مقاطع القتل في العراق يتناقلها «البلوتوث» في السعودية .. والمروجون مجهولون

TT

بدأت مقاطع العمليات الإرهابية التي تحدث في العراق تنتشر على أجهزة الجوال في السعودية من مصادر مجهولة. وأكد عدد من الشباب ممن وصلتهم هذه المقاطع أنهم لا يعلموا من أين تأتي هذه المقاطع، ولكنها تتناقل في الأماكن العامه والاسواق والمقاهي، وتنتشر من خلال البلوتوث الذي يعد أحد أحدث تقنيات الجوال الحديثة.ويقول موسى عبدالله (19 عاما) إن هذه المقاطع للتسلية لا أكثر، بالنسبة لي ولأصحابي تصلنا مثل هذه الرسائل في الأماكن العامة والأسواق والمقاهي، ومصدرها مجهول جداً بالنسبة لنا.

وعن مدى تقبل الشباب لها قال: «حقيقة استغرب كيف يقوم بعض الشباب بحفظها في أجهزتهم وهي التي تصور مدى انتشار العنف في العراق الشقيق، حيث تظهر المقاطع التي تضاف إليها الأناشيد الحماسية، عمليات قتل جنود أميركيين وجنود من الحرس العراقي».

ويقول سامر الراكان، أن أحد المقاطع الذي يصور مقتل 7 جنود أميركيين، يعد هو الأكثر انتشاراً بين الشباب، حيث بدأ تصوير العملية منذ انطلاقتها، حيث بدا واضحا أن المصور كان يختبئ خلف الأشجار، وكانت هناك أشياء على الأرض على بعد مسافة من مكان التصوير أخذ الجنود الأميركيون في النظر إليها والاقتراب منها في الوقت الذي يردد فيها المصور كلمة (الله أكبر) حتى تم الانفجار وتناثرت أشلاء الجنود، حينها بدأ المصور في البكاء وهو يقول (الله أكبر).

ورجح عددا ممن شاهدوا المقطع بأن الشخص الذي كان يصور العملية إما خليجيا أو يمنيا، وذلك من خلال لهجته وطريقة نطقه للكلمات.

وفي السياق ذاته يقول فارس محمد أحد الشباب الذين وصلهم المقطع ويحفظه في جهازه: هذه المقاطع لا تعني لي شيئا، وأكثر الشباب ممن توجد في أجهزتهم، هي بالنسبة لهم مجرد مقاطع كغيرها من المقاطع يتم الأحتفاظ بها.

ويضيف «سوف أقوم بحذف المقطع الآن وأرجو أن لا ينتشر في أجهزة الشباب، لأننا أرقى من هذه السخافات التي يصدرها لنا أناس يعشقون القتل والدماء، لكي يغرروا بشبابنا المتحمس للجهاد وخدمة الدين ويجعلون منهم قنابل في العراق وأماكن أخرى في العالم». واستشهد فارس الطالب الجامعي بما حصل للشاب أحمد الشايع، الذي غرر به لصغر سنه واتجه للعراق، ثم غدر به هنال وجعلوه يقود صهريجاً لم يكن يعلم بأنه سوف ينفجر به، ولم يكتفوا بذلك، بل أجروا مكالمة لوالده قبلها بيومين لكي يخبروه أن ابنه استشهد ـ حسب وصفهم ـ ومن ثم يفاجأ ذلك الأب المكلوم بأن ابنه محترق جسده ولم يمت في تلك العملية.

وتساءل فارس لماذا لا يتم نشر العمليات التي يموت فيها العراقيون، بعكس اهتمامهم بنشر المقاطع التي يموت فيها الأميركيون.من جانب آخر يقول التربوي خالد الرباعي، إن هذه المقاطع خطيرة جداً على شبابنا، ولا نريد أن يقع الشباب في أخطاء كبيرة قد تضرهم في فكرهم المتسامح، مضيفا، هؤلاء الذين ينشرون المقاطع يريدوا أن ينشروا فكر القتل والدماء لدى شبابنا، مستغلين صغر سنهم وحبهم للإسلام.

وعن توقعه لمدى تقبل الشباب لمثل هذه المقاطع قال: شبابنا واعٍ جداً ولم يعد مثل سابق عهده، فالحملات والجهود التي تقوم بها الدولة من وجهة نظري كان له دور كبير في توعية الشباب من مخاطر الانسياق خلف هذه الترهات.