مشاعر من الفرح للأمن.. والحزن على فقيدهم الحربي.. وتعجب من العوفي ونشره للدمار في حيه السابق

أهالي يثرب رسول الله بعد أحداث الخميس

TT

في الوقت الذي كان السعوديون يشاهدون مراسم وصول مليكهم إلى المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة عصر أمس الأول عبر شاشات التلفاز، كانت الأجهزة الأمنية السعودية ترفع الطوق الأمني عن حي البحر عقب المواجهات الأمنية الدامية التي أسفرت عن مصرع القيادي في تنظيم القاعدة صالح العوفي، وأحد المطلوبين وإصابة ثالث في ختام مارثون أمني تواصل على مدى 24 ساعة، أسفر عن القبض على 10 مطلوبين في سبعة مواقع مختلفة.

حي البحر الذي شهد أعنف مواجهة في تلك الملاحقات عاد الهدوء ليسود شوارعه، فبعد أن أشرق صباح الخميس الذي بدت بوادر شفقه تتعالى بمنظر خلاب في السماء تحول مع صوت إطلاق الإرهابيين للرصاص وقذائفهم إلى حرائق اشتعلت في السيارات، وامتدت للشقق السكنية، وليمسي الحي مزاراً للفضوليين لمشاهدة ما تبقى من آثار ودمار خلفه الإرهابيون.

مزيج من المشاعر تختلط في نفوس أبناء المدينة المنورة بين الاستبشار بالزيارة الأولى لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والفرح بالانجاز الأمني الباهر، والحزن على سقوط الجندي أول من قوات الطوارئ محمد بن معوض الشاماني الحربي برصاص الأرهابين والذي شيعه المصلون في المسجد النبوي الشريف أمس الاول.

وصاحب سكان مدينة رسول الله مشاعر من الأسى والحزن من ممارسات الجماعات الإرهابية وإنتهاكهم لحرمة وقدسية المدينة الطاهرة.

وفي نفس الوقت، يشعر أهالي وسكان يثرب بالامتنان لرجال الأمن في إنقاذ الحي من كارثة كاد أن يتسبب بها الإرهابيون، بسبب كثافة أطلاقهم للرصاص العشوائي وطلاق القذائف والمتفجرات خلال محاصرتهم وتحركم بين الأدوار غير أبهين بحياة السكان.

حي البحر الذي يقع على الجانب الشرقي لشارع قباء أشهر شوارع المدينة المنورة التجارية، والذي تأثر بإغلاقه صباح أمس بسبب المواجهات الأمنية وحي الدويمة الذي يقع مقابل حي البحر على الجانب الغربي للشارع الذي نشاء فيه صالح العوفي وتربى في أحضانه.

وبين الحيين المتجاورين من الفروقات التنموية والاجتماعية والتعليمية أكثر من مسافة البعد بين طرفيهما، أما سكان الحي فلا تخرج مشاعرهم عن دائرة الذهول الذي لازال يخيم عليهم وسط جهود إزالة الآثار التي أسهمت فيها الجهات الأمنية والخدمية وشركة الكهرباء.

ويصف عبدالسلام ناصر، أحد ساكني الحي، مشاعره من حالة العنف التي سادت حيهم، بقوله «لم أظن يوماً أن يجرؤ أحد إطلاق الرصاص وإشاعة الخوف في مدينة (رسول الله صلى الله عليه وسلم) وهذا منهي عنه في القرآن والسنة النبوية المهرة فكيف بمن يدعون أنهم هم المسلمون وغيرهم كافرون».

ويشير بأصبعه اليمنى عبدالسلام الى مسجد الحي متسائلاً هل يجوز ان تعطل فريضة الصلاة في هذا المسجد ويتسبب في ترويع الناس مما منعهم من الصلاة فيه أخرون بدأو في أزالة ما خلفته أثار الحرائق المتفرقة التي شوهت واجهة العمارئر المحاذية لها وامتدت للتلف محتويات الشقق والمحلات القريبة منها.

وتردد داخل الحي بعد أحداث صباح أمس الأول دعابة ساخرة لأحد السكان، يقول فيها «الجزء من الحي الذي نحن فيه يشتهر بعلمين أثنين هما مسجد ومستشفى بن لادن، وهما يقدمان خدمات جليلة لسكان الحي، ويبدو أن الارهابين الذين ينشرون الدمار قدموا إلى العنوان الخطاء».