«التربية والتعليم» تقر نظاما تعليميا جديدا لـ 60 ثانوية العام المقبل

المليص: النظام الجديد مزيج بين الثانوية المطورة والحالية

TT

كشف نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنين، أن نظام التعليم المطور الذي سوف تطبقه الوزارة على أكثر من 60 مدرسة انطلاقاً من العام الدراسي المقبل هو مزيج من الثانوية المطورة القديمة التي كان معمولا بها قبل سنوات والنظام المعمول به حاليا في جميع المدارس. وأبلغ «الشرق الأوسط» الدكتور سعيد المليص نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنين، أن ردود الأفعال على هذا النظام من خارج الوزارة جيدة، حيث لم يطبق إلا بعد تجربته واستيعاب الوزارة لتجاربها السابقة، لتخرج بهذا النوع من التعليم الذي يعتبر النمط التعليمي الأفضل.

وعن آليات النظام قال: «هو أشبه بنظام الساعات إلى حد ما، ولكن لن تكون هناك فراغات في الدوام الرسمي للطالب، بحيث يستطيع الطالب أن يضع جدوله الدراسي بنفسه من خلال الثانوية الحديثة».

وعن خطوات تعميم هذا النظام قال: «تعميمه مباشرة على جميع المدارس غير وارد، بل سنبدأ بالتدريج، وسوف يستمر تعميم النظام بشكل منظم». مؤكدا أن الوزارة لن نعود للوراء بل ستتقدم في مجال التعليم.

وكشف أن هذا النوع من التعليم لا يوجد فيه اختبارات نهاية عام، بل سوف يقوم على معدل الطالب التراكمي خلال السنة، مما سيزيد من تواصل الطالب مع المادة بشكل كبير. وأشار إلى أن كثيرا من إدارات التعليم في مناطق المملكة المختلفة طلبت من الوزارة تطبيق النظام فيها بشكل عاجل لأهميته، غير أن الوزارة ستعتمد على التدريج في تعميم النظام قبل كل شيء.

وعما إذا كان الطالب يستطيع إنهاء دراسة الثانوية خلال سنتين قال: «لا يمكن في هذا الوقت تطبيق هذه الخطوة، وإن كنا نعلم أن هناك طلابا بإمكانهم هذا، بيد أن الوزارة تعمد على إعطاء الجميع الفرصة نفسها، كون الطلاب ليسوا جميعاً على نفس المستوى.

من جانب آخر يقول فارس القحطاني، أحد الطلاب الذين درسوا نظام الثانوية المطورة وتخرج خلال سنتين ونصف: «النظام المطور ممتاز، ويساعد الطالب على التحصيل الدراسي، ويعطي الطالب فرصة لتحسين معدله التراكمي من خلال رفع معدله الفصلي، وأيضا نظام الثانوية المطورة يمكن الطالب من دخول الجامعة وهو ملم بالنظام جيدا». ويضيف: «إن ميزة النظام الذي يبحث عنه الجميع هو أن الطالب يستطيع حذف وإضافة مواد دراسية خلال الفصل الدراسي الواحد، كما أن الفصل الدراسي يحسب على أنه عام دراسي كامل». وعن رأيه في إعادة تجربة نظام الثانوية المطورة يقول: «كان من المفترض عدم إلغاء هذا النظام من الأساس، بل كان يتعين على وزارة التربية والتعليم آنذاك تعميمه على جميع المدارس، وإن صادف وجود بعض الأخطاء فيه، كان ينبغي تصحيحها وتلافيها».

فارس الذي يعمل صحافيا يقول: «النظام يعتبر مساعدا كبيرا للطالب في الحصول على المعدل النهائي للثانوية العامة بشكل جيد، بحيث يخدمه في التقدم للجامعات والكليات». وذهب فارس إلى أن النظام يمثل فرصة جيدة للطلاب الأذكياء والنوابغ، لأنه يمكن الطالب من إنهاء المرحلة الثانوية خلال سنتين فقط، مما يعطيه الفرصة للبحث في المجالات العلمية التي نبغ وأبدع فيها.

أما غازي محمد فيقول عن نظام الثانوية المطورة وهو أحد الطلاب الذين تخرجوا منه: «النظام المطور يبعد التشتيت عن ذهن الطالب، وذلك في التخصصات العلمية التي تنفصل إلى قسمين: فيزياء ورياضيات، وكيمياء وأحياء، مما يعطي الطالب فرصة لإبراز قدراته وما يمتلك من مواهب في المجال الذي يحبه، لأن التخصص دائماً في جميع الأشياء يعطي الشخص حرية كاملة في البحث والتقصي في ما وراء الكتب والمناهج التي تقدم له».

وعن سلبيات النظام قال: «تتركز سلبيات نظام الثانوية المطورة في نقطتين رئيستين، الأولى ساعات الفراغ التي تصادف الطالب في جدول الفصل الدراسي بمعدل ساعتين أو ثلاث في اليوم الدراسي الواحد، ويزيد الوضع سوءا في الثانويات الكبيرة التي يتجاوز فيها عدد الطلاب ألف طالب، بحيث يخرج الطلاب بأعداد كبيرة إلى المقاهي والشوارع والأسواق، ويتسببون لأنفسهم والمحيطين بهم بكثير من المشاكل، كونهم في سن مراهقة، وغالبا ما يتجهون لأشياء تضرهم من دون قصد منهم، والنقطة الثانية تأخر تخرج الطالب، حيث وضع النظام لمساعدة الطالب في الأصل للتخرج المبكر، ولكن البعض منهم قد يستغرق تخرجه أكثر من المعدل الطبيعي وهو ثلاث سنوات، حيث يقوم بعض الطلاب بتأخير وتقليل عدد الساعات في الفصل الدراسي اعتقادا منه بأنها فرصة لتحسين معدله وأيضاً التخرج في سن مبكر مما قد يعود بالطالب لمشاكل هو في غنى عنها.

التربوي خالد الرباعي، يصف إعادة نظام الثانوية المطورة بأنها تجربة خطيرة، لأنها لو فشلت فسوف تعود للوزارة بنتائج سلبية كبيرة. مضيفا: «أتمنى أن تكون الوزارة تعمقت في الموضوع بشكل جيد، ودرست الفكرة قبل أن تبدأ بتطبيقها مجددا، إحتراماً للطلاب والمجتمع أيضا». وعن النظام قال: «الطلاب هم الذين يستطيعون الحكم على هذه الطريقة في التعليم ولكن من خلال الأطر والأنظمة العامة لها، أرى أنها فكرة ممتازة متى ما طبقت بالشكل الصحيح شريطة أن يستغل الطالب الطرق والأنظمة الموجود بالشكل الأمثل لكي لا يخرج بنتائج في غاية السلبية». ويعتبر الرباعي النظام الحالي جيدا، غير أنه يحتاج فقط لبعض التعديل، ويرى أن تتريث الوزارة قبل تعميمه على جميع المدارس، لأن هذا موضوع يعني أكبر شريحة في المجتمع بل كل شرائح المجتمع.

من جانبه قال قينان الغامدي (كاتب صحافي): «إلغاء النظام ثم إعادته فوضى، والتعليم ليس حقلا للتجارب، مطالبا بدراسة أي خطوة وبالأخص الخطوات الخاصة بالتعليم قبل البت فيها، لأن التجارب لا تكون هكذا».