جسرالملك فهد.. حبل من الحب بين السعوديين والبحرينيين

بعد 20 عاما من إنشائه

TT

20 عاما مضت وجسر الملك فهد الذي يربط بين السعودية والبحرين يلعب دورا هاما ولازال، بعد ان تجاوز هذا الجسر حدود العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والتسويقية. واستطاع الجسر ان يكون شريان الحب الذي يربط بين الاسرالسعودية والبحرينية التي تمر فوقه ذهابا وغدوا كل يوم لزيارة بعضها البعض.

ويعد جسر الملك فهد الذي انشيء في عام 1985 و يبلغ طوله 26 كيلو مترا من العزيزية بالمنطقة الشرقية إلى الجسرة بالبحرين أطول جسر في العالم يربط بين دولتين و ثاني أطول جسر في العالم بعد جسر «بونتشارت ترين» الذي بين مدينتي مانديفل وميتيري بولاية لويزيانا الأميركية.

وتوجد على امتداد الجسر محطة حدودية أقيم فيها مطعم فاخر يقدم العديد من الأكلات المتنوعة في فترة الغذاء والعشاء للسياح والزوار والمسافرين في حالة عدم الرغبة بمواصلة السفر،كما يمكن من خلاله مشاهدة البحر من جميع الجهات و رؤية حدود المنطقة الشرقية من السعودية.وأثناء عبور الجسر يمكن مشاهدة منظر لأسماك القرش الضخمة التي تسبح على جانبي الجسر.

وبناء هذا الجسر لم يكن بالامر السهل فقد شاركت في تصميمه وتنفيذه أربع قارات.اجتمعت كلها في مواقع العمل بالرياض، وتولى فيها المناصب الإدارية والإشرافية عناصر من جنسيات سعودية وعربية مختلفة ممزوجة مع الخبرة الأوروبية و الأميركية.

وقبل ان يدق مسمار واحد في هذا الجسر تم إجراء دراسة دقيقة عن طريق إجراء تحليل دقيق للتصميم وطريقة الإنشاء، بواسطة الكومبيوتر لدراسة تأثير الطقس، وتأثير حركة المرور فوق الجسر، وأحمال الإنشاء بغية التوصل إلى تحديد تأثيرها على هيكل الجسر، وعلى ضوء هذه الدراسة تم تنفيذ خطة في مدة قصيرة محددة لإنجاز المشروع وهي أربعة وعشرون شهراً عربياً تضمنت جداول زمنية محددة، يتم فيها إعداد المعدات وإنشاء المصانع، وتأمين العناصر البشرية الماهرة، والتعاقد مع المؤسسات العالمية المتخصصة في الفروع التي يحتاج إليها المشروع،بعدها تم البدء بأعمال البناء التي استغرقت 4 سنوات ليفتتح بعدها الجسر رسميا عام في السادس من سبتمبر عام 1968 . ويتألف الجسر من أكثر من (1200) قطعة، يصل وزن بعضها إلى مائة وأربعين طنا وليس بين هذه القطع جميعاً قطعتان متماثلتان، وتوجد خمسة جسور فوق المياه العميقة, وسبع ردميات في المياه الضحلة. وبلغت أطوال الجسور 12 مليونا و430 ألف متر, كما بلغ مجموع أطوال الردميات 12 مليونا و570 ألف متر. وترتكز الجسور الخمسة على أعمدة من الاسمنت المسلح غرست في قاع الخليج على أعماق متقاربة،و صمم شكل الجسر بطريقة عادية، وروعي في التصميم أن يؤدي الغرض المطلوب من إنشاء الجسر مع المحافظة على النواحي الجمالية. و روعي في جميع أجزاء المشروع أن يكون على أعلى مستوى ممكن من الدقة والإتقان وهذا ما استدعى الاستعانة بأحدث التقنيات واتخاذ طرق وأساليب غير عادية، بعضها طبق لأول مرة.وقبل الانخراط في أعمار البناء، عقدت الاجتماعات المتوالية في مدن عديدة من العالم، لدراسة التحديات الفرعية للمشروع على إثرها أختيرت عدد من تلك المصانع لتأمين احتياجات المشروع من المعدات والمواد المستخدمة فيه على أساس كفاءتها وقد شملت المناقصة على دول 6 أوروبية بالاظافة إلى اليابان الولايات المتحدة الأميركية.فيما فازت بتنفيذ المشروع رسميا شركة «بلاست نيدام» الهولندية.