هموم الطالب الجامعي في نهاية العام.. الدرجات وحفظ أثاث المنزل في مكان آمن

بعد أزمة بداية العام الدراسي

TT

مع نهاية كل عام دراسي، تبدأ قصة الطالب الجامعي والسكن وأثاث السكن، في الظهور مجدداً، بعد الأزمة ذاتها في بداية العام الدراسي، ولكن المشكلة تنحصر هذه المرة ليس في الحصول على شقة، أو شراء الأثاث، بل في تسليم الشقة، وحفظ الأثاث في مكان أمن.

والمشكلة تلازم فئة «العازب الجامعي»، غير القادر على دفع إيجار السكن لشهور الصيف، وهو خارج مدينة جدة، وبعيداً عن صيفها، خصوصاً إذا لم يرغب في الدراسة الصيفية، وفضل السفر لعائلته، وهذا ما دعا بعض الطلاب في تسمية هذه المشكلة السنوية بـ«أزمة نهاية العام».

فواز الحربي أحد هؤلاء الطلاب، يسكن في حي الجامعة «جنوب جدة»، وعائلته في محافظة بدر الواقعة على طريق المدينة المنورة (نحو 290 كيلو مترا)، ومتخصص في اللغة العربية، ويميل إلى قراءة كتب الإقناع، ولكن تلك القراءة لم تسعفه لإقناع مالك المنزل في أن يخفض إيجار المنزل خلال فترة الصيف.

ويقول فواز «في الحقيقة هذه المشكلة أواجهها أنا وعدد من زملائي في نهاية كل عام، فالمالك يريد الإيجار كاملاً، وهذا من حقه، ونحن نحاول أن نوفر من مكافأتنا الشهرية التي تصدر في الصيف لبداية العام المقبل، في شراء الكتب ودفع الإيجار مقدماً، وفي ظل انعدام الحلول، ليس أمامي سوى دفع الإيجار، فليس هناك مكان أحفظ به أثاث منزلي».

وتتلخص مشكلة فواز ومشكلة الكثيرين من الطلاب الجامعيين، الذين يقطنون خارج أسوار السكن الداخلي، ويفضلون السكن بأحياء قريبة من الجامعة «كحي الجامعة، وبني مالك، والسليمانية»، وآخرون يفضلون السكن بأحياء «كحي الصفا، والرحاب، وشارع فلسطين» بهدف دفع إيجار منخفض قليلاً، مقارنة بالمنازل المجاورة للجامعة.

ويقدر عدد الطلاب العزاب في مدينة جدة ما يقارب سبعة آلاف طالب، من مجموع طلاب وطالبات الجامعة الذين تجاوزوا حاجز 33 ألفا، وتتراوح الإيجارات المدفوعة ما بين 500 إلى 1400 ريال في الشهر، باختلاف الشقة المؤجرة، والذي ينحصر في خيارات معدودة أبرزها، بيت شعبي بـ500 ريال، أو شقة فاخرة يصل سعرها إلى 1400 ريال شهرياً.

وأزمة الطلاب ليس في البقاء بالمنزل أو الخروج منه، بل في أثاث المنزل (أجهزة تكييف، أوان منزلية، سجاد، تلفاز، والطبق الفضائي)، لكن عادل عسيري من مدينة أبها، ويدرس في كلية علوم الأرض، وجد وزملاؤه الذين يشاطرونه الشقة في حي الصفا حلاً، يوفر عليهم دفع إيجار الصيف، وحفظ الأثاث.

والحل كما يذكره عسيري «ببساطة استأجرت بمبلغ لا يتجاوز 500 ريال غرفة لدى أحد المقيمين في مدينة جدة، لحفظ أثاثي طوال فترة الصيف، وبذلك لم يتبق أمامي مع بداية العام الدراسي سوى العودة للشقة التي كنت فيها سابقاً، أو إيجاد منزل آخر».

ويضيف عادل «في الماضي كنت وزملائي نضطر لبيع ما بداخل المنزل، والتأثيث مجدداً عند العودة».

وما بين وجود غرفة للإيجار، وحفظ الأثاث، واشتعال الامتحانات في أيامها الأخيرة، يبقى الطالب الجامعي على الحال ذاتها محصوراً بهمين، الهم الأول دراسته، والهم الثاني يكون مرتبطا بالتوقيت، وآخر تلك المشاكل في نهاية كل عام هي حفظ الأثاث في مكان أمن، والحصول على درجات جيدة.