مدير عام كلية الملك فهد الأمنية لـ«الشرق الأوسط»: الأحداث الإرهابية تفرض إضافة المواد الدراسية وتعديلها للملتحقين بالعمل الأمني

قال إن شروط اختيار رجل الأمن تخضع لمعايير محددة

TT

أوضح اللواء عبد الرحمن الفدا، مدير كلية الملك فهد الأمنية، أن وزارة الداخلية المعنية بالقطاعات الأمنية في السعودية تصرف مبالغ طائلة سنويا لتدريب رجال الأمن لتزويدهم بكافة العلوم والمهارات التي تساهم في سرعة الكشف عن الجريمة بكافة أشكالها، مشيرا إلى أن الأحداث الإرهابية على المستوى المحلي والخارجي تفرض إضافة وتعديل بعض المواد التي يدرسها الملتحقون للعمل في الجانب الأمني.

وأكد اللواء الفدا في حديث لـ «الشرق الأوسط» أن رجل الأمن في كل مرحلة يحتاج إلى إعداد في جزئية معينة بين فترة وأخرى نتيجة التطور التقني والمخترعات الحديثة ونتيجة تشعب الجريمة، موضحا أنهم يعملون حسب متطلبات العمل الأمني التي تساهم في تهيئة رجل الأمن.

وأكد مدير كلية الملك فهد الأمنية أن رجل الأمن قادر على التصدي لأي عمل في فروع الجريمة، وأن كلية الملك فهد سباقة لإدراج كافة التخصصات الأمنية الدقيقة فيها، وأن هناك شروطا واختبارات مكثفة لضمان اختيار رجل الأمن الجيد في المستقبل، وفيما يلي نص الحديث:

* كيف يتم اختيار رجل الأمن المستقبلي من ضمن آلاف المتقدمين سنويا؟

ـ في كل عام يتم الإعلان عن قبول دفعة جديدة من أبناء الوطن للالتحاق بالعمل الأمني من خريجي الجامعات حسب الحاجة التي تحددها القطاعات الأمنية والتخصصات التي تطلبها، والمجال مفتوح لكل من يرغب في الدخول للكلية حسب مواعيد القبول، وانتهت اليوم (أمس) المرحلة الأولى المباشرة في قبول الطلبة والكلية من الكليات التي تستخدم التقنية الحديثة في استخدام التقنية وتوظيف أعداد كبيرة لاختصار الوقت والجهد والاختيار الأفضل. وفي المرحلة المقبلة يتم الكشف الطبي واللياقة البدنية والمقابلة الشخصية والاختبارات التخصصية وتحدد اللجان الشخص المناسب لدخول الكلية، وفي مرحلة أخرى يتضح لنا الشخص المناسب بعد الدخول للدورة التدريبية التي تستمر 45 يوما، حيث يتم إجراء اختبارات بدنية وعسكرية وثقافية تكشف إمكانية الشخص للدخول للكلية من عدمه.

* هل الكلية مقيدة برقم محدد للقبول حسب الوظائف الشاغرة أم أن هناك حرية في القبول؟

ـ المعيار الأساسي هو وجود وظيفة شاغرة في القطاع الأمني ولكن وزارة الداخلية حريصة على أن تهيئ الفرصة لأكبر عدد ممكن من المتقدمين، وهذه الأمور لا نستطيع معرفتها في هذا الوقت وسوف تعلن في حينها كما هو معمول في كل عام فكان محدد القبول لا يتجاوز 500 شخص وقد رفعت الوزارة القبول إلى 800 شخص، وهذا دليل على أن العدد محدد أصلا ولكن المسؤولين في الوزارة حريصون على فتح المجال بشكل اكبر لالتحاق الشباب بالكلية.

* ما تفسيرك كخبير أمني للإقبال الكبير من قبل الشباب السعودي للالتحاق بالعمل الأمني في ظل وجود تنظيم إرهابي بالسعودية؟

ـ ارتفعت نسبة القبول 31% عن العام الماضي، وهذا مؤشر واضح بأن الشباب السعودي يريد خدمة الوطن في جميع المجالات الأمنية وبكافة التخصصات.

