس الوطني والجانب التربوي باعتبار الشباب يمثلون أهم شرائح المجتمع الذين يعول عليهم في بناء المستقبل. وتتوزع هذه المناشط على عدة مواقع تشمل المراكز والمجمعات التجارية والترفيهية والساحات والشوارع الكبيرة وبعض الجامعات والفنادق.

وتتضمن برامج الشباب ما يلبي تطلعاتهم ويتناسب واهتماماتهم في إطار الأعراف والتقاليد والنظم. كما يشارك الشباب كغيرهم من بقية شرائح المجتمع في معارض التراث والفن التشكيلي، ومهرجانات التسوق التي تقيمها المراكز والمجمعات، ومهرجانات التخفيضات وغيرها، والمحاضرات الطبية والتوعوية وبعض النشاطات المدرسية الصيفية.

* دعم إعلامي

* حدثنا عن خطتكم الاعلامية للترويج للمهرجان؟ والمبالغ المرصودة لها؟

ـ بداية أود أن أؤكد أهمية دور الإعلام باعتباره رافدا رئيسياً لنجاح أي فعالية لذا تم تشكيل لجنة إعلامية أسندت رئاستها للدكتور تركي بن فهد العيار، وتضم في عضويتها العديد من الإعلاميين المتميزين الذين يمثلون اللجنة وقد تم عقد عدة اجتماعات بحثت العديد من المواضيع الهادفة إلى تفعيل الجانب الإعلامي في المهرجان. وقد أعدت اللجنة الإعلامية خطة إعلامية مجدولة زمنياً تتضمن استخدام كافة وسائل الإعلام والإعلان والدعاية المسموعة والمقروءة والمرئية ويراعى فيها عمل تغطية شاملة للمهرجان قبل وأثناء وبعد انطلاقته، ولقد تم رصد مبالغ ضخمة كما هو معروف في مثل هذه المناسبات الكبيرة كما جهزت اللجنة الإعلامية لهذا الغرض مركزاً إعلامياً بكافة التجهيزات اللازمة، وشرع المركز الإعلامي للمهرجان منذ وقت مبكر في التعريف بأهداف المهرجان وفعالياته وإمداد وسائل الإعلام كافة بالأخبار على مدار الساعة كأهم عنصر لبلوغ عرس الرياض غاياته المنشودة.

* السائح المحلي هدفنا

* يعتقد البعض أن الصبغة المحلية على المهرجان لتركيزه على جذب المواطنين، فهل ثمة خطط مستقبلية للتوسع في الجمهور المستهدف؟

ـ استراتيجية السياحة في المملكة بنيت على دراسات دقيقة أكدت أن أهم المستهدفين للنشاط السياحي هم السياح المحليون بمختلف فئاتهم ذلك أن المملكة تعتبر من أكبر الدول المصدرة للسياح، وبالتالي فمن باب أولى أن يتم توفير الأنشطة السياحية التي تستقطب السياح المحليين أولاً وسيقود ذلك إلى استقطاب الفئات الأخرى من الخارج.

* ما توقعاتكم لأعداد الزوار والمردود المادي العائد من هذا المهرجان؟

ـ من المتوقع أن يكون هناك إقبال متزايد من سكان العاصمة إلى جانب استقطاب عدد لا بأس به مناطق المملكة الأخرى بهدف التسوق والترفيه ولكن لن تقل نسبة زوار المهرجان عن 5 في المائة من سكان الرياض مواطنين ومقيمين وهي نسبة تبعث على التفاؤل. كما نتوقع مردودا ماديا كبيرا بفضل الإقبال على البرامج والفعاليات.