هدم جسر سكة الحجاز التاريخي يثير أزمة بين أمانة المدينة وهيئة السياحة

TT

اثار هدم أمانة المدينة المنورة لما تبقى من جسر سكة حديد الحجاز الاثرية الذي يعبر وادي العقيق «ازمة» بين المهتمين بالتاريخ وشؤونه وامانة المدينة المنورة وهيئة السياحة العليا التي اكدت عدم علمها بعملية هدم هذا الاثر التاريخي وازالته.

وكانت امانة المدينة النمورة قد بررت عملية الهدم على لسان مسؤول فيها «بانه تم على أساس تقني».

وهو ما رد عليه متابعون «بأن التقنية البسيطة والقديمة أسهمت في مقاومة الجسر لأشد الظروف المناخية وتدفق السيول لمدة تزيد على قرن من الزمن والتقنية الحديثة أبدعت في الهدم وليس في الاصلاح والترميم».

عمليات هدم الاثار الهامة في المدينة المنورة ليست الاولى ولن تكون الاخيرة اذا لم يتخذ اجراء حاسم تجاه ذلك، فقد سبق وان هدم جزء كبير من المساجد السبعة وأزيل مسجد بني قريظة بالعوالي وسوي بالأرض رغم مكانته الدينية والتاريخية والحضارية وما له من مكانة في العهد النبوي حينما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوم موقعة الأحزاب المفصلية «لا يُصلّين أحد العصر إلا في بني قريظة» وكذلك مسجد العريض بالحرة الشرقية.

وكانت قضية «المساجد السبعة» وما طرح حولها من آراء متباينة تتجاذبها بين المناداة بإزالتها والإبقاء عليها وفق أسباب وحجج تحكم قناعات كل طرف، جاء تصريح وزيرالشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حاسما لتلك القضية بتأكيده «بعدم التعرض لها بـإزالة أو تغيير لمعالمها وطالب بالاهتمام بها وتزويدها بكافة الخدمات أسوة بالمساجد الأخرى» رغم أنه قد تم إزالة بعض منها.

ورغم المحاولات التي تقوم بها الجهات المعنية بالمحافظة على الآثار وفي مقدمتها وكالة الآثار والمتاحف والتي تعد الحلقة الاهم في مواجهة تلك الممارسات في محاولة لايقاف فقدان الإرث الثقافي والتاريخي من المعالم الإسلامية بالمدينة المنورة الا انها فشلت مرات عديدة في ذلك.

وانتقد عدد من المهتمين بالآثار ومنهم الدكتور عبد الله نصيف والدكتور عايض الردادي عضو مجلس الشورى والدكتور أنور عشقي التسرع في اتخاذ خطوات الهدم والإزالة، ودعوا للحفاظ على ما تبقى من آثار إسلامية ونادوا بالتريث في إزالتها باعتبارها وسيلة للاعتبار والاستذكار، كما أكدوا أنه بضياعها يضيع إحياء سنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتقديم النصح والإرشاد مؤكدين على عدم إهمال الآثار بحجة أن هناك من يبتدع فيها أو يرتكب خطأ ومشيرين الى أهمية تصحيح الأخطاء الشرعية لكي يتحقق الأجر، خاصة مع تنامي دور هذه المواقع الدينية كعامل جذب سياحي.

وتزخر المدينة المنورة بالعديد من الآثار التي تعود للمراحل الأولى من التاريخ وتأتي الآثار الإسلامية في مقدمتها والتي تتخذ منها المدينة المنورة مكانتها في التاريخ، ويمنحها المسجد النبوي الشريف ثاني الحرمين الشريفين ومثوى الرسول صلى الله عليه وسلم مكانتها الدينية في قلوب المسلمين في أرجاء العالم.

وتسعى الهيئة العليا للسياحة عبر استراتيجية تنمية السياحة المتنوعة في منطقة المدينة المنورة الى تنويع قاعدة الاقتصاد الوطني، وتحقيق تنمية إقليمية متوازنة، وتوفير فرص التوظيف والعمل للمواطنين عبر تطوير المنتجات السياحية والتي تتخذ أبرز التوصيات العامة لها لتحسين المنتجات السياحية الدينية كأحد روافد السياحة في المنطقة من خلال مشروع المساجد التاريخية حيث كشف الأمير مقرن بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة خلال افتتاح أعمال ورشة عمل تنمية منطقة المدينة المنورة سياحياً التي عقدت بالمدينة المنورة في أبريل الماضي عن وجود 1000 موقع سياحي متنوع في منطقة المدينة المنورة، وتصل نسبة المواقع الإسلامية والتاريخية حوالي 50 في المائة من مجموعها.