المتسولات يكتسبن الخبرة في وزن السيارات عند الإشارات

وسط ارتفاع شكوك حول وجود حاجة حقيقية للتسول

TT

اكتسبت المتسولات عند الإشارات، خبرة في اختيار المتسول منهم، حيث ان الساعات الطوال التي تقضى في مكان الرزق، جعلت المتسولة تتشرب أصول الصنعة. أما آلية اختيار المحسنين، تخضع لمعيار شكلي لا يرتكز على الفراسة التي اشتهر بها العرب كثيرا، حيث خرجوا من هذا العلم بمصطلحات عدة، مثل وزن الرجال، فالمتسولة لا تزن الرجال، بل تزن السيارات التي يستقلونها، فهي تعمد في الغالب إلى السيارات المتوسطة، حيث تتجاهل السيارات القديمة والوانيتات، اضافة إلى السيارات الفارهة.

وفي هذا الخصوص، يرى الباحث الاجتماعي، إياد الفريد، أن ظهور المتسولات ليس سببه في الدرجة الأولى كان الحاجة إلى الكسب، حيث تشير معلومات إلى أن خروج المتسولات إلى العمل في الشوارع السعودية، تعتبر ظاهرة حديثة لم يمض عليها أعوام بسيطة تتراوح بين 3 إلى 5 أعوام، اضافة إلى أن هذا الخروج سببه في الأساس أن الناس تعودت مظهر المتسولين الرجال في الشوارع، وسط ارتفاع شكوك حول وجود حاجة حقيقية للتسول، حيث بدأت الناس تعي أن عددا من المتسولين هم من مخالفي أنظمة الإقامة في البلاد، وأن هدفهم الرئيس للوفود إلى السعودية كان امتهان التسول. وبيّن أن خروج المرأة للتسول شكّل تغييرا في التعامل مع الظاهرة، حيث إن وجود امرأة تتسول في الشارع بالنسبة لمجتمع تعود على أمور عدة، مثل عدم التعرض للمرأة أو رد طلبها أو الإعراض عنها إذا ما أخطأت في حقه، إلى جانب وجود قناعة لدى الكثيرين أن المرأة ضعيفة وأنها لم تخرج إلا لحاجة ملحة، كل هذه العوامل أدت بالذين يقفون خلف ظاهرة التسول، إلى الدفع بالمرأة للخوض في المجال.

ويضيف أن تعود المجتمع في الفترة الحالية على مشاهدة المتسولات، أدى إلى انتهاء فترة الاندهاش من وجود امرأة تتسول في الشارع، لهذا بات التعامل معها مثل التعامل مع المتسولين العاديين، حيث استطاع بعض الأشخاص تخطي الحاجز النفسي تجاه المتسولة وأصبح باستطاعتهم تجاهل طلبها.

أما الطالب الجامعي، أحمد العنزي، فيعتقد أن سبب إعراض المتسولة عن السيارات القديمة يعود إلى أنها إلى طبقة أعلى نسبيا من طبقة المتسولين، لهذا هي الأقدر على الإحساس بحاجة المتسول أو المتسولة، ما يفترض أن يجعل المتسولة تقصد هذه السيارات، لكن يبدو أن الإحساس أو الدعوات الصالحة بالرزق ليس ما تبحث عنه المتسولة، ما يجعلها تقصد سيارات أخرى.

وفي ما يخص السيارات الفارهة، فيرى العنزي، أن في الغالب يتسم أصحابها بالصلافة في تعاملهم، فهم ـ كما يرى عند الإشارات ـ لا يفتحون نوافذ سياراتهم لسماع المتسولة، كما أن كثيرا من نظراتهم ينقصها التواضع والرحمة، لهذا تتجنبهم المرأة إلى سيارات الطبقة المتوسطة، التي يمكن لها دفع المال، إلى جانب إدراكها لحاجات شرائح المجتمع بحكم أنها في الغالب طبقة ذات دخل محدود.