تسرب نتائج اختبار الرياضيات يكشف سوء نتائج طلاب الثانوية العامة

وزارة التربية والتعليم لـ«الشرق الاوسط»: التصحيح سري والتسرب أمر مشكوك فيه

TT

كشفت النتائج المتسربة عن اختبار مادة الرياضيات لطلاب الصف الثالث الثانوي في السعودية، أن النتائج المقرر إعلانها الخميس بعد المقبل، ستكون محبطة خاصة بالنسبة للطلاب المتفوقين الذين ينشدون دخول كليات علمية تتطلب الحصول على معدلات عالية لا سيما في المواد العلمية التي من بينها مادة الرياضيات.

ويأتي تسرب نتائج اختبار الطلاب على الرغم من تأكيدات وزارة التربية والتعليم على أن النتائج محاطة بسرية تامة، لا يمكن لأحد أن يطلع عليها تحت أي ظرف، وأن اختبار مادة الرياضيات جاءت نتائجه طبيعية.

وفي هذا الخصوص أوضح لـ «الشرق الأوسط»، الدكتور سعيد المليص نائب وزير التربية والتعليم، أنه يشك في أن تكون النتائج التي تسربت حقيقية، مشيرا إلى أن النتائج لا يمكن لها أن تتسرب.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر مطلع على نتائج تصحيح مادة الرياضيات أمس، أن النتائج قد تصيب الطلاب بخيبة أمل، حتى بعد محاولات المساعدة التي أقرتها وزارة التربية والتعليم بعد ثبوت صعوبة أسئلة المادة، مشيرا إلى أن السواد الأعظم من الطلاب لم يحصلوا على درجات مرتفعة.

وقال المصدر الذي رغب عدم ذكر اسمه إن طالبا متوفقا (تحتفظ الجريدة باسمه) حصل على ما نسبته 100 في المائة في نتائج النصف الأول، كما حصل على الدرجة النهائية في درجات أعمال النصف الثاني من العام الدراسي الحالي، لكنه لم يحصل في الاختبار النهائي الذي أعدته وزارة التربية والتعليم على أكثر من 15 درجة.

وذهب المصدر إلى أن حالة الطالب هذه تشير إلى أنه لن يحصل على أكثر من 85 في المائة بالنسبة لمادة الرياضيات، وهو ما سيحرمه فرصة الالتحاق بكلية الطب، كما لن يمكنه من فرصة الحصول على مقعد دراسي في كلية الهندسة. وأوضح ولي أمر هذا الطالب أن ابنه لم يعلم بعد بحقيقة نتيجته في مادة الرياضيات على الرغم من علم أسرته، وذلك تحاشيا للتأثير النفسي الذي سيتعرض له في حال علمه بهذه النتيجة خاصة أنه كان يحلم بدراسة الطب في جامعة الملك سعود في الرياض.

وهنا عاد نائب وزير التربية والتعليم ليوضح لـ «الشرق الأوسط»، أنه لمس تميزا لبعض الطلاب في اختبار مادة الرياضيات، مما دلل على أن أسئلة الرياضيات لم تكن خارجة عن حدود المعقول ـ على حد قوله.

واتفق المصدر المطلع على نتائج تصحيح مادة الرياضيات مع نائب وزير التربية والتعليم في هذه النقطة، مبينا أن عددا قليلا من المتفوقين حصل على درجات مرتفعة بعد التصحيح النهائي، فيما شدد على أن هناك حالات كثيرة لطلاب متفوقين في النصف الأول، ستكون النتائج مفاجئة لهم بعد إعلانها اعتبارا من الخميس بعد المقبل.

في هذه الأثناء، تحركت بعض الأسر السعودية بعد علمها بنتائج مادة الرياضيات المتسربة لمواجهة حالة الخطر المنتظرة فور إعلان النتائج وبدء قبول الطلاب في الجامعات السعودية.

وباشر عدد من هذه الأسر البحث عن خطابات شفاعة تمكن أبناءهم من دخول كليات الطب والهندسة، كما بدأت الأمهات باستنطاق ذاكرة المجالس النسوية للبحث عن شفيع يسمح للأبناء بدخول الجامعات السعودية.

وتلقت «الشرق الأوسط» شكاوى واستفسارات تقدم بها أولياء أمور طلاب يتهيأون للحصول على شهادة الثانوية العامة بنهاية العام الدراسي الحالي، يمكن إيجازها بتساؤل واحد، هو: ما فائدة عناء عام كامل للحصول على أعلى المعدلات إذا كان ذلك سيتهاوى ويسقط نتيجة وجود أسئلة تعجيزية في مادة واحدة كان الطالب قد قاطع من أجلها الحياة الاجتماعية بكافة مغرياتها؟

وشددوا على أن سياسة ضرب الطلاب سنويا بأسئلة تعجيزية ـ حسب وصفهم ـ لن تضر إلا الطلاب المتفوقين الذين يحرصون على التفوق طوال سنواتهم الدراسية لتحقيق أحلامهم وأحلام آبائهم.

وفي المقابل أكدت وزارة التعليم العالي أنها لن تأخذ بعين الاعتبار مسألة صعوبة أسئلة مادة الرياضيات عند فتح باب القبول للالتحاق بالجامعات السعودية، على اعتبار أن مثل هذه الخطوة مستبعدة من سياسات التعليم العالي في مختلف مناطق البلاد.

وأكد في هذا الخصوص لـ «الشرق الأوسط» سعد الحقان مدير العلاقات العامة في وزارة التعليم العالي، أن من غير الوارد أن تضع الجامعات بالحسبان أثناء التسجيل صعوبة أسئلة مادة الرياضيات كون المنافسة الطلابية على أشدها والأعداد المتقدمة كبيرة.

وبين أنه لا يمكن للوزارة أن توجه الجامعات بغض النظر عن كونها مستقلة بذاتها، لكنه استدرك أن مسألة التخصصات تخضع للعرض والطلب ففي حال عدم تقدم الأعداد المطلوبة بالنسب المحددة ستضطر الجامعة لخفض نسب القبول.