انطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي بدعم من محبي الخير قريبا

المعجل يؤكد معالجة أوضاع الطلبة المتضررين من أحداث 11 سبتمبر * 5 آلاف طالب سعودي يتنافسون للفوز بمقاعد في الجامعات الأميركية

TT

أكد الدكتور عبدالله المعجل وكيل العلاقات الثقافية بوزارة التعليم العالي السعودية أنه تمت معالجة أوضاع جميع الطلاب السعوديين الذين واجهتهم بعض المشاكل بعد أحداث 11 سبتمبر، مؤكدا أن الملحقية الثقافية في بريطانيا لم تتلق أية بلاغات عن اعتداءات أو مضايقات للطلبة السعوديين الدارسين في الجامعات البريطانية.

وأوضح الدكتور المعجل لـ «الشرق الأوسط» أن وزارة التعليم العالي استقبلت أكثر من 5 آلاف طلب للابتعاث لجامعات أميركية، نافيا إحجام الطلبة السعوديين عن الجامعات الأميركية، مشددا على أهمية احترام القوانين والأنظمة الداخلية للبلدان التي يتم الابتعاث لها والالتزام بالتعليمات التي يتم تزويد الطلبة بها من قبل الملحقيات الثقافية.وكشف المعجل عن قرب انطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي يعتمد على دعم محبي الخير من الأمراء ورجال الأعمال والمؤسسات الخيرية ويساهم في زيادة فرص الابتعاث، مشيرا إلى أن البرنامج سيقدم القروض والمنح الدراسية الجزئية والكاملة للطلبة السعوديين.

وأشار وكيل الوزارة إلى مرونة أنظمة الابتعاث والتزام وزارة التعليم العالي ممثلة في الملحقيات الثقافية بالإشراف على الطلبة السعوديين في الخارج ومتابعتهم وتسهيل كافة العقبات أمامهم سواء كانت المادية أو المعنوية، إضافة إلى تعجيل البت في معاملاتهم بما لا يزيد عن أسبوع واحد فقط، وفيما يلي نص الحوار:

* بعد أحداث 11 سبتمبر تضرر الطلاب السعوديون في أميركا والبعض منهم لم يتمكن من العودة لإكمال دراسته، فهل تمت معالجة أوضاعهم؟

ـ دائما نؤكد على الطلاب المبتعثين للخارج باحترام القوانين والأنظمة الداخلية للبلد الذي يبتعثون إليه، والملحقيات الثقافية تزود الطلاب الدارسين في الخارج بالأنظمة والتعليمات الجديدة التي تصدر في هذه البلدان، ومن هذا المنطلق ينبغي أن يأخذ الطالب السعودي الذي يرغب الدراسة في الخارج موافقة الوزارة على الجامعة التي يريد الدراسة بها لكي يصبح تحت إشراف الملحقية الثقافية، ولهذا قد يتعرض الطالب إلى مشاكل بسبب عدم معرفته بالأنظمة والتعليمات سواء داخل الجامعة أو خارجها لأنه لم يأخذ موافقة الوزارة، وبالفعل تحصل بعض المشاكل للطلاب ولكن الملحقيات الثقافية تتدخل لحلها، وبالنسبة لأحداث 11 سبتمبر فكل الطلاب الذين كانوا تحت إشراف الوزارة ممن تم ابتعاثهم أو ممن درسوا على حسابهم الخاص تم معالجة أوضاعهم جميعا، وعلى سبيل المثال فبعض الطلاب الذين لم يتمكنوا من الحصول على تأشيرة للدخول إلى أميركا ساهمنا في انتقالهم لجامعات أخرى وعند الحصول على تأشيرة يسمح له الانتقال إلى أميركا، والطلاب الذين قدموا للسعودية ولم يتمكنوا من العودة لاستكمال دراستهم تمت معالجة أوضاعهم من خلال فتح الجامعات السعودية لهم.

