الإنذار الكاذب عن متفجرات في جوازات الرياض يعيد ظاهرة استهداف المؤسسات الحكومية والإعلامية

TT

يعتبر البلاغ الكاذب الذي تلقته أجهزة الأمن السعودية أول من أمس حول وجود سيارة مفخخة في محيط مبنى جوازات الرياض استمرارا للبلاغات الكاذبة التي تلقاها عدد من المؤسسات الحكومية والإعلامية.

وكانت الجهات التابعة لوزارة التربية والتعليم الأكثر تعرضا لمثل هذه البلاغات في العامين الماضيين حيث تلقى عدد من إدارات التعليم خصوصا المكلفة بتعليم البنات بلاغات من هذا النحو ثبت بعد التأكد منها أنها كاذبة إلى جانب تهديد مؤسسات صحافية سعودية بالاستهداف ما دفع الجهات الأمنية إلى تعزيز الحراسات الأمنية عليها ووضع الحواجز الخرسانية في محيطها.

والبلاغات الكاذبة التي أعلن عنها كان مصدرها أشخاص مجهولون يتصلون من هواتف عمومية ما صعب عملية رصدهم للتأكد من الأسباب التي دفعتهم إلى القيام بهذه الأفعال.ومع تزايد صعوبة تعقب المبلغين وزيادة الأفعال الإرهابية في البلاد واستخدامهم للهواتف العمومية عمدت الأجهزة الأمنية إلى إصدار ضوابط لتحجيم التحرك الإرهابي حيث ألزمت كبائن الهواتف بالحصول على معلومات مفصلة عن هوية المتحدث وتسجيل اسمه ورقم بطاقته المدنية والرقم المتصل به وهذه الإجراءات انسحبت على مقاهي الإنترنت.

وبحكم التشديدات الأمنية لجأت العناصر الإرهابية إلى استغلال شرائح الاتصال مدفوعة الثمن التي كانت تستخرجها بعض المحال التجارية بطريقة غير نظامية من خلال إصدار بأسماء أشخاص وبيعها بأسعار مرتفعة إلى الراغبين في امتلاكها دون التحقق من هوياتهم.وبالعودة إلى البلاغات الكاذبة التي ترجعها أوساط أمنية إلى أنها محاولة عبثية لتسجيل موقف يشير إلى وجود قدرة للتنظيم على الفعل مشيرة إلى أن التنظيمات المسلحة التي تلجأ إلى مثل هذه الأساليب تكون في العادة أحد فريقين إما منظمات صادقة في البلاغ لكنها تريد الحصول على مكاسب دون سقوط ضحايا أو أنها بلاغات لمجرد الإزعاج وعند تحليل مسلك التنظيم الإرهابي العامل في السعودية فهو نفذ تفجيرات طالت مباني سكنية وحكومية دون أن يعلن عنها الأمر الذي يجعله أقرب إلى محاولة الإزعاج وبث الإشاعات خصوصا وأن الفترة الماضية شكلت في مجملها انتكاسة للتنظيم الإرهابي.وفي هذا السياق لم تستبعد أن يكون المبلغ عن وجود سيارة مفخخة لا علاقة له بالأعمال الإرهابية وأنه مجرد معتوه أو مختل عقليا حيث وصلت إلى الجهات الأمنية بلاغات عن وجود إرهابيين وكانت هذه البلاغات مفصلة من حيث أوصاف الإرهابيين ومكان وجودهم وعند القبض عليهم تبين أن المبلغ كان شخصاً يعاني من مرض نفسي وأنه أبلغ عن نفسه على اعتبار أنه إرهابي أو متقمص لشخصية أحد الإرهابيين.أما الإجراءات التي تتخذها الجهات الأمنية عند وصول بلاغات تفيد بوجود متفجرات في أحد المباني أو الشوارع فتتركز في إخلاء المنطقة المستهدفة من المدنيين واقتصار التعامل معها من قبل فرق تفكيك المتفجرات التي يتوجب عليها في البداية إعطاء تصور واضح حول نوع العبوة المتفجرة وحجمها والأضرار التقديرية في حال انفجارها إلى جانب توضيح مدى المقدرة على تفكيكها إضافة إلى أن هذه الوحدة تستعين بروبوتات آلية خصوصا عند التعامل مع العبوات التي يعتقد أنها مشركة ومعدة سلفا للانفجار إلى جانب المتفجرات المجهولة.