شارع إبليس في الرياض تسمية للتنفير وتناصح بالقصص المأساوية مجهولة المصدر

TT

من غير المتوقع أن يقصد شخص في الرياض «إبليس» بهدف شراء سلعة منه لكن هذه الحالة تتكرر مرارا وعلى مدار اليوم. ففي الحي التجاري وسط الرياض أطلق معارضو انتشار أجهزة الستالايت على الشارع الرئيسي الذي تباع فيه اسم شارع «إبليس» وجاءت التسمية حسب أحد أصحاب المحلات من البضاعة المباعة، حيث يفيد أن المتشددين لم يجدوا وسيلة يعبرون بها عن معارضتهم بيع هذه الأجهزة التي أصبحت إحدى لوازم المنزل غير إطلاق التسميات المنفرة.

والشارع الذي يمتد لمساحة كبيرة تشكل محلات بيع أجهزة الستالايت المتراصة نحو 300 متر تعرض الجديد من الرسيفرات والأطباق اللاقطة إضافة إلى كروت القنوات المشفرة وعند التجول فيه لا يرى أي وجود لمعارضي هذه التجارة، لكن مع دخول وقت إغلاق المحلات تتم رؤيتهم بشكل ملحوظ حيث أن مطلبهم متابعة هذه المحلات والتي لا يتهاونون في تحرير المخالفات بحقها وحق من يعمل فيها.

ويشير إقبال سيد رضي العامل في مجال تركيب الأطباق أنه يعمل في أحد محلات الشارع منذ ما يزيد على 7 أعوام وأن فترة عمله مرت بتغيرات كثيرة، ففي البداية كان الزبائن يأتون إليه خفية ويطلبون منه تزويدهم بأطباق ورسيفرات ويبين أنه كان يتردد كثيرا قبل تزويدهم حتى يتأكد من صدق نيتهم، كون بعض الزبائن كانوا يعملون في جهات تعارض بيع الأجهزة وأن الهدف من طلبهم القبض على من يروجون للأجهزة.

ويضيف رضي أنه في تلك الفترة كان يعلم أنه مجرد كبش فداء لكفيله حيث أن مهنته لم تكن تشير إلى أنه عامل في تركيب أجهزة الستالايت، لافتا إلى أن بعض العمال في المحلات قبض عليهم ورحلوا بعد أن ادعى الكفلاء أنهم لا يعلمون شيئا عن انخراطهم في هذه التجارة التي كانت محظورة وقتها.

أما اليوم فتغير الكثير فرضي يخرج الأطباق على مرأى من الجميع ويستطيع أن يقدم شرحا وافيا للزبون عن الامكانات التي يقدمها الجهاز إضافة إلى شرح عن الأقمار الصناعية التي يلتقطها، إضافة إلى مجموعة من النصائح المجانية حال الرغبة في الشراء والتركيب.

وبالنسبة إلى المردود المالي فإن التغير باتجاه الانفتاح على هذه التجارة ذهب بالأموال الطائلة فسعر الأجهزة عند دخولها مطلع التسعينات كانت تناهز 70 ألف ريال وبدأ السعر في الانخفاض على الرغم من استمرار حظرها إلى أن وصل اليوم إلى اقل من 250 ريال شاملا التركيب الذي كان يتقاضى عنه العامل في بداية هذه التجارة آلاف الريالات.

وبالعودة إلى تسمية الشارع فيكفي الإشارة إلى جزء بسيط من كتابات معارضي بيع أجهزة الستالايت التي تعتمد على فتاوى لعلماء كبار تناول حديثهم الظاهرة من المنظار الشرعي لكنها لم تتجاوز إطلاق الألقاب أو الصفات، حيث أنها بقيت في الإطار الشرعي ومنها فتوى لمفتي عام المملكة الراحل الشيخ عبد العزيز بن باز والتي منها «فقد شاع في هذه الأيام بين الناس ما يسمى: (بالدش) أو بأسماء أخرى، وأنه ينقل جميع ما يبث في العالم من أنواع الفتن والفساد والعقائد الباطلة والدعوة إلى أنواع الكفر والإلحاد، مع ما يبثه من الصور النسائية ومجالس الخمر والفساد وسائر أنواع الشر الموجودة في الخارج بواسطة التلفاز. وثبت لدي أنه قد استعمله الكثير من الناس، وأن آلاته تباع وتصنع في البلاد فلهذا وجب علي التنبيه الى خطورته ووجوب محاربته والحذر منه وتحريم استعماله في البيوت وغيرها، وتحريم بيعه وشرائه وصنعته أيضا لما في ذلك من الضرر العظيم والفساد الكبير والتعاون على الإثم والعدوان، ونشر الكفر والفساد بين المسلمين والدعوة إلى ذلك بالقول والعمل. فالواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر من ذلك والتواصي بتركه والتناصح في ذلك..». بينما صاغ آخرون معارضتهم لاستخدام الستالايت بألفاظ شعرية مثل «اسمــع كلامي يا حبيبي واضحا من غير غـشْ فيما يسميه الأنـــام بعصــرنا: طبقـــا و«دِشْ».

هـــو بــوق تنـــصير لقســـيس لئيـــم منتفـــشْ هو ضحكةٌ سكْرى ترنُّ، وصوتُ عُهرٍ يرتعشْ أخي الحبيب.. إليك هذه الكلمات التي خرجت من قلبي فلعلها تصل إلى قلبك، وامتزجت بروحي فلعلها تمتزج بروحك.. كتبتها بمداد المحبة والصفاء، والنصح والوفاء، فلعلها لا تجد عن نفسك الصافية مصرفا». ويواصل المعارضون حملتهم ففي المواقع الالكترونية ينشر أحد الآباء قصته مع جهاز الستالايت الذي أضعف الإيمان في قلبه وقلب عائلته كما يذكر إضافة إلى أن هذا الجهاز الذي دخل بيته جعل ابنه كما يزعم يقتل زوجته وآخر يدخل السجن بسبب إدمان المخدرات الذي تعلمه من مشاهدة القنوات الفضائية، في حين انحرفت ابنته إلى مزابل الرذيلة كما يصف كاتب القصة ولم تتحمل الأم ما جرى فأصيبت بالجنون ولم يبق من الأسرة أحد غير الأب المجهول الذي روى القصة لمن نشرها تحت اسم «عاشقة الشهادة».