* تشير بعض التقارير الى انخفاض عدد الطلاب السعوديين الدارسين في أميركا من 12 ألف طالب إلى ألفي طالب، فهل تم الاتفاق مع الجانب الأميركي لإعادة الوضع كما كان؟

ـ هذه الإحصاءات قد لا تكون دقيقة، ولا يوجد شك في انخفاض عدد الطلاب سواء السعوديين أو غيرهم بسبب الأحداث التي شهدتها أميركا، ولكن بعد زيارة سمو ولي العهد إلى الولايات المتحدة الأميركية وبعد صدور البيان المشترك كان أول توصية فيه زيادة عدد الطلاب السعوديين في الجامعات الأميركية، ونحن ملتزمون بمتابعة الطلاب السعوديين في الخارج سواء في أميركا أو غيرها من الدول شريطة أخذ موافقة الوزارة التي لن تكلف الطالب سوى 3 دقائق للموافقة الفورية، والآن تقدم لنا أكثر من 5 آلاف طالب يرغبون الابتعاث للجامعات الأميركية.

* هناك من يقول ان أنظمة الوزارة أصبحت في مرحلة الشيخوخة فيما يخص الابتعاث فما تعليقكم؟

ـ نحن نؤمن بالإدارة المرنة التي تتطور وتتغير وفق المستجدات، وأنظمة الجامعات التي نتعامل معها مختلفة ولهذا نحن نتطور بسرعة ونواكب المستجدات، إضافة إلى أن برامج الابتعاث المتنوعة لدينا تخدم فئات متعددة، وأعتقد أن هذه الأمور تؤكد أن أنظمة وزارة التعليم العالي فيما يخص الأبتعاث متطورة ومرنة، وعلى سبيل المثال فان الموظفين السعوديين في الخارج يمكن أن يلتحقوا في الدراسة بهذه الجامعات منطلق الإيمان بأهمية التعلم ونقل المعرفة فنحن في وزارة التعليم العالي نسعى إلى تسهيل كافة أمور الطلاب سواء في الداخل او الخارج لأن المبتعث سيعود إلى خدمة بلده.

* هناك تذمر من شرط الإقامة لمدة عامين بالنسبة للطلاب السعوديين الذين يكملون دراساتهم العليا في الخارج، ما تعليقكم؟

ـ كل الجامعات العريقة والجامعات التي تحترم نفسها تشترط إقامة الطالب لديها، فالجامعات ليست مجرد بحث فقط فهي ثقافة كاملة ينخرط بها طالب الدراسات العليا من خلال حضور الندوات والمؤتمرات العلمية والاطلاع على الأبحاث في التخصصات المختلفة وكذلك الدخول إلى المكتبة والتفاعل مع الزملاء فلا يمكن للطالب أن يعيش هذه الأجواء وهو خارج الجامعة، والوزارة استثنت من هذا الأمر الطلاب الذين يدرسون في الجامعات القريبة كالبحرين والأردن لقرب سكنهم.

* يشتكي بعض الطلبة السعوديين من قلة الأنشطة التي تجمعهم بالملحقيات الثقافية على غرار ما تقوم به بعض الدول الأخرى؟ ـ دور الملحقيات الثقافية الأساسي هو الإشراف على الطلاب ومتابعتهم والتواصل مع الطلاب والمؤسسات التعليمية داخل وخارج السعودية، ولكن الملحقيات تقيم أنشطة عبر الأندية الطلابية التي يديرها الطلاب تحت رعاية الملحقيات ويوضع لها ميزانيات محددة، ولكن الأنشطة تعتمد على تفاعل الطلاب أنفسهم، والتقارير التي تصلنا من الملحقيات تفيد بإقامة العديد من الأنشطة إلا أن بعض الجامعات لا يوجد بها أنشطة كثيرة، ولكن الملحقيات تزود الطلاب بجميع المعلومات والصور والكتيبات واقامة بعض الأنشطة كاليوم الوطني والمشاركة في الأيام العالمية، وقد يكون هناك ضعف من الطلاب في متابعة الأنشطة التي ترعاها الملحقيات الثقافية.

