الشباب والفتيات يتبادلون صور المطلوبين عبر رسائل الوسائط والإنترنت

تحرك جماعي في السعودية للبحث عن المطلوبين الجدد

TT

بدأ الطلاب إجازاتهم بظهور قائمة جديدة للمطلوبين التي تضم 36 شخصا متهما بصناعة الموت وعشق الدماء وتكفير الأمة. وجادوا بقائمة الإرهابيين فرصة للانشغال وإرسالها عن طريق البريد الإلكتروني ورسائل الوسائط. وفي أحد المواقع التي يشرف عليها عدد من الطلاب فضلوا أن يضعوا صوراً للإرهابيين المطلوبين الجدد ويقوموا بإرسالها على الكثير من مواقع الإنترنت.

خالد الأحمري صاحب الموقع قال: بدأت فكرة الموقع في نهاية الإمتحانات لأنني أعلم جيداً أني سوف أواجه مشكلة كبيرة في الفراغ خلال الصيف. ولكن عندما ظهرت قائمة المطلوبين ظهرت أفكار جديدة وهي أن أضع موقعاً عن القائمة الجديدة للإرهابيين وأطالب من يتعرف عليهم بسرعة الإبلاغ عنهم.

ويضيف: لا يمكن أن أصف شعوري وأنا أقضي وقت فراغي في عمل وطني ومساهمة ربما أنقذ من خلالها عشرات الآلف من الأرواح ومليار عقل مسلم.

وأبدى خالد حزنه بسبب ظهور قائمة جديدة وقال كنت أتمنى أن لا نرى مزيداً من القوائم ولكن لا بد أن تكون هناك قوة وصرامة في التعامل معهم وعدم إعطائهم حرية في التنقل والحركة، مشيرا إلى أن ظهور مثل هذه القوائم يعني أننا كمواطنين ومقيمين مسؤولين عن الأمن في البلد وليس رجال الأمن فقط.

وقال طالب آخر وهو محمد الزيد: أنا فضلت أن أرسل القائمة بالمطلوبين على جميع الإيميلات التي أحصل عليها والتي هي في أجندتي. وظهرت في العديد من المنتديات على الإنترنت القوائم وشملت التواقيع لأعضاء المنتديات روابط من خلالها يمكنك مشاهدة قائمة الـ 36 .

وعن العنصر النسائي قالت سارة وهي طالبة في المرحلة الثانوية: نحن كفتيات دائماً نريد المساهمة بشكل كبير في نشر صور المطلوبين ومساعدة قوات الأمن. وأضافت: نحن في إجازة الصيف ولدينا وقت فراغ كبير وقاتل ولا يمكن لنا أن نستغله بشكل جيد ومفيد. ومع ظهور القائمة أصبحنا أنا وصديقاتي نرسل القائمة على الإيميلات ونطلب من الأخوات نشرها.

وأضافت سارة: ما أجمل المشاركة في عمل كهذا. فحقيقة نشعر بأننا نقدم شيئاً مفيداًوإيجابياً. وينقذ أرواح الناس. وهذا الوقت ليس وقت السكوت أو الاتكال على معنيين بالأمن فجميعنا رجال أمن وليس من يلبسون البدلة العسكرية فقط. وخير دليل هو شعار الحملة الوطنية للتضامن ضد الإرهاب التي جعلت شعارها رجل أمن ومواطن يضعان يديهما في يدي بعض. وعجت المقاهي في الرياض بأصوات المذيع وهو يقرأ قائمة المطلوبين. وهنا يقول فارس طالب في الجامعة: عندما كنت في أحد المقاهي شمال الرياض وعندما بدأ المذيع بقراءة أسماء المطلوبين. قام عدد من الشباب وقالوا: «قائمة الإرهابيين يا شباب تابعوا القناة الأولى السعودية»، وفعلاً تجاوب الجميع فأخذ الجميع يسمع أسماء المطلوبين بإصغاء شديد.

ويضيف فارس: رأيت في وجوه الجميع حماساً شديداً للذود عن هذا البلد. ورأيت في وجوههم الحب والاخلاص. ورأيت شفقة على هؤلاء الضالين مما وقعوا فيه وأغلبهم في سن الشباب وفي عمر الموجودين في المقهى.

وشهدت بعض التسجيلات في مدينة الرياض إقبالاً على الأغاني الوطنية من كثير الشباب. ويقول ناصر المطيري: عندما شاهدت قائمة المطلوبين وأنا دائماً أجوب شوارع الرياض الكبرى برفقة الزملاء بهدف التسلية. قررت أن أقوم بسماع الأغاني الوطنية أثناء التمشية. فالوطن غال ويستحق كل شيء نقدمه من أجله.

وعلق الشاب ناصر ضاحكاً تمنيت لو أستطيع أن أضع صور المطلوبين في الشوارع وعلى السيارات وأكتب أنهم مطلوبين للعدالة.

ويعلق خالد الرباعي (تربوي) على حماس الشباب قائلا: لم أشاهد حماساً للشباب وحبهم للوطن إلا بعد الأحداث الغاشمة الأخيرة.فهي كانت بمثابة الامتحان الحقيقي لمدى حب الشباب لوطنهم وهذا ما زادهم حباً في الوطن وتقديساً لترابه.

وقال الرباعي: لا أستغرب هذا الحماس بعد ظهور قائمة الـ 36 فالقائمة الماضية كان هناك نفس الحماس، خصوصاً أن الشباب يعلمون جيداً أن المطلوبين السابقين كانوا قياديين ومع كل انتصار كنت أرى الفرحه في وجوه الطلاب وهم يتبادلون الأخبار.

ويعتبر موقع الوطن ضد الإرهاب على الإنترنت من أهم المواقع التي وقفت ضد الإرهاب وساهمت في الإعلان عن جميع المطلوبين وأيضاً يشمل العديد من الأقسام وكلمات موجهه للمواطن وتصريحات المسؤولين في السعودية وأيضاً قسم خاص بالشهداء من رجال الأمن الذين توفاهم الله في العمليات ضد الإرهاب. ويشهد هذا الموقع عدد زيارات كبيرة من مختلف دول العالم, ومن خلاله يأخذ الكثير من الشباب في الانترنت توقيعاتهم في المنتديات من التصاميم التي تعرض فيه بشكل احترافي. ويحوي الموقع كل ما ينشر في الصحف من تحقيقات تتعلق بالإرهاب ومقالات الكتاب أيضاً.

أما على مستوى الشباب الخليجي فقد أبدى كثير من الشباب الخليجي من خلال منتديات الانترنت وقوفهم بجانب السعودية في حربها ضد الإرهاب وأيضا المساهمة في نشر القائمة وكأنهم من أبناء السعودية نفسها.