دارة الملك عبد العزيز تصدر ثلاثة كتب عن الوهابية والدرعية وأرض البخور

TT

أصدرت دارة الملك عبد العزيز ثلاثة كتب حديثة ومتنوعة، في مجال التاريخ المعاصر للمملكة والجزيرة العربية وتراثهما، من أجل الإسهام في إثراء المكتبات العامة والمتخصصة بمراجع مهمة وحديثة، تساعد الباحثين والمهتمين بالتاريخ والتراث السعودي والعربي، حيث صدر الكتاب الأول، وهو ترجمة لكتاب «موجز للتاريخ الوهابي»، والذي ألّفه السّير هارفرد جونز بريدجز المتوفى عام 1847، وترجمه من اللغة الانجليزية وعلق عليه الدكتور عويضة بن متيريك الجهني.

ويعد الكتاب من بين الكتب التي ألفت عن الدولة السعودية الأولى، لمعاصرة مؤلفه للأحداث التي تناولها في كتابه، وفي الوقت نفسه كان موظفاً لدى الحكومة البريطانية ولدى شركة الهند الشرقية الانجليزية التي كانت لها علاقات وثيقة بمنطقة الخليج العربي والجزيرة العربية.

وأكد المؤلف في كتابه أن النظام السياسي الذي سارت عليه الدولة السعودية الأولى هو نظام حرّ بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وأشار إلى العدل والأمن والانضباط الذي شاع في مجتمع الدولة، وأكد أن ذلك عائد إلى تطبيق أحكام القرآن الكريم والسنة النبوية والحرص على محاربة كل ما يثير الفتنة والفوضى.

الجدير بالذكر أنه لم يصدر من هذا الكتاب سوى طبعته الأولى التي ظهرت في حياة المؤلف عام 1834، التي لم تتجاوز 300 نسخة فقط آنذاك، ولذلك فإن الكتاب يعد من الكتب النادرة.

وأصدرت الدارة كتاباً عن تغير الأنماط السكنية في مدينة الدرعية، حيث اعتمدت كدراسة تحليلية في الجغرافيا الحضرية، من تأليف الدكتور بدر بن عادل الفقير، وجاء اختيار مدينة الدرعية لتطبيق التغير الذي طرأ على النمط السكني في المملكة العربية السعودية لمكانتها التاريخية.

ويتكون الكتاب من ثلاثة فصول، يتعرض الفصل الأول لعوامل النمو الحضري لمدينة الدرعية ويبحث في الظروف الجغرافية عبر تفصيل خصائص الموضع الذي تقوم عليه المدينة، وما زوده بها من أسباب الحياة، وعرض إمكانيات الموقع الاستراتيجي للمدينة، والذي جعل منها قلب دولة، امتدت حدودها لتشمل معظم مساحة شبه الجزيرة العربية، كما تناول تاريخ المدينة والقوى المختلفة التي شكلت معالمه.

فيما يتناول الفصل الثاني البنية التشريحية للنمطين السكنيين التراثي والمعاصر، حيث يبدأ بمقدمة عن مراحل تطور العمارة، ويعقبها بتحليل مستفيض لمجموعة العوامل والمؤثرات التي صاغت النمط السكني، والسمات التخطيطية للنسيج العمراني، ومسح بصري تحليلي للوحدة السكنية من حيث تخطيطها الداخلي ومواد بنائها وتصميمها الخارجي.

ويناقش الفصل الثالث واقع العمارة السكنية التقليدية والحديثة، عبر اختبارها بمجموعة من المعايير، كمدى الملاءمة للعوامل الطبيعية، وتلبية المتطلبات الوظيفية والمظهر الجمالي العام وتناغمه مع الوسط الحضاري والحضري.

وانطلاقاً من اهتمام دارة الملك عبد العزيز بتوثيق تاريخ الجزيرة العربية، قامت بإصدار كتاب «في أرض البخور واللبان» من إعداد الباحث عبد الله بن محمد الشايع، ويتضمن حصيلة رحلات ميدانية قام بها الباحث في بعض مناطق سلطنة عمان، ووصف ما وقف عليه من مشاهد أثرية، محددا أماكنها حسب دوائر العرض والطول، ومدعما وصفه بالصور الفوتوغرافية.

وتضمن الكتاب رحلات ميدانية عديدة قام بها فريق متخصص بدعم كامل من دارة الملك عبد العزيز، جال خلالها في أماكن متعددة من السلطنة، كان من ضمنها محافظة ظفار التي تمتلك مخزونا أثرياً.

وعرض الكتاب للأحجار الثلاثية المنتشرة في بعض أراضي السلطنة، وما قيل فيها من آراء سواء كان للرحالة الأجانب أو لعدد من الباحثين العرب، كما تناول المؤلف جنة شداد بن عاد، والكنز المدفون فيها وما حيك حول ذلك من أقوال، ووقف طويلا عند إرم ذات العماد الواردة في سورة الفجر، ورجح الباحث أن تكون هي الأحجار الثلاثية المتناثرة في المنطقة.