مقتل مريض نفسي أشهر سيفا داخل مدرسة للبنات في وادي الدواسر

أصابه رجل تابع لهيئة الأمر بالمعروف بجروح خلال محاولة اعتراضه الجاني

TT

علمت «الشرق الأوسط» أن شخصا يعتقد أنه يعاني من مرض نفسي اقتحم صباح أمس مدرسة للبنات في مدينة وادي الدواسر الواقعة بنحو 650 كم إلى الجنوب من العاصمة السعودية الرياض ما أدى إلى بث حالة من الهلع.

وتعود تفاصيل القصة حسب ما رواها شهود عيان إلى أن شخصا من أهالي المدينة أوصل زوجته المعلمة في ثانوية اللدام الأولى صباح أمس وفي طريق عودته تعرض لحادث سير ما أصابه بنوبة نفسية حيث ان الشخص من المعروف عنه معاناته من مرض نفسي ليتوجه مباشرة إلى مدرسة البنات شاهرا سيفا كان في حوزته.

وأضاف الشهود أن منظر حمل السيف أصاب المارة في الشارع بالذهول حيث بدرت على حامل السيف أشارات تفيد أنه مختل لكن أحدا لم يعترض سبيله إلى أن وصل إلى مدرسة البنات مريدا اقتحامها ما دفع رجل من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى اعتراض سبيل الجاني في محاولة لإيقافه ما أدى إلى إصابة الأخير في يده وحينها تمكن حارس المدرسة من إغلاق الأبواب وإبلاغ المعلمات أن هناك شخصا يريد اقتحام المدرسة وعلى الفور أغلقت المعلمات الفصول الدراسية حتى لا يصبن بالأذى.

وتمكن المريض النفسي من الدخول إلى المدرسة من خلال تجاوز أسوارها وأثناء محاولاته الدخول استنجد المصاب بزميل له يعمل في مركز هيئة اللدام وأخبره بالقصة إلى جانب اتصال عدد من الحاضرين بالأمن وإبلاغهم بنية المريض وكان أول الواصلين إلى موقع الحدث العامل في الهيئة الذي وحسب وصف الشهود باشر الدخول إلى المدرسة حاملا مسدسا وحين مشاهدته للمريض ممسكا بالسيف أطلق النار عليه وأصابه بثلاث طلقات استقرت اثنتان في الرأس.

وبعد وصول قوات الأمن إلى المدرسة باشرت على الفور نقل المريض الذي أفيد بعدها أنه توفي دماغيا بسبب تعرضه لطلقات في حين جرى التحفظ على منسوب الهيئة للتحقيق معه في ملابسات الحادث إضافة إلى بعض الحاضرين وحارس المدرسة.وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بمركز شرطة وادي الدواسر الذي أكد وقوع الحادثة دون إعطاء تفاصيل عنها مشيرا إلى أن التحقيق لا يزال جاريا لكشف المزيد من الملابسات حولها متوقعين أن يصدر بيان من المحافظة حول الحادثة. ولفتت مصادر أمنية إلى أنه لا يسمح لغير رجال الأمن بحمل السلاح وأن إطلاق النار على المشتبه بهم لا يتم إلا وفق ضوابط معينة حال توفرها يتسنى لرجل الأمن استخدام السلاح ومنها تعرض رجل الأمن لخطر يوجب عليه الدفاع عن نفسه مبينة أن إطلاق النار يتبعه تحقيق مع رجل الأمن لتأكد من توافر شروط إطلاق النار، مضيفة أن رجال الحسبة لا يحق لهم حمل السلاح ولهذا يرافقهم أفراد من رجال الأمن عند تأديتهم لمهامهم بحيث ان واجب رجل الحسبة يتوقف عند التوضيح والبيان للمخالفين لكن مسؤولية الإيقاف والاحتجاز تقع على رجل الأمن المرافق* وبين مدير عام التربية والتعليم للبنات في وادي الدواسر سالم بن محمد الدوسري أن الشخص المقتحم يعاني من اضطراب نفسي ويعالج في مستشفى الأمل، لافتا ـ نقلا عن زوجة الجاني ـ إلى أنه كان في حالة طبيعية لكنه لم يتناول الدواء أمس إضافة إلى أنه لم ينم، مشيرا إلى أن القتيل كان حاملا سيفا بعد أن تعلقت سيارته في إحدى الجزر الخرسانية الفاصلة في الطريق القريب من المدرسة.وأشار إلى أنه كان يهدد بقتل زوجته المعلمة ومدير شرطة وادي الدواسر وبعض الحاضرين موضحا أنه عند محاولة رجلين من جهاز الهيئة منعه بعد دخوله إلى المدرسة أصاب أحدهما في اليد واتجه إلى الآخر للاعتداء عليه ما اضطره إلى الدفاع عن نفسه من خلال إطلاق النار عليه.

وأضاف الدوسري أن مديرة المدرسة أغلقت الأبواب الداخلية والتي كانت من الحديد المصفح والزجاج ما حال بين الجاني والمعلمات حتى جاء تدخل رجال الأمن وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مبينا أن الجاني أمضى فترة يحاول فيها دخول المدرسة في الوقت الذي كان المسؤولون عن التعليم يؤكدون للمعلمات عدم فتح الباب الداخلي وأن يثبتن إلى أن تحررهن أجهزة الأمن.وأكد مدير التعليم أن لا إصابات بين المعلمات والإداريات وأن لا طالبات في المدرسة حين وقوع الحادث. وتعتبر المدينة الواقعة في الوادي الذي تعرف به ـ وادي العقيق سابقا ـ من المدن الواصلة بين وسط المملكة والمنطقة الجنوبية إضافة إلى أنها صغيرة الحجم وتغلب عليها السمة الريفية حيث انها شبه صحراوية ومتوسطة درجة الحرارة وتعتمد على الزراعة والرعي وتحدها شمالا الخاصرة والقويعية وشرقا الأفلاج والسليل وجنوبا منطقتا نجران وعسير التي تحدها أيضا من الغرب إلى جانب منطقة مكة المكرمة.