الطائرات الورقية هواية تعود مع الصيف وتاريخها يعود إلى 2000 عام

TT

الطائرة الورقية كانت متعة حقيقية لآبائنا وأجدادنا عندما كانوا صغارا فقد كانت اللعبة الوحيدة غير المكلفة ومعها يبدأ الرحيل في أزمنة الذاكرة البعيدة. أما اليوم ومع التقدم التكنولوجي وسوق ألعاب الريموت كونترول فهل ما زال لها نفس ذلك البريق، العم عبد العزيز خمسيني صاحب دكان في إحدى الحارات القديمة بمنطقة البلد يقوم ببيع ألعاب الأطفال وخاصة الطائرات الورقية التي لها رواج خاصة في مواسم الأعياد والإجازات يقول «أحب هذه اللعبة لأنها تعيدني للزمن القديم حين كنا أطفالا حيث لم تكن هناك ألعاب كثيرة كما هو الحال الآن» أما عن صناعتها فيتابع العم عبد العزيز «يدخل في صناعتها الورق أو خشب البامبو والخيزران إضافة لخيوط القن».

ومع حلول موسم الصيف يتزايد الإقبال على الطائرات الورقية خصوصا لمرتادي الشواطئ كما رأى محمد عبد المنجي البائع في أحد محلات البيع الكبيرة، وحول تاريخ بداية صناعة الطائرات الورقية يقول «تمت قبل ألفي سنه في الصين وكانت تسمى بالطائر الخشبي واستخدمت حينها لإيصال الرسائل ثم انتقلت إلى اليابان وعرفت باسم صقور الورق حيث تطورت صناعتها هناك» ويتابع «لقد دخلت صناعة الطائرات الورقية مرحلة جديدة بعد تطور فن الطباعة بالكليشيه واستخدام العديد من الألوان إلى جانب تزيينها بمختلف الصور للحيوانات أو الطيور أو الأزهار مما نتج عنه الطائرات الورقية الملونة والجميلة».

ومن اللافت أن هذه اللعبة تلقى رواجا كبيرا في الآونة الأخيرة بين شرائح كبيرة من المجتمع سواء المراهقين أو الكبار حيث تقام لها المسابقات ويتفنن هؤلاء في ابتكار الجديد في صناعتها وتزيينها، ومنهم فهد خياط طالب في الثانوية وأحد المهتمين بالطائرات الورقية ولديه منها الكثير يصف بعض أشكالها التي تتميز بحسب عدد الخيوط المستخدمة فيها ويقول «الطائرة ذات الخيط الواحد عادة ما تستعمل فيها العصي لتعطيها الشكل النهائي أثناء الطيران وتمكنها من الحفاظ على هيئة معينة ومن أشهرها الدلتا والفلو فورم» ويتابع فهد «أما الطائرة ذات الخيطين فهي التي تتضح فيها مهارة اللاعب حيث انه لا بد له عند توجيه الطائرة من شد أحد الخيطين إذا أراد توجيهها لجهة اليمين أو اليسار بسبب قوة الجذب الذي يمكن أن تحدثه هذه الطائرة».

وتنتشر هذه الهواية في الهند واليابان وتقام لها المهرجانات في مدينة وي فان شرق الصين التي تستضيف المقر الرئيسي للاتحاد الدولي للطائرات الورقية، وقد ارتبطت الطائرات الورقية بحكايا الشرق والأساطير والخرافات فقد اعتقد الصينيون بأن تركها تذهب بعيدا عنا يبعد معها المرض والحظ السيئ أما التقاط طائرة غريبة فقد يجلب النحس. كما أن على الشخص المكتئب أو المريض الخروج للحقول وتطيير طائرة لربما تتحسن صحته أما عند سقوط طائرتك في بيت جارك فعليك قبيل استرجاعك لها أن تطلب منه ثقبها مرتين حتى يتبدد حظك السيئ. وفي اليابان ارتبطت الطائرات الورقية عند البوذيين منهم بالطقوس العبادية حيث انها تمثل رمزا للخصوبة والحظ السعيد وفي احيان أخرى الأرواح الشريرة الغائبة بحسب الحاجة.