العباءة والخمار الملونان ..حب للحياة وخروج من مأزق السواد

مصممة أزياء: الألوان الفاتحة تتناسب مع حرارة الشمس

TT

«عباءتي أرتديها وفق ألوان ثوبي وإكسسواراتي ولذلك أحرص على الألوان التي تحتويها العباءة من تطريزات وطرحتي دائما تكون متوافقة مع لون الثوب» هذا ما قالته حنان سعيد عن حرصها الذي يبدو واضحا بارتدائها العباءة أو العباءات التي تحتويها خزانتها.

وحنان ليست الوحيدة ممن يهتممن بشراء العباءة وخمار الرأس فقط لتكون متناسبة مع مختلف المناسبات ومختلف أزيائها، فالكثيرات من الفتيات المراهقات والشابات اتجهن إلى الخمار الملون بشكل كبير مع المحافظة على بقاء العباءة باللون الأسود إلا أن بعضهن أيضا اتجهن إلى العباءة الملونة وإن كن قليلات وهذا ما أكدته مصممة الأزياء السعودية لمياء الكويتي.

وتقول الكويتي معلقة على انتشار العباءة والخمار الملونين للأسواق وإقبال الفتيات عليها: «من الطبيعي أن تمل الكثيرات اللون الأسود، خاصة في ظل حرارة الجو الذي تتميز به المنطقة فاللون الأسود يمتص الحرارة وهذا مؤذ بعكس الألون الفاتحة». وتتابع: «الفتيات يقبلن على الطرح الملونة لأنهن يحاولن كسر الروتين والبحث عن الجديد الذي يتناسب مع جيلهن والموضة التي يتنافسن في الحصول عليها ليتميزن، وهذه الألوان أعتقد أنها أكثر بهجة وتعطي العين راحة أفضل منها للون الأسود». والكويتي تجد أن تصميم العباءات أصبح من الطبيعي أن تدخلها الألوان على اختلافها وكما تقول: «هناك تطريزات بألوان مختلفة كالعسليات والأزرق والأحمر، بالإضافة إلى التفضيل للعباءة التي تكون مكونة من طبقتين طبقة ملونة وطبقة سوداء شيفون تسمح للطبقة الملونة بالظهور». وتكمل حديثها: «كما أن تصميم العباءة يغلب اللون فلا تزال العباءة المفضلة هي السوداء مع الاهتمام بتصميمها من الصيني في قفلة الياقة أو التصميم المغربي الذي عليه إقبال كبير».

والكويتي لا تحبذ العباءة الملونة بالكامل دون أن تكون سوداء وتتخللها الألوان لأنها على حد قولها: «تخرج من غرضها الأساسي لأن تكون عباءة" ولذلك تجد احتفاظ العباءة باللون الأسود هو الأنسب مع عمل تطريزات ملونة وإضفاء طابع التغيير عليها في التصميم إلى جانب ارتداء خمار ملون وهو الأكثر انتشارا بين الشابات وتقول: «أفضل تلوين الخمار على العباءة». وحول التعليقات التي أصبحت تخوضها العباءة كإلحاق قطع من قماش شماغ خليجي أو فلسطيني فتقول: «أبدا لا أحبها في تصميماتي ولكن الفتيات المراهقات يحببن هذا النوع من العباءات تبعا لأنهن في سن يحببن فيه الظهور لكني أجد هذا النوع يخرج المرأة من أنوثتها ولا يتناسب معها هذا بجوار العباءة الاماراتية الخفيفة التي تظهر كل ما ترتديه المرأة تحت العباءة وهو لا يناسبني». وتكمل: «الآن أكثر ما يحببنه المراهقات هي العباءة التي يوجد بها خطان جانبيان كالخطوط التي توجد في السراويل الرياضية فهن يقبلن عليها كثيرا».

من جهة أخرى علقت مها عبد المجيد مشرفة اجتماعية قائلة: «لا أجد في تغيير اللون أي مشكلة في حجاب الفتيات، خاصة أن هذه الألوان مبهجة وغير لافتا للنظر». وتتابع: «الفتيات في هذا السن يبحثن عن الجديد ولذلك هن مللن من اللون الأسود الذي لم يعد لونا أساسيا للحجاب فأي لون من الممكن أن لا يكون لافتا للانتباه واللون الأسود قد يكون أحيانا لافتا للانتباه المهم كيفية توظيف الحجاب بالشكل الذي يؤدي غرضه». وترى مها أن هذه الألوان التي أصبحت الشابات السعوديات يستعملنها في خمارهن وتتخللها عباءاتهن مستوحاة من الثقافات المستضافة في البلد وتقول: «احتكاكنا بالثقافات المسلمة الأخرى اعطانا انفتاحا في مجالات عديدة كاحتكاكنا بالجالية المصرية والشامية وغيرهما ممن يستخدمون هذه الألوان في حجابهم».

وببساطة تقول: «لا بد من التجديد والتغيير في حدود المعقول والشابات السعوديات أصبحن قادرات على التمييز على جانب أن هذه الالوان تعطي انطباعا نفسيا للشخص الذي اختارها والشخص الذي يراها. فعالم الالوان من العوالم التي لها علاقة بعلم النفس»، ولذلك تجد مها أن إقبال الفتيات على هذه الألوان إنما هو من قبيل حب الحياة وبحث عن تمازج بين النفسي والاجتماعي، وتقول: «الشابة عندما تغير اللون الأسود هي تريد أن تعلن عن احتفائها بالالوان والانوثة الباحثة دائما عن الجمال».