* هل توجد إمكانية لدى الملحقيات الثقافية لدعم الطلبة في حال وجود مشاكل مادية مقنعة؟

ـ توجد قنوات تساعد الطالب دائما ولكنها تختلف من ملحقية إلى أخرى سواء عبر الأندية الطلابية أو غيرها، وهناك جزء كبير من عمل الملحقية يعتمد على حل مشاكل الطلاب سواء المادية أو المعنوية وتسهيل إجراءاتهم في جميع أمورهم، والملحقيات تتدخل في أي أمر يقف أمام الطالب سواء في الجامعة أو خارجها*

* كيف تتعامل الوزارة مع منح الدراسات التي ترد اليها سنويا؟ ـ المنح هي إحدى قنوات الابتعاث، وأي منحه ترد إلى الوزارة يتم التأكد من جودة الجامعة وفق المعايير التي لدينا، وهذه المنح في نمو وتعتبر جزءا من العلاقات الثقافية بين الدول وليس عن الحاجة ولكن هي تواصل ثقافي، وكما أن المملكة تقدم منحا لبعض الدول فان الدول الأخرى تقدم المنح الدراسية للسعودية، وهذه المنح يتم الإعلان عنها ويتم ابتعاث الطلبة السعوديين إليها.

* إلى أين وصل برنامج رجال الأعمال لابتعاث الطلبة السعوديين للخارج؟

ـ هذا البرنامج لمحبي الخير سواء المؤسسات الخيرية أو الأمراء أو رجال الأعمال وغيرهم لدعم الطلاب والملحقيات تشرف على الطلاب، والآن نعمل على تطوير هذا الأمر بشكل منظم لجميع من يرغب في تقديم دعم للطلاب، والمقام السامي وافق على برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي وهذا يقوم على الوقف والمنح ودعم الأمراء ورجال الأعمال، وتم رفع آلية عمل البرنامج الى مجلس التعليم العالي وينتظر الموافقة عليها، ونحن لم نبدأ بتطوير هذا البرنامج إلا بعد مخاطبة محبي الخير والمؤسسات التي أبدت استعدادها لدعم الابتعاث للخارج، وسيكون هذا البرنامج أحد روافد الابتعاث وسيقدم قروضا للطلاب ومنحا جزئية ومنحا كاملة، وسيرى هذا البرنامج النور قريبا والإعلان عنه بالتفصيل بعد موافقة مجلس التعليم العالي.

* التوسع في دول الابتعاث يدل على حاجة السعودية إلى تخصصات معينة، فهل ميزانية الابتعاث كافية لتغطية العدد المطلوب؟

ـ نعم هناك حاجة وتم التوسع في برامج الابتعاث، وباب الابتعاث مفتوح والميزانية جيدة، ووزارة التعليم العالي تعد جهة من ضمن الجهات التي تبتعث إلى الخارج، فالجامعات السعودية ومؤسسة التعليم الفني والتدريب المهني تبتعث لحاجاتها، ونحن في وزارة التعليم العالي لاحتياجات السعودية، وهناك قناة أخرى لابتعاث موظفي الدول من قبل لجنة التدريب والابتعاث في وزارة الخدمة المدنية ووزارة التعليم العالي عضو في اللجنة وهناك تنسيق كامل بيننا في الإشراف على الطلاب، وهذه القناة تدعم ابتعاث أي موظف من قبل جهة حكومية عند وجود حاجة للتخصص الذي سيتم الابتعاث إليه، ووزارة التعليم العالي تشرف على جميع المبتعثين السعوديين في الخارج عبر الملحقيات الثقافية، والابتعاث بالأصل يعتبر رافدا للتعليم، وسياسة الحكومة في تدريب المواطن وتعليمه تقتضي تطبيق عدد من قنوات التعليم والتدريب كإنشاء الجامعات والكليات التقنية والمعاهد والتعليم العام والتعليم التجاري والإداري وكل هذه قنوات للتدريب والتعليم، والابتعاث يعد إحدى القنوات التي تلبي حاجة البلد في تخصصات محددة يتم الابتعاث عليها، وهذه التخصصات تتغير من وقت إلى آخر حسب الحاجة، وفي الماضي كانت الحاجة لجميع التخصصات في وقت الطفرة حيث تم ابتعاث جميع الخريجين من الجامعيين بأي معدل، ومن فوائد الابتعاث نقل المعرفة، ولذلك تم التوسع في برامج الابتعاث وتم تحديد 29 دوله إضافة إلى الدول الأساسية كأميركا وبريطانيا وكندا واستراليا، والتنوع في الدول يساهم في ايجاد كوادر وطنية مؤهلة في جميع التخصصات واللغات التي تساهم في نقل المعرفة للسعودية، وهذا التعاون يصب في إطار التبادل الثقافي بين السعودية والبلدان الأخرى.

