طلاب يحرمون أنفسهم من التمتع بالإجازة ويسابقون الوقت لنيل وثائق التخرج

انتهاء التسجيل للفصل الصيفي والدراسة تبدأ بعد يومين في جامعة الملك سعود

TT

في الوقت الذي تحرر فيه الطلاب من عناء عام دراسي كامل ليتذوقوا متعة إجازة صيفية تمتد إلى أواخر أغسطس (آب) المقبل، تتوجه السبت المقبل أعداد طلابية إلى قاعات الدراسة المخصصة للفصل الصيفي في عدد من الجامعات السعودية، في حين أقفلت أبواب التسجيل للراغبين بالالتحاق في فصل الصيف في معظم الجامعات السعودية التي اعتمدت نظام التدريس الصيفي. ويدخل طلاب صيف هذا العام سباقا مع الزمن، معتزلين بذلك جميع ما يتعلق بالمتعة والترفيه، ويحاولون جاهدين إزاحة عدد محدد من الساعات الدراسية المخصصة من قبل الجامعة والتي تبلغ في حدها الأقصى 9 ساعات دراسية، حسب آخر تحديث إداري للأنظمة المتعلقة بساعات الدراسة.

ويتطلع هؤلاء الطلاب إلى التخرج بأسرع وقت للراحة من عناء الدراسة الجامعية والاستفادة من الفرص الوظيفية المتاحة في القطاعين الخاص والحكومي، ليحققوا بذلك سبقا على زملائهم الدارسين في الفصول الرئيسية المنتظمة بأكثر من 5 أشهر.

ويواجه هؤلاء الطلاب حاليا عدداً من الصعوبات القائمة أبرزها خلو الجداول الصيفية من بعض المواد الدراسية التي كانت محط أنظار الطلاب واهتمامهم بالانتهاء منها في فترة الصيف، الأمر الذي أجبرهم على إدراج مواد دراسية أخرى من مراحل متباينة لنفس تخصصاتهم في جداولهم الدراسية، في حين أنه من المتوقع تغيب عدد من الطلاب في أقل من نسبة 25 في المائة من أيام الدراسة ـ وهي النسبة القصوى المحددة للغياب المسموح به ـ بسبب الارتفاع المطرد لدرجات الحرارة.

وعلى الرغم من ذلك إلا أن الملتحقين بالفصول الصيفية، لم يهجروا المتعة والسفر والسياحة، ولم يمتنعوا عن الإجازة، إلا لأنهم يتطلعون إلى أجواء دراسية هادئة خلال الفصل الصيفي، وقاعات غير ممتلئة بالطلاب، بخلاف أيام الدراسة المعتادة التي تكون فيها ردهات الجامعة مكتظة، ولا تكاد تخلو فيها قاعة واحدة من أصوات الطلبة وتسكعهم المستمر في دهاليز الجامعة، إضافة إلا أنهم خلال هذا الصيف سيتمكنون من التعامل بروح معنوية مرتفعة مع أساتذتهم بسبب تفرغ الأستاذ وعدم ازدحام المواد الدراسية لديه، بخلاف الأيام الدراسية العادية، التي يكون فيها أستاذ المادة مزحوما بالمواد والطلاب وغير مستعد للإسهاب في مناقشة الطلبة ومنحهم وقتاً أكبر للمناقشة والحوار وأخذ المعلومات.

ويبرر الطالب السعودي أحمد محمد الصالح التحاقه بنظام الفصل الصيفي، وعزوفه عن السفر مع أسرته والتمتع بالإجازة، برغبته في القضاء على 7 ساعات دراسية، تكفل له التخرج بوقت قياسي مع إضافة الصيف المقبل إليها، فلربما قضى فصلاً دراسياً رئيسيا من أجل هذه الساعات.

ومن جهته يخشى فيصل السليمان ـ طالب في جامعة الملك سعود ـ من هبوط المعدل التراكمي الذي أصبح معياراً لدى الجهات التوظيفية لإعطاء الوظيفة، لذا فهو اختار أن يلزم نفسه بـ9 ساعات دراسية، تكفل له صعود مؤشر المعدل التراكمي إلى رقم ممتاز، مشيراً إلى أن الفصل الصيفي تميزه سهولة المناهج إضافة إلى عدم التركيز على النقاط البالغة الصعوبة من قبل أعضاء هيئة التدريس بخلاف ما يحصل في الفصول الرئيسية من العام، فضلاً عن الأعداد المناسبة للطلاب والتي لا تتعدى 13 إلى 15 طالبا مما يجعل الفرصة متاحة للاستماع الدقيق والنقاش المفصل.