صرح الأمير سلطان بن سلمان، الأمين العام للهيئة العليا للسياحة، بأن القرن الواحد والعشرين هو قرن النتائج وليس قرن التشكيلات الحكومية، في رده على سؤال حول توجه الهيئة لتحولها إلى وزارة مستقلة.
وأضاف الأمير سلطان أن الهيئة أعلنت في وقت سابق أنها إذا لم تنجح خلال السنوات الخمس الأولى من برنامجها الذي اتفقت على تسميته بـ «العناية المركزة»، فلا يجب أن تتحول إلى وزارة، بل يجب أن تتقلص إلى شيء أقل من الهيئة «فمن غير المعقول أن تضم بين جنباتها هذا الثقل الحكومي في مجلس إدارتها، من دون التوصل إلى نتائج ملموسة ومطبقة على أرض الواقع».
وذهب إلى أن ما تحقق الآن من نجاحات سياحية لا يتعدى 10 في المائة فقط مما نطمح لتحقيقه في الهيئة العليا للسياحة. وأكد الأمير على ضرورة الارتقاء بالنشاط السياحي وتحويله إلى صناعة جادة من خلال زيادة الوعي بهذا النشاط، كما هو الحال في معظم الدول الخارجية، وأضاف: «لا زلت أتذكر ما قاله أحد الخبراء البريطانيين في الطائرة التي كنا نستقلها على ارتفاع منخفض فوق سطح البحر الأحمر لتفقده والتقاط بعض الصور، حيث قال: يوجد تحت هذا البحر العديد من المصانع الراكدة، وكان يقصد ما يحتويه البحر الأحمر من فرص اقتصادية كبيرة يجب أن تستغل بشكل جيد». وأرجع الأمير سبب تأخر النشاط السياحي في السعودية، إلى عدم وجود وجهات سياحية متكاملة، سواء بحرية أو برية، بالرغم من توفر الإمكانات الهائلة في السعودية.
من جهة ثانية، أعلن الأمير سلطان بن سلمان عن إطلاق الهيئة لموقعها الإلكتروني الحديث يوم الاثنين القادم، الذي يمكن من خلاله التعرف على جميع ما تم عمله أو تأجيله، والتأكيد على انطلاق برنامج للسياحة البيئية في المحميات السعودية بالتعاون مع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وتوجه الهيئة بالتعاون مع البلديات على ترشيد ألوان المباني حسب المناطق.
وأوضح بأن هناك دراسة يتم عملها للتخلص من التشويه البصري للبيئة، وأضاف: «المناطق الجبلية مثلا لا تحتاج إلى الألوان الفاقعة والصاخبة، وهو ما يجري عمله حاليا لتحسين هذه المناطق بما يتلاءم مع ممتلكاتها البيئية الضخمة»، كما كشف النقاب عن برامج سياحية للإعلاميين سيتم إطلاقها بداية العام المقبل، بالاتفاق مع وزارة الإعلام لإحداث نقلة في مجال الإعلام السياحي.
جاء ذلك على هامش المؤتمر الصحافي الذي عقد بحضور محافظ محافظة جدة، الأمير مشعل بن ماجد، بمناسبة تدشين برنامج «لا تترك أثرا» في محافظة جدة، الذي تنظمه الهيئة بالتعاون مع رعاة هذا البرنامج وبعض المستثمرين في القطاعات السياحية المختلفة، ويهدف هذا البرنامج إلى تنظيف المناطق البيئية المختلفة من النفايات، بالاضافة للتوعية بأضرار تلك المخلفات على البيئة حتى لا تبقى الجهود المبذولة في دوامة طويلة.