* هل هناك تطوير أو تحديث للمواد التي يدرسها الملتحقون في كلية الملك فهد الأمنية حاليا؟

ـ بالنسبة للمواد التي تدرس في الكلية فهي تراعي الساعات العملية والنظرية، وهي في تطور مستمر، ولا شك أن رجل الأمن في كل مرحلة يحتاج إلى زيادة الإعداد في جزئية معينة بين فترة وأخرى نتيجة التطور التقني والمخترعات الحديثة ونتيجة تشعب الجريمة، ونحن نتعامل معه حسب متطلبات العمل الأمني ولن نتوقف عند حد معين بل نستمر في مواكبة المتطلبات في هذا العصر والتي تساهم في تهيئة رجل الأمن، والتركيز على الفرضيات الأمنية الميدانية التي تمثل متطلبا ضروريا لرجل الأمن، وهي تأخذ طريقها سنويا، وتعد البرامج وتعدل وتضاف حسب الحاجة، أما الأمور الأساسية فهي ثابتة بان يعد رجل الأمن في إطار عسكري أمني لأن الكلية تخدم جميع القطاعات الأمنية المختلفة.

* ما هي المعايير الأساسية لتوزيع مخرجات الكلية للقطاعات الأمنية المختلفة؟

ـ مخرجات الكلية توزع حسب حاجة القطاعات الأمنية المختلفة فهي متشعبة في كل مدينة وقرية وهجرة، وكل قطاع يحدد التخصص المرغوب فيه ومن ثم يتم تأهيل الطلبة في الكلية ثم يتم توظيف الخريج في القطاع الأمني.

* هل تمت إضافة مواد جديدة بعد الأحداث الإرهابية التي شهدتها السعودية عام 2003؟

ـ لا شك أن الأحداث والمشاكل التي تضر المجتمع سواء كانت محلية أو خارجية تفرض علينا إضافة وتعديلا وحذفا لبعض المواد التي ندرسها في الكلية. ويخضع الملتحقون بالكلية لفرضيات المطاردة والاقتحام وفرضيات حماية الشخصيات المهمة والدفاع المدني ومسرح الحادث فيما يخص الحمض النووي (DNA) ومجاله الواسع، وكل الأمور التي يتطلبها العمل من التقنية الحديثة، والمخترعات الحديثة تأخذ طريقها بشكل عاجل وسريع للكلية ونحن لا نتوقف ولا ننتظر كل ما هو جديد في مجال مكافحة الجريمة، ونحرص على أن يكون رجل الأمن المتخرج في الكلية أن يمارس العمل بشكل عام ومن ثم يدخل مسار التخصص الدقيق الذي يخدم مجال عمله الأمني في أي قطاع.

* هل يتم تدريب الملتحقين بالكلية على مختبرات فحص الحمض النووي الذي أدخل للكلية حديثا؟

ـ عقدت هذه السنة دورة تخرج منها 18 ضابطا كأول دفعة. أما الطلبة فهم غير متخصصين ويتم تدريبهم بشكل عام، ومن ثم يأتي التخصص الدقيق بعد التخرج، وقمنا مع قيادات الكلية والقطاعات الأمنية بالوقوف على ما وصل إليه الطلبة في المجالات الأمنية كتخصص التزوير وفحص الأسلحة والمخدرات ومسرح الحادث والمختبرات المتخصصة في الأدلة الجنائية. وكان الطلبة يشرحون ويطبقون فرضيات، وقلت لهم لم استطع التفريق بين الأستاذ والطالب لأن القاعدة العلمية لهم متميزة في المجال الأمني وكذلك ما تلقوه من علوم في الجامعات، وفي المعامل الجنائية كانوا يقومون بهذه الفرضيات من تخصصات مختلفة ولكنهم تميزوا في هذا المجال بعد تلقي الدورات التدريبية، وهذا الأمر يفسر أن مخرجات الكلية متميزون في كافة المجالات الأمنية، وفي هذا العام اعتمدت دورة عن جرائم الحاسب الآلي وتخرج 8 متخصصين في مجال الحاسب، منهم من يحمل الدكتوراه والماجستير، والكلية لها السبق في دخول جميع المجالات الأمنية الدقيقة والمتخصصة.

