في معرضها التشكيلي بجدة .. القطرية فاطمة الشيباني: لوحاتي لا تخاطب بصر المتلقي وإنما عقله

TT

«دعيني طفلة تلعب بين حنايا ضلوعك الدافئة.. ولا تفقديني هذه المتعة... لأنني لا أريد أن أبحث عن أعشاشا أخرى.. دعيني أدفن وجهي بين كفيك الطاهرتين» بهذه الكلمات وغيرها أرادت الفنانة القطرية فاطمة الشيباني أن تزاوج تجربتها التشكيلية الثرية وتمزجها بالشعر المنثور في معرضها الفني المقام في هيلتون جدة والذي افتتحه الأمير مشعل بن محمد بن سعود بن عبد العزيز آل سعود مساء أول من أمس.

ووجهت فاطمة خطابها الفني والفلسفي من خلال أعمالها التي راقت الزائرين، كما تقول «إلى عقل المتلقي لا عينه لأني أريده أن يشاركني التفكير في صياغة المعنى الإنساني من داخله»، ولم تختر له فاطمة عنوانا مكتفية بالإشارة إليه أنه (البعد الرابع) حوى 9 مجسمات من الحديد الذي بدا في فضاء المعرض أكثر حركة رغم سكونه وثباته بسبب التواءات وانحناءات معانقة للهواء اتخذت منها الشيباني شكلا لإظهار قوة المرأة. كما تقول «من المعروف أن الحديد من أصعب المعادن التي يمكن أن يتم تشكيلها لكني أردت من تجربتي الفنية التي خضتها مع الحديد أن أظهر بأن المستحيل لا يكون كذلك وأن المرأة قادرة على إذابة الحديد وتشكيله في طواعية تامة».

أما اللوحات التي عرضت في المعرض فقد وصل عددها إلى 28 لوحة عبرت خلالها فاطمة في أسلوب تجريد تعبيري عن أعماق الإنسان واختلاجاته ومشاعره ومتناقضاته من الداخل وذلك من خلال مزج الفنانة للألوان المتنافرة بمهارة عالية جسدت مكنون الشعور الكأمن والوجدان الصارخ بهدوء وهي لم تتوقف عند هذا الحد بل تجاوزته لمخاطبة عقل المتلقي وإشراكها له في محاورة لوحاتها التي تركتها من دون عنوان وإنما بعض القصائد الشعرية التي رافقت اللوحات وأرادت منها فاطمة كما تقول «أن تتسلل إلى وجدان المتلقي وتحاول دمجه مع مشاعر اللوحة وتعطيه مفتاحا يستطيع من خلاله أن يفهم اللوحة أو العمل الذي يتأمله».

وفاطمة التي بدأت خطواتها الفنية الجادة عام 1994م تعرض تجربتها الشعرية مع لوحاتها لأول مرة بجوار تجربتها في تشكيل المجسمات أيضا وهي لا تتخذ الشعر تجربة جادة تنوي المضي فيها وعلقت على هذه الفكرة «أحب الشعر وأتذوقه لكني لن أخوض تجربة جادة في إصدار ديوان والسبب أني فنانة تشكيلية وكثيرين يجدون لوحاتي أكثر عمقا وفلسفة وجمالا ولله الحمد» ويبدو أن الشعر الذي تتذوقه القطرية فاطمة الشيباني وتحاول كتابته هو من يسبق لوحاتها كما أشارت إلى ذلك.

والمعرض الذي نظمه هيلتون جدة من ضمن فعاليات مهرجان جدة الصيفي حضرته مجموعة من الفنانين السعوديين التشكيليين منهم ضياء عزيز ضياء وعبد الله حماس ونبيل جنبي وفاطمة باعظيم، والمعرض لم يكن الأول للفنانة الشيباني حيث سبقه معرض لها في الرياض افتتحه الوزير والشاعر غازي القصيبي، وكما تقول الشيباني «كانت تجربة ثرية بالنسبة لي وصداها واسع في نفسي» كما كان لها معارض جماعية كانت ضمنها بجوار معارض شخصية أقامتها في كل من قطر وبيروت.