«قابيل» هو الاسم الذي اختارته الفنانة التشكيلية السعودية ثريا درويش للشخصية الكاريكاتورية التي جسدت عبرها نقدها الساخر للعادات السيئة في المجتمع. ولأن فن الكاريكاتور يعد تجربة فريدة من نوعها لفنانة سعودية، تم افتتاح معرض إلكتروني كاريكاتوري للفنانة درويش على «شبكة فكرة الثقافية«، وهو يعد أول معرض من نوعه في مجال الفن الكاريكاتوري في المنطقة الشرقية وربما في المملكة والعالم العربي، إذ يندر لأنثى أن تقتحم هذا المجال، وتبدو الفنانة الكاريكاتورية أمية جحا الأشهر في هذا المجال.
وهذا المعرض كما يعلن الموقع «هو واحد من سلسلة معارض ستقيمها الشبكة على مدار العام لهذا الفن، بالإضافة إلى معارض أخرى تشكيلية وفوتوغرافية للمبدعين والموهوبين في المنطقة الشرقية». يقدم المعرض الإلكتروني لزوار الموقع 21 لوحة كاريكاتورية تدور جميعها حول شخصية «قابيل»، الذي يمثل الوجه السلبي للمجتمع، كما توضح الفنانة درويش لـ«الشرق الأوسط»، ومن خلاله تنتقد سلوكيات وعادات اجتماعية سيئة سائدة بين الناس كإدمان التدخين والشراهة في الأكل والشخصية الضعيفة وتسلط المرأة. وهذه هي المرة الأولى التي تعرض فيها الفنانة درويش أعمالها الكاريكاتورية للجمهور، على الرغم من أنها بدأت تمارس هذا الفن منذ أربع سنوات، وقد لاقت منذ انطلاق المعرض الإلكتروني إعجاب الزوار. وتقول درويش «التشكيل بالنسبة لي لغة قد لا أتقنها ولكن أحاول استخدام ما أعرفه من مفرداتها لأعبر عما أريد»، وتقول عن نفسها «لست موهوبة في مجال الكاريكاتور، ولكني أحب اقتحام هذا العالم وبإصرار لأنه اللغة الأبلغ في التعبير عن مساحة كبيرة مما أريد». وتختم قائلة «كثيراً ما كان يدهشني فن الكاريكاتور وكنت أتعجب من خيال ساخر يبدعه. واكتشفت أن رصد الواقع أكثر أعجوبة من خيال سافر. إنه المنبع الحقيقي لسخرية الكاريكاتور». وانجذابها لفن الكاريكاتور دفعها للبحث عن وسائل تطوير ذاتية، فقامت بالتواصل عبر البريد الإلكتروني بعدد من الفنانين الكاريكاتوريين في سورية والأردن وعرضت عليهم أعمالها وقد لقيت منهم التشجيع. لم تخض درويش في مجال الكاريكاتور إلا بعد أن كونت خلفية وافية تسمح لها بالانطلاق نحو الجمهور، ومع ذلك لا تجد الفنانة أنها مؤهلة بعد للدخول في هذا العالم كمهنة عبر الصحف والمجلات وهي تكتفي حالياً بصقل تجربتها، بانتظار معرفة آراء الناس، ومدى قدرتها على الاستمرار.