* إلى أي مدى يتم إعطاء رجال الأمن دورات تدريبية متخصصة داخل السعودية وخارجها؟

ـ جميع القطاعات الأمنية تقوم بهذا الأمر، وفي الكلية يتم إرسال عدد لا يقل عن 25% من الكلية للالتحاق بدورات تدريبية سنويا، سواء داخل السعودية أو خارجها، والمجال التدريبي مستمر والوزارة تعطيه أهمية كبرى وتصرف مبالغ طائلة لتدريب رجل الأمن ليكون مزودا بسلاح العلم في جميع ما يتعلق بكشف الجريمة، ولعل الأحداث التي ظهرت تؤكد أن شباب الوطن سواء كانوا في الميدان في حال مطاردة أو اقتحام وتخليص الرهائن ليقوموا بهذه الأمور بشكل متقدم ينافس دولا سبقتنا في هذا المجال، ولذلك هناك شباب سعوديون دربهم اساتذة سعوديون ونحن نفتخر بذلك ولا يعني أننا ملائكة ولدينا كل شيء، بل نستعين بدورات خارجية في المجالات العليا وينبغي أن نستفيد من خبرات الآخرين، والبعض يتصور انه لا توجد لدينا قدرات ولكن عندما يزورنا يكتشف أن هناك قدرات، البعض منها لم يؤمّن عند البعض. وإذا كان المستوى العملي والإمكانات والقدرات موجودة، فذلك قوة تستطيع كشف الجريمة والأيام القادمة ستوضح ذلك.

* ما تقييمكم الحالي لرجل الأمن في الميدان، وخصوصا ما يتعلق بالأحداث الإرهابية؟

ـ رجل الأمن قادر على التصدي لأي عمل في فروع الجريمة، ولكن الإشكال الذي ممكن أن يحدث أن هذه الجريمة تطرأ في لحظة يقوم بها شخص مخطط لها مسبقا وإذا قدر الله واكتشفت قبل وقوعها، فهو من العمل الأمني، وإذا باشر رجال الأمن ستكون بقدر ما يتطلبه الوضع. والتعامل مع الحدث يتم وفق الجهة المقابلة، فقد يكون هناك تأجيل والتأخير في إنهاء الوضع يرجع إلى مسببات كثيرة; منها الأساسي أي حماية البريء في الموقع والثاني تقدير الموقف ثم انتقاله وأخذ المواقع وكل الأمور تنتج تفاوتا في الوقت والنتائج، وهذا الأمر في جميع أنحاء العالم إذ تجد أن الحدث يفرض شكل العمل الأمني.

* هل تتوقع ردة فعل إرهابية بعد نشر صور وأسماء المطلوبين أمنيا ضمن القائمة الجديدة؟

ـ هذا الأمر من الأشياء التي لا يمكن توقعها، ومن الممكن أن كشف الأسماء والصور يؤدي إلى سرعة القبض عليهم، وهذا يتوقف على ردة فعل الآخر، فالدولة أعلنت وبادرت بأن من يسلم نفسه سيتم التعامل معه وفق الحالات الخاصة، ومن الصعوبة القول إن هناك ردة فعل أو أن هناك استسلاما، ومن الأفضل لهم أن يرجعوا إلى رشدهم، ونأمل أن يكون هناك مردود إيجابي.

* بحكم خبرتكم في المجال الأمني بماذا تفسر وجود أغلب المطلوبين في القائمة الجديدة في العشرينات من أعمارهم؟

ـ من السهولة التغلب على الشاب الصغير لأن فكره خصب، ومن الممكن أن يتأثر بشكل سريع، فهو ضحية لشخص خفي أوصله إلى هذه المرحلة، والذي خطط له شخص في أمان، ولذلك ينبغي إعادتهم إلى رشدهم والاهتمام بهم بالمتابعة المستمرة. ودور الأسرة كبير هنا لأن هذا الشاب لن ينخرط في هذا الفكر إلا بسبب الاهمال من قبل أسرته لعدم الاهتمام به مما يؤدي إلى استخدامه من قبل هذه الفئات.