زيارة الطفل المستجد للمدرسة قبل بدء العام الدراسي تبدد مخاوفه

TT

يمر اليوم الأول للدراسة على أولياء أمور الطلاب المستجدين في المرحلة الابتدائية بصعوبة بالغة، حيث يصاب غالبية هؤلاء الطلاب بحالة من الرهبة والخوف، التي عادة ما تأخذ أشكالا مختلفة من التعبير مثل البكاء والرعب والتمارض والتوسل بالبقاء في المنزل وعدم الرغبة في الذهاب الى المدرسة. وفي ما يرى أطباء علم النفس، أن مثل هذا الخوف يعتبر أمرا طبيعيا نظرا لانتقال الطفل الى بيئة اجتماعية جديدة خارج محيط بيئته الحانية، اشاد تربويون بالاسبوع التمهيدي الذي تقيمه جميع المدارس لاستقبال الطلاب المستجدين مع مطلع كل عام دراسي، لكونه حقق نجاحات كبيرة في مجال تسريع عملية التكيف المدرسي لهذه الفئة من الطلاب. ويشير علي تيسير، اختصاصي الأمراض النفسية بأحد مراكز التأهيل النفسي بالرياض، الى ان خوف الطفل من المدرسة يمثل احدى المشكلات التي تشكل مصدرا من مصادر القلق للاسرة. موضحا ان الخوف في مثل هذه الحالة، يحدث عند كثير من الاطفال ويعد أمرا طبيعيا، لكن الشيء غير الطبيعي هو استمرار هذا الخوف وتحوله الى دافع لعدم ذهاب الطفل الى المدرسة.

وحدد تيسير عددا من الواجبات المناطة بالوالدين لتدريب الطفل المستجد على التخلص من خوفه من المدرسة، من أهمها: زيارة المدرسة مع الطفل قبل بدء العام الدراسي عدة مرات حتى يتعود الطفل على مشاهدة المعلمين ومرافق المدرسة، وتجنب مناقشة الطفل في موضوع يتعلق بخوفه من المدرسة، خاصة خلال عطلة نهاية الاسبوع التي تسبق الذهاب الى المدرسة، لان الحديث عن موضوع الخوف يثير خوف الطفل أكثر، ويفضل ابلاغ الطفل بكل بساطة في نهاية عطلة الاسبوع وبالذات في الليلة التي تسبق صباح الذهاب الى المدرسة بدون انفعال وكأمر واقعي، بأنه سيذهب الى المدرسة غدا، وتزويد الطفل في أول يوم للدراسة ببعض الأطعمة الجذابة على ألا تكون من النوع الدسم الذي قد يؤدي الى الشعور بالغثيان في ما بعد، وقيام الاسرة بعد عودته من المدرسة بمدح سلوكه والإثناء على نجاحه في الذهاب الى المدرسة مهما كانت مقاومته أو سخطه أو مخاوفه السابقة، وابلاغه أن غدا سيكون أسهل عليه من اليوم الأول مع عدم الدخول معه في مناقشات أكثر من ذلك، وعدم التأخر عن الموعد المحدد لخروج الطفل عن المدرسة، والابتعاد عن العقاب في ايقاف الخوف ورفض الذهاب الى المدرسة، وعدم الاستجابة لمخاوف الطفل وانفعالاته عندما تظهر عليه أثناء مغادرتك المدرسة مهما كانت حدتها، والابتعاد عن الاسراف في تقديم الهدايا للطفل كدعم له للذهاب الى المدرسة حتى لا يعتمد عليها مستقبلا.

ويرى موسى عبد المحسن الزيدان، معلم ابتدائي، أن وزارة التربية والتعليم ممثلة في الادارة العامة للتوجيه والارشاد، أحسنت صنعا عندما رأت ضرورة اقامة اسبوع تمهيدي لاستقبال الطلاب المستجدين ينفذ خلال الاسبوع الاول مع مطلع كل عام دراسي.

وبين أن هذا البرنامج قد حقق الهدف الذي اقيم من اجله وهو مساعدة الطالب الصغير المستجد على تحقيق التكيف التربوي المنشود عبر طرق تربوية مدروسة والتدرج به من خلال برنامج يومي سبق الاعداد له وتجريبه لابعاد الخوف والرهبة اللتين تصاحبان انتقال الطالب المستجد الى بيئتة الجديدة.

وأفاد أنه لا يكاد يمضي الطالب المستجد اسبوعه الاول إلا وقد ألف المدرسة واحب تلاميذها ومعلميها وانطلق على سجيته البريئة في لهو ومرح متناسيا بعده عن بيته ووالديه، داعيا في ذات الوقت البيت بأن تستمر صلته بالمدرسة وألا تنقطع هذه الصلة بمجرد انتهاء هذا الاسبوع التمهيدي وانتظام الطالب بالمدرسة، وزاد: في تصوري ان التربية الحقيقية للطالب لا تتم إلا بتضافر الجهود من قبل البيت والمدرسة، إذ ان وجود هذه الجهود وتفاعلها، كفيلان للوصول الى تحقيق الأهداف المنشودة من العملية التعليمية.