حرب «التميز» بين السعوديات

تشمل إخفاء أسماء عطورهن المفضلة

TT

«لولا اختلاف الاذواق لبارت السلع».. هذه هي السياسة التي بدأت شركات تصنيع العطور في الاعتماد عليها من اجل جذب اكبر عدد من النساء اللاتي يشكلن الشريحة المستهدفة، في الوقت الذي يركز فيه بعض باعة العطور «المحترفين»، على قراءة أولية لأسئلة المشتريات لتقديم العطر المناسب لشخصياتهن بعد مناورة تجارية بسيطة على أكثر من عطر لارضاء الزبونة ووضعها بعد ذلك في خانة اتخاذ القرار النهائي بالشراء.

يشير عبد الله الحريري، الاختصاصي النفسي في تعليقه على الاثر النفسي في صناعة العطر، إلى أن الذوق العام للعطور يتطور بحسب الجو العام والخاص لكل إنسان، وأن التأثير النفسي للعطور عادة ينمو ويتأثر مع نمو الإنسان وتطور نفسيته الخاصة، وقد يكون انعكاسا لثقافته. واضاف: بالنسبة للمرأة العصرية فهي تلجأ إلى استخدام ما يمثل شخصيتها، ومن تلك الأمور الجمالية اختيار العطر. مضيفاً أن العطر يعبّر عن شخصية المرأة، فهناك عطور صارخة توحي بشخصية عنيدة وقوية، وأخرى عميقة تدل على الرزانة والأصالة، وعطور دافئة تعبّر عن شخصية ناعمة ذات جو مخملي.

وتدور في الاوساط النسائية حروب باردة غير معلنة لاخفاء اسم العطر، كنوع من الانفراد وعدم التقليد، وهذا ما ترويه الجامعية مي السهلي، بأن هناك تحولات عديدة في الموقف من الروائح والعطور في المجتمع النسائي، سواء كانت طبيعية أو صناعية، وتدار حروب باردة لإخفاء أسماء العطور الخاصة، لا سيما في أوساط الطالبات في المدارس والكليات والجامعات، مضيفة أن هذا المشهد، مهد لظهور محلات ومؤسسات لبيع العطور الخاصة في السعودية.

وتجد العطور الطبيعية في المجتمع السعودي مكانها في المنافسة بين شركات صناعة العطور التخليقية الكبرى، تلبية لرغبة بعض الزبائن من الرجال والنساء، حسب الفئة العمرية.

تقول نوال العقيل: «إن روائح وعطور النساء الكبيرات لم تتغير، لأنها تواكب مرحلتهم العمرية وتوجههم الحياتي، بينما تجد الفتيات والشابات يتعطرن بالعطور المتحررة والحديثة، والغريبة في حالات نادرة، حتى تعبّر عن شخصياتهن، لذلك سيبقى دائماً هناك مستخدمات للعطور الطبيعية، كما ستبقى هناك رغبات في إيجاد عطور مصنعة وجديدة».

ولم يخف أنس شلبي، مدير المشتريات الخارجية والانتاج الدولي لشركة العود، ان العطور الشرقية هي الاخرى بها ما يدل على شخصية المرأة، وقال: «العطور الشرقية تعكس شخصية المرأة العربية، فغالبا تميل المرأة ذات الطبع الحاد إلى العطور الحادة والنفاذة، والمرأة البسيطة تميل إلى العطور البسيطة والخفيفة، حيث نراعي في إنتاجنا للعطور اختلاف الشخصيات والثقافات والأذواق». مؤكدا ان الشركات الأوروبية المصنعة للعطور، في الفترة الأخيرة، تقوم بدمج الذوق الغربي مع الأصالة العربية.