المعلمون يعدون طلابهم بالنجاح والطلاب يهربون للامتحان في القرى والهجر

في حالة نجاحهم في مواد الدين والعربي ورسوبهم في العلمية

TT

وعد عدد من المعلمين طلابهم المكملين في امتحانات الدور الثاني، وفي أكثر من مادة، بضمان النجاح في حالة تفوقهم في المواد الدينية واللغة العربية، وذلك عملا بالتعميم الوزاري المعمم منذ أكثر من خمس سنوات، حسب ما وضّح مصدر مسؤول في الوكالة المساعدة لشؤون الاختبارات في وزارة التربية والتعليم. وأضاف: يقتضي التعميم في حالة رسوب الطالب في عدد من المواد التجاوز عن مادتين علميتين رسب فيهما الطالب في حالة نجاحه في المواد الدينية واللغة العربية، وذلك لمرحلة المتوسط والابتدائي، بينما يتم التجاوز عن مادة علمية واحدة فقط بالنسبة للمرحلة الثانوية، وتدخل مادة الإنجليزي ضمن المواد العلمية. وذلك يخضع لشرط حصول الطالب على نسبة النصف من المجموع النهائي في المادة العلمية المكمل فيها.وحول هذا القرار أوضحت نورة عبد الله، مدرسة في المرحلة المتوسطة: لقد ساعد هذا القرار العديد من الطلاب على اجتياز امتحانات الدور الثاني والانتقال إلى مراحل تعليمية جديدة، ولا اخفي انه خفف على المعلمين والمعلمات التصحيح، إلا أن لذلك القرار تبعاته على الطالب والمعلم في المراحل التعليمية القادمة، حيث اننا نعاني من كسل الطلاب ودرجاتهم المتدنية ومن ثم رسوبهم، وذلك لاضطرارنا التجاوز عن طلاب لا يستحقون النجاح. وفي المقابل أبدت سارة الدوسري، معلمة ثانوي، تأييدها الشديد لهذا القرار، وأضافت: التركيز على المواد الدينية واللغة العربية هو ما سيفيد الطالب في مستقبله، كما أن كمية المواد الدينية التي يتلقاها الطالب خلال مراحل دراسته أكثر من المواد العلمية، ذلك بالإضافة إلى سهولة استذكار وحفظ المواد الدينية .ذلك ما أكده محمد سعيد، ثاني متوسط، راسب في 5 مواد من ضمنها مادتان دينيتان والبقية مواد علمية، وأضاف: السر في ضماني للنجاح هو حفظ كتاب التوحيد والفقه بحسب ما قاله لنا مدير المدرسة، وهو الأمر الذي يرفض أهلي تصديقه ويصرون على المدرس الخصوصي.في المقابل يرى عبد الله فهد، ثاني ثانوي أدبي، انه لم يكترث أبدا طوال حياته الدراسية الحافلة بالرسوب بمثل هذا القرار، فحتى حفظ المناهج الدينية يصيبه بالإحباط الذي يتفاداه دائما بالسفر إلى جدة في قريته بحلول موعد الامتحانات ليضمن النجاح في جميع المواد وباستذكار عدد لا يتجاوز الـ 7 صفحات . وأضاف خالد السعد، أولى ثانوي: امتحانات القرى أسهل بكثير من امتحانات المدارس هنا، فالمدرسون متعاونون مع الطالب وتقتصر امتحانهم على حفظ بعض أسئلة الواجب، أما بالنسبة للمواد العلمية فيتم حذف الكثير من القوانين المعقدة وتحديد مسألة أو مسألتين للمذاكرة، وذلك ما يستحيل قيام المدارس الحكومية به هنا. كما أن أفضل ما يتمتع به معلمو القرى هو تقديرهم للعلاقات الشخصية التي تربطهم بالأهالي وإحساسهم بأخوتهم مع الطلبة، التي نادرا ما يريدون خسارتها بترسيب الطالب.