«جمل سائب» في القويعية يحول طيار ا إلى مقعد

10 سنوات في مستشفى القوات المسلحة في الرياض

TT

كانت خطته ان يجلس خلف مقود طائرة الـنقل ليسابق بها الريح ويحلق بعيدا في السماء، لكن رياح «القدر» جرت بما لا تشتهيه سفن «الطموح»، فقد حوله حادث مروري سببه «جمل سائب»، الى مقعد يجلس منذ 10 سنوات على كرسيه المتحرك في احدى غرف الدور السابع من مستشفى القوات المسلحة في الرياض.

ويروي الرائد الطيار، محمد العويمر، 37 عاما، الذي تخرج في كلية الملك فيصل الجوية في عام 1412هـ، قصته بقوله: «في احد الأيام عندما كنت في اجازة وكنت عائدا بصحبة ابن عمي وصديق ثالث كان معنا في احدى الطرق الفرعية في مدينة القويعية، فوجئنا بـ (بعير) مقبل من بعيد بسرعة غير عادية، وعبثا حاول صديقي الذي كان يقود السيارة في ذلك الوقت الهروب منه، لكنه لم يفلح، وما هي إلا لحظات حتى اصطدمنا به وفقدت الوعي مباشرة». وأضاف الطيار العويمر: «لم أشعر بشيء ولا كم مضى من الوقت حتى فتحت عيني في المستشفى لأرى وجه أمي التي حاولت أن تخفي عني دموعها المنهمرة على خديها، ولم اكن أشعر بشيء في تلك اللحظة، إلا برأسي، اما بقية جسدي فلم اكن اشعر به».

ويتابع: «علمت في ما بعد أن صديقنا الثالث الذي كان معنا في السيارة قد توفاه الله، وحزنت عليه حزنا شديدا»، مشيرا الى انهم جميعا لم يكونوا يربطون أحزمة الأمان، ومشددا على اهمية ذلك.

ولا ينسى العويمر ان يقول مطالبا: «يجب ان يكون لدينا هنا في السعودية اماكن مناسبة للمعاقين وخدمات مناسبة، من حيث الممرات والجوامع والطرقات أيضا، وفي جميع الأماكن لهم نصيب منها، كما يحدث في الخارج، فالمعاق أولا وقبل كل شيء إنسان».

ويستغل الطيار العويمر هذا اللقاء ليوجه شكره للأمير سلطان بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، ويقول: «كان للأمير سلطان فضل كبير في إرسالي للعلاج بأميركا، التي مكثت بها 4 أشهر للعلاج، عدت بعدها لألتقي بأهلي وأقاربي».

وفي السياق نفسه، كشفت آخر الإحصائيات من التقرير الإحصائي السنوي للإدارة العامة للمرور، لقد بلغت اصابات الحوادث 281.293 حالة عام 1425هـ، و5168، حالة وفاة في العام نفسه.