في اتيلية جدة: فنانو المدينة يحتفلون بـمرور 25 سنة كأقدم جماعة تشكيلية في المملكة

TT

«نحاول أن نظهر محبتنا للمدينة المنورة من خلال أعمالنا التشكيلية التي تطرح رؤيتنا عنها بأسلوب معاصر»، هذا ما قاله الدكتور صالح محمد خطاب رئيس قسم الفنون التشكيلية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب وأحد الفنانين المنتمين لجماعة فناني المدينة المنورة التشكيلية التي تحتفل باليوبيل الفضي بمرور 25 عاما على تأسيس الجماعة. وتعتبر الجماعة أقدم جماعة تشكيلية في المملكة تأسست عام 1401هـ وذلك بأتيلية جدة للفنون الجميلة مساء اليوم، ويرعى افتتاح المعرض اللواء الركن الدكتور بندر بن عبد الله بن تركي بن عبد العزيز.

ويرى الزائر للمعرض التشكيلي فيه تنوعا بارزا للمدارس التشكيلية والأساليب الفنية التي طرقها الفنانون المشاركون في أعمالهم بين السريالية والتكعيبية والتأثيرية والتجريدية والطبيعية، ومنها ما ظهر فيها التراث الشعبي للمدينة واضحا كأعمال مريم مشيخ التي حاولت أن تلقي الضوء على المرأة في لباس عرسها الشعبي مرتدية كامل حليها ووسط أبخرة العودة وروائح العطور وفي لوحة أخرى لفؤاد مغربل يرى فيها الزائر رقصة شعبية لرجال المدينة لكنها بدت ملامحها غائبة وكأن الحاضر يبكي غياب الماضي الذي ضل طريقه في ظل التحديث الحياتي ولوحة أخرى لذات الفنان تجد فيها حيا شعبيا بدا في صفرة اللون حزينا وهو يحتضن ملامحه غائبة.

وعلق رئيس الجماعة الدكتور فؤاد مغربل على هذا التنوع قائلا «لا نفرض خطا معينا يسير فيه أفراد الجماعة فكل منا له أدواته الفنية التي تفرض نفسها في أسلوبه الذي يتميز فيه من دون غيره في عمله الفني»، واضاف «نحن نبحث عن قضايا إنسانية تراثية تنبع من البيئة المحيطة بنا وخاصة المدينة المنورة وما لها من تاريخ إنساني وتراثي تأثرنا نحن به من أبنائها».

وضم المعرض 107أعمال بين لوحة تصويرية وأعمال خزفية ونحت اشترك فيها 13 فنانا من أبناء المدينة هم الدكتور فؤاد مغربل والدكتور صالح خطاب ومحمد سيام ونبيل نجدي ومريم مشيخ ومنصور كردي ومنصور الشريف وسامي البار وأحمد البار وعواطف المالكي ومحمد يوسف مظهر وعمار سعيد وأحمد الأحمدي. وعن المعرض والجماعة قال خطاب «نحاول تقديم تراث المدينة المنورة والبيئة المحيطة بنا فمثلا يقدم الدكتور مغربل في أعماله توثيقا للحرف والصناعات ومريم مشيخ تقدم توثيقا لتراث المرأة المدينية في حليها ومجوهراتها وتفاصيلها الخاصة وكذلك محمد السيام في توثيقه للجانب المعماري الحجازي»، ويضيف «كل من أفراد الجماعة له شخصيته الخاصة في أعماله التي تمثله وتمثل أسلوبه الفني وهذا ما أعطى الجماعة تنوعا وإثراء في طرحها وأكثر ما نهدف إليه هو إظهار تراث المدينة وبيئتها بأسلوب فني معاصر». وعن شروط الانضمام للجماعة التي استمرت 25 عاما، يقول «أكثر ما يهمنا هو أن يكون الفنان قادرا على الاستمرار في عطائه الفني إلى جانب أن يكون من أبناء المدينة». وعن سير الجماعة يقول «هذه الجولة 19للجماعة التي بدأت عام 1401هـ وهذه السنة انطلقنا من المدينة ومن ثم الرياض وها نحن الآن في جدة خلال جولتنا المحلية».