500 سعودية في خطاب لولي العهد: نرفض قيادة السيارة والمنزل مكاننا الطبيعي

بينهن أكاديميات وطبيبات ومعلمات وطالبات

TT

رفضت سيدات سعوديات الـبيان الصادر من نحو 500 سيدة محـافظة وموجه لولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز, يطالبن فيه بعدم السماح لهن بقيادة السيارة، وعدم الالتفات لما تكتبه الصحف التي تريد تغريب المرأة وإخراجها من بيتها. معتبرين تلك المطالبات لا تعبر عن اصواتهن الحقيقية ولا امال المرأة السعودية وسعيها نحو تحقيق ذاتها.

واكدت سيدة الأعمال السعودية رجاء المنيف انها وغيرها من السعوديات يطالبن بحقهن في قيادة السيارة، اضافة الى السعي نحو فتح الافاق امام المرأ السعودية لمشاركة شقيقها الرجل في تنمية بلادهم.

واستغربت ظهور مثل هذه البيانات، وقالت: إن هذه الطلبات غريبة فكيف تتم المطالبة بوزارة للنساء يديرها رجال؟ وتساءلت: المرأة كائن بشري فكيف لا تستطيع أن تدير أمورها بنفسها؟.

وتعليقا على حديثهن بأن مكان المرأة هو بيتها، قالت المنيف: هن أكاديميات وطبيبات ومعلمات، فليتركن أعمالهن وجامعاتهن ويتفرغن لبيوتهن وتربية أبنائهن وبناتهن ويكن على قدر ما كتبن في خطابهن.

وكانت نحو 500 سيدة سعودية رفعن خطابا للأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد، طالبن فيه بعدم الالتفات لما تكتبه الصحف التي تريد تغريب المرأة وإخراجها من بيتها، وطالبن باتخاذ خطوات حازمة وصارمة لوقف الحملات التي تريد تغريب المرأة السعودية وتبرجها.

والموقعات على الخطاب 14 أكاديمية من جامعتي جدة ومكة وكليات التربية التابعة لتعليم البنات بمنطقة مكة المكرمة، بالإضافة إلى ثلاث طبيبات، وسبع من العاملات في القطاع الصحي، و93 معلمة، و12 عاملة، و93 جامعية، و79 من طالبات المدارس الثانوية، و123 ربة منزل معظمهن متعلمات.

وبدأ الخطاب الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، بآيات من القرآن فسرت بطريقتهن أن مكان المرأة بيتها ويجب ألا تخرج منه، وأنها خلقت من أجل الأمومة ورعاية شؤون البيت، وقلنا «لنا في الدول القريبة التي أخرجت المرأة من بيتها مثال في البطالة والفقر والتدهور الإجتماعي».

وقلن موجهات كلامهن لولي العهد إن المرأة السعودية تمر بحملة شعواء لاستغلالها جسديا، وامتهانها وإخراجها إلى سوق العمل، لكي تعمل مذيعة أو مضيفة طيران أو مندوبة تسويق. معتبرات أن مثل هذه المهن استغلال لجسد المرأة.

وطالبن بعدم السماح للمرأة بقيادة السيارة على اعتبار أنها تعرض المرأة للتحرش في الأماكن العامة والأسواق وأمام مدارس البنات، مطالبات بإنشاء وزارة للمرأة يديرها علماء شرعيون وتوسيع الصلاحيات لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفتح مراكز نسائية مختصة وشرعية لتطوير إمكانات المرأة وفق تعاليم الإسلام، وإيقاف القنوات الفضائية، وقمن بتحديد عدد من القنوات العربية متهمين القنوات بعرض المرأة وجسدها كسلعة.

ومن المطالبات التي تضمنها الخطاب المطالبة بتغيير المناهج، بحيث تفيد المرأة، وتوسيع المناهج والمواد الدينية في المدارس السعودية، علماً بأن السعودية تشكل المناهج الدينية منها غالبية المواد التي يدرسها الطالب خلال تدرجه من المرحلة الابتدائية حتى الجامعية.

ويعد الطلب الرئيسي لهن بعد المطالبة بعدم السماح بقيادة السيارة، هو طلبهن الاحتكام إلى شرع الله في معاملات الدولة فيما يختص بالمرأة، علماً بأن السعودية تتخذ من القرآن الكريم والسنة النبوية دستوراً للبلاد.

وتزامن الخطاب الذي وزع على عدد من الصحف ووكالات الأنباء مع تصريحات أطلقتها الأميرة لولوة الفيصل، شقيقة الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، في مركز أبحاث الشرق الأوسط، قالت فيها إن المرأة السعودية أحرزت تقدماً كبيراً في كافة المجالات وإن كانت محجبة.

وأكدت بأن تقاليد السعوديين تؤيد قيام المرأة بدور قوي وفاعل في المجتمع، حيث كانت المرأة تدير شؤون البيت في بداية الدولة السعودية عندما كان الرجال ينشغلون بالسفر والتجارة، وأن المرأة أخذت حقها في إصدار الهوية وستأخذ حقها في قيادة السيارة متى شاءت.

من جهته، قال الدكتور أبو بكر باقادر، عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان: «الآن أصبح لدينا خيار اختلاف وجهات النظر، والخيارات متاحة للجميع، ونرحب بأن تكون للمرأة وجهة نظر لأننا تعودنا أن يتحدث الرجل بالنيابة عنها دائما».

وعلق على البيان قائلاً: «بما أنهن يطلبن أن تستقر المرأة في بيتها، فليتركن وظائفهن، ويبقين في بيوتهن، لأن المملكة تمر بمشكلة نقص في الوظائف، فتجد غيرهن من النساء فرصة لحل الوظائف مكان الرافضات له. وكذلك يمنعن من قيادة السيارة بناء على طلبهن، وفي المقابل يسمح لغيرهن بالقيادة والعمل لكي يكون هناك إنصاف في العملية».

ورحب الدكتور باقادر بأن تكون هناك مبادرات من النساء السعوديات في طرح وجهات نظرهن مهما كانت، وقال: «جميل جداً أن نسمع للمرأة رأيا واضحا ومحددا».