* ما نوع التعاون بين وزارة التعليم العالي والقطاع الخاص في مجال الابتعاث للخارج؟ ـ بحكم خبرة الوزارة في برامج الابتعاث والجامعات المتميزة والعريقة والمعايير التي تقوم عليها يوجد تنسيق مع بعض الشركات في القطاع الخاص للإشراف على الطلاب الذين يرغبون في ابتعاثهم للخارج، وسيتم هذا الأمر دون اشتراط أي مردود مادي للوزارة ولكننا نسعى إلى توفير الكوادر المؤهلة الوطنية سواء في القطاع الحكومي او الخاص لأن جميعهم يعملون لخدمة بلدهم.

* لماذا يتم الإعلان فقط عن الابتعاث في تخصصات محدودة كالتخصصات الصحية والهندسية والتقنية ؟

ـ توجد تخصصات كثيرة نحتاج إليها في السعودية، ولكن التخصصات الطبية والهندسية والتقنية بكافة فروعها هناك حاجة لها بأعداد كبيرة ولذلك يتم الإعلان عنها في وسائل الإعلام، وعند وجود حاجة لأي تخصصات جديدة فالوزارة لا تعارض ذلك وعلى سبيل المثال فان استراتيجية السياحة الوطنية تحتاج إلى تخصصات في هذا المجال كالفندقة والسياحة والآثار وتحتاج إلى كوادر متعلمة وهي من ضمن التخصصات التي يتم الابتعاث إليها الآن، ولكن عندما يتقدم طالب يريد الابتعاث لتخصص موجود بكثرة لدينا فانه من الصعوبة تحقيق ذلك لأننا نسعى لتوفير الحاجة المطلوبة من الكوادر المؤهلة حسب الحاجة، فنحن لا نستطيع ابتعاث جميع التخصصات لأن العلوم أصبحت دقيقة جدا.

* كيف تحدد الوزارة الجامعات المتميزة، وما المعايير التي تتخذونها في هذا الشأن للاعتراف بخريجي هذه الجامعات؟

ـ هناك لجنة في الوزارة تقوم بزيارة الجامعات ويلتقون بالأساتذة والطلاب في هذه الجامعات ويطلعون على الأنظمة المعمول بها، بالإضافة إلى الاطلاع على تقييم الجمعيات العلمية المتخصصة في تقييم الجامعات، ونطلع على جودة الجامعات بشكل سنوي سواء من التقارير أو الزيارات ومستوى الخريجين والملحقيات الثقافية التي تساهم في ذلك إضافة إلى لجنة متخصصة وكل هذه الأمور تتم وفق معايير علمية بحتة، وحتى الدول التي يتم الابتعاث إليها تعمل على تقييم جامعاتها بشكل دوري.

* كم نسبة تسرب الطلاب المبتعثين للخارج؟

ـ لا توجد نسبة تذكر في هذا الشأن تسبب قلقا، ولكن قد يأتي ظرف للطالب سواء بانخفاض معدل أو تأجيل فصل دراسي أو الانتقال إلى جامعة أخرى أو تخصص آخر، ونحن نسعى إلى خدمة الطالب في كل أمر يصب في خدمته، والملحقيات تساعد الطلاب في حال ضعفهم في جانب كاللغة وتساهم في دفع تكاليف تعليمه حتى ينجح في تخصصه، ولكن في حال أن الطالب فشل في مساعدة نفسه فاننا لا نستطيع مساعدته.

* إلى أي مدى استخدمتم التقنية لخدمة الطلاب الدارسين في الخارج ؟

ـ من خلال موقع الوزارة على شبكة الإنترنت يستطيع جميع الطلبة المبتعثين رفع أي طلب لهم بأي أمر كان وارسال الملاحظات أو الاستفسارات أو اتخاذ اجراء معين، وكذلك يمكن للطالب متابعة طلبه ومعرفة ماذا تم بشأن موضوعه بأسرع وقت ممكن وفي أي مكان، ونحن وضعنا في الاعتبار فارق الوقت بين الدول كاليابان وأميركا والتوقيت المحلي ولذلك فان الموظفين في الوزارة يعملون في جميع الأوقات لمعالجة أي أمر طارىء، ومن المستحيل أن تتأخر أي معاملة لأكثر من أسبوع إلا في حالة عدم اكتمال الأوراق المطلوبة ويتم إشعار الطالب بذلك.