الانتقال إلى الأحياء الحديثة يستحوذ على اهتمام أهالي الرياض رغم التكاليف

نظام الـBOT من الأسباب الرئيسية في تنمية المناطق القديمة

TT

تشهد مدينة الرياض امتدادا عمرانيا بشكل أفقي على مستوى الأحياء وبناء المخططات، حيث يرغب الكثير من سكان المدينة، خصوصا الشباب المقبل على الزواج في الانتقال من الأحياء القديمة إلى أحياء حديثة عمرانيا، على الرغم من تكلفتها المادية المرتفعة نسبيا مقارنة بأحياء جنوب وشرق الرياض.

ولا تقتصر الرغبة في التغيير على ذوي الدخل المحدود بل تتجاوز تلك أحياء تقع في وسط الرياض لما أصبحت تشكل ضغطا في المواصلات ووجود شركات كبرى ودوائر حكومية تنهي إجراءات ومعاملات تمس أمور المواطنين. كل ذلك أدى إلى ملاحظة الزيادة السكانية في أحياء جديدة في شمال الرياض والمخططات الجديدة.

ويوضح محمد المطيري الذي يعمل في شركة تأمين أن الأحياء القديمة لا تتوفر فيها ما هو موجود في بناء المخططات الجديدة، وأضاف أن طبقة المجتمع الذي يعيش فيها من ذوي الدخل المحدود اقتصاديا، مثل أحياء الفواز وبدر في جنوب الرياض، وأضاف أن مثل هذه الأحياء لا تتوفر فيها أندية رياضية للشباب من الجنسين.

من جانبه بين أحمد العقيل متخصص في شؤون العقار أن أجواء الأحياء التي تقتصر على خدمات متدنية لا يمكن لأي مستثمر واع يهدف إلى الربح أن يستثمر فيها، مفيدا أن المجتمع الذي يعيش فيها هو نفسه يحتاج إلى دعم مادي وإعانات وهذا شبه مفقود، إضافة إلى قرب المدن الصناعية منها كونه لا يشجع الراغبين بالسكن بالاستقرار فيها.

وفي ذات السياق فإن بعض الأحياء تحتاج إلى استثمار عبر نظام للإيجارات، تهدف إلى تنمية الأحياء وتشجيع سكانها على الاستقرار، حيث قامت شركة الرياض للتعمير بداية العام الحالي بتكوين عقد طويل الأجل عبر تأجير مجموعة من أراضيها الاستثمارية لمستثمرين بمنطقة العزيزية ـ جنوبي الرياض ـ بقيمة 31 مليون ريال، عبر نظام الـBot ، الذي يعني البناء والتشغيل والتحويل، حيث تقوم الحكومة بمنح من يرغب من رجال الأعمال والأفراد أو الشركات في الاستثمار في مشاريع البنى الأساسية بإعطائه حق إقامة المشروع وتحمل المستثمر أعباء شراء وتزويد المشروع بالآلات والمعدات، مقابل حصول المستثمر على إيرادات تشغيل المشروع.

وستعود الأراضي إلى الشركة الأم وما عليها من منشآت بعد استثمار القطاع الخاص لها، بعد انتهاء العقد، وهذا من ضمن الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

وتهدف هذه الخطوة إلى إقامة مشاريع استثمارية تضم صالات عرض ومكاتب وأندية وغيرها من المشاريع التي تنمي الأحياء كونها ستخلق مشاريع إضافية، يتمتع فيها سكان الأحياء المختلفة.

ويعود من جديد العقيل ليوضح بأن مثل هذه المشاريع قد تحقق استقرارا نسبياً، ولكن الكثير من أبناء جيله الذين تزوجوا ويحبذون الانتقال إلى أحياء جديدة عمرانيا، في شمال الرياض لما فيها من تخطيط سليم لمتطلبات الأسرة العصرية، إضافة إلى الاستقرار النفسي والإجتماعي.

وأوضحت منال العبد الله وكيلة مدرسة أنها اضطرت إلى التنقل كثيرا بين أحياء الرياض، مفيدة أن حي الفلاح والازدهار ـ شمالي الرياض ـ وغيرها من الأحياء تحقق استقرارا عائليا لها ولكافة أطفالها، ولكنها تعترف بأن علاقاتها الأسرية تأثرت قليلا بسبب بعد المسافة عن أقاربها.