الترحيب بالطلاب الجدد.. سلة حلويات أو مسطرة عقاب

TT

«لا استطيع نسيان ذلك اليوم الذي ضربني فيه المعلم بالمسطرة وهزأني أمام طلاب المدرسة بسبب رفضي التخلي عن والدي في أول يوم دراسي لي، ومنذ تلك اللحظة وطوال سنتي الأولى وأنا احمل الحقد للمدرسة ولذلك المعلم خاصة»، بهذا بدأ خالد التركي حديثه حول أسلوب مدرسته في استقباله، وأضاف «لم أكن وحدي من عانى من مسطرة المعلم بل كل طالب ترققت من عينه دمعة لوداع أبيه». ورغم أن ذلك الأسلوب ظل متبعاً منذ 20 سنة مضت إلا انه لا يزال متبعاً في بعض المدارس الحكومية حيث يعمد بعض المدرسين إلى الصرامة في استقبال الطلاب الجدد لإظهار هيبة المعلم والمدرسة وتعويد الطالب على الجد والاجتهاد بحسب ما ذكره عبد الله سعيد المدرس في المرحلة الابتدائية، وأضاف: العديد من الطلاب الجدد خاصة ممن لم يلتحقوا بالتمهيدي يأتون للمدرسة معتقدين إما أنها عالم وملاه جديدة سيكتشفونها أو سجن يحرمهم من جوهم الأسري وحنان أمهم ودلالها. وفي كلتا الحالتين يعاني معلمو المراحل الدنيا إذ إنهم مضطرون لمجاراة الأطفال وترغيبهم في المدرسة بتهيئة الجو الدراسي الجاذب لهم عبر إتباع العديد من السبل لتحقيق هذه الغاية والتي تتفاوت من مدرس لآخر ومن مدرسة لأخرى.

ومن ناحية أخرى تتنافس العديد من المدارس الأهلية وبعض الحكومية في تقديم سلال الحلويات وشغل الأطفال بالألعاب والمسرحيات المنوعة للطلاب الجدد حسب ما ذكرته عالية المهنا معلمة في إحدى المدارس الأهلية وأضافت: تفرض علينا المدرسة بذل كل ما من شأنه إسعاد الطلاب الجدد خلال الأسبوعين الأولين.

وأمنت على ذلك فادية سعد مديرة إحدى المدارس الابتدائية الحكومية، مشيرة الى القرار الوزاري الذي يفرض أسبوعاً تمهيدياً على المدارس الابتدائية ويطالب معلمات المراحل الدنيا بالنشاطات اللامنهجية والألعاب التي من شأنها غرس حب المدرسة لدى الطالب. واضافت فاطمة سعد، أم لطفل وطفلة في الابتدائي، أن أساليب المدرسة تتنوع في استقبال البنين والبنات كذلك، ففي حين تنتهج مدارس البنات القيام بالألعاب الجماعية ومسابقات الأناشيد وتوزيع الحلويات ورسومات الأفلام الكرتونية لتلونها الطالبات، تعمد مدارس البنين إلى لعب كرة القدم أو طلب بعض النكات من الطلاب أو قراءة القرآن أو التحدث عن أفضل السيارات.

ورغم كل ما تبذله المدارس في سبيل نجاح استقبال الطلاب والطالبات الجدد إلا أن ذلك لم يبعد شبح الخوف من المدرسة عن البعض وكذلك لم يفلح في ضبط سلوك البعض الآخر مما يخلق ذكريات تتفاوت ما بين السعادة والألم كأول اتصال للطالب مع العالم الخارجي.