العودة للمدارس تنعش تجارة المستلزمات المدرسية والمكتبية

أصحاب القرطاسية يعانون من سرقات النساء وعبث الاطفال

TT

دت عودة الطلبة والطالبات للمدارس الى انتعاش حركة بيع وشراء المستلزمات المدرسية والمكتبية بعد فترة اعداد وترقب من قبل اصحاب المكتبات وتجار القرطاسيات على وجه الخصوص في هذا الوقت من السنة.

ويتطلع أصحاب المكتبات وتجار الأغراض المدرسية بشغف لعودة الطلبة والطالبات إلى مقاعد الدراسة والتي تقود حركة تصاعدية لسوق المستلزمات المدرسية مما تنشط حركة البيع والشراء وتعوض التجار الخسائر التي تكبدوها خلال أيام الإجازة المدرسية بسبب الكساد.

عدد من المهتمين ببيع الكتب والدفاتر وعموم المستلزمات المدرسية الأخرى كشف عما يشهده السوق هذه الايام من حالة استنفار خاصة خلال الأيام الأولى من أيام الدراسة إذ يلقى السوق إقبالاً منقطع النظيرَ من جميع الفئات العمرية ثم ما يلبث أن تهدأ حالة السوق الشرائية عن ذي قبل.

يبين أحمد سالمين ـ صاحب قرطاسية ـ أن عملية الاستعداد قد قاربت على الانتهاء من ناحية تجهيز جميع المتطلبات المدرسية وأنه قد تم الأخذ بالاعتبار التزاحم الشديد خلال بدء الدراسة لمعرفته بأن معظم الأسر السعودية لا تقوم بتوفير مستلزمات أبنائهم الدراسية إلا مع بدء الدراسة.

* تدابير أمنية من جهته، أشار جمال مناحي الهاشمي ـ صاحب محل لبيع الأدوات المدرسية ـ الى أن بعض المشتغلين بهذه السلع يهملون عملية التخزين مما ينعكس سلبا على جودة المادة التي تكون عرضة للفساد والتلف نتيجة تأثرها بالحرارة الشديدة داخل المستودعات، وكشف الهاشمي عن الأضرار التي يعاني منها أصحاب تلك المكتبات من تزاحم للمتسوقين الى جانب حدوث بعض السلوكيات الخاطئة والتجاوزات المقيتة من قبل بعض مرتادي المكتبات خاصة من الأطفال الذين يعبثون في محتويات المكتبات وقيام بعض النسوة اللائي يقمن بإخفاء ما قل وزنه وزاد ثمنه من البضاعة في عباءاتهن غير مكترثات بعظم هذا الجرم، لذا يقول الهاشمي أن العديد من أصحاب المكتبات الورقية قد اتخذ بعض التدابير والإجراءات الاحترازية للحد من هذه الظواهر السلبية لمنع تلك الممارسات المنافية للاخلاق، وذلك عبر زرع كاميرات رصد سرية في أماكن خاصة من المكتبة لمراقبة المتسوقين وضبط المخالفين وتصوير أصحاب السرقات ومواجهتهم بالدليل القاطع عند القبض عليهم.

وأبان نواف العطاوي الخبير في هذ المجال أن السوق تنتشر فيه الكثير من البضائع المدرسية المغشوشة والمقلدة، الرخيصة السعر والعديمة الفائدة والتي يشكل بعضها خطورة عند الاستخدام لرداءة الخام المصنوعة منه أو احتوائها على مواد كيميائية ضارة خاصة على الأطفال، كاشفاً في الوقت ذاته عن إهمال الأسر السعودية جانب التقنين والترشيد والتنظيم في استخدام المواد المدرسية، وتركز بدلا عن ذلك على الكم والإفراط في عملية شراء الأدوات والملابس المدرسية، مبينا أن الشراء خلال هذه الفترة تكتنفه العشوائية والاندفاع غير المدروس.

وحمل العطاوي على الشباب السعودي الذي تسعى جهات الاختصاص لاحلاله محل العمالة الوافدة لكنه متقاعس وغير منضبط ـ حسب العطاوي ـ وقال: نحن نعاني من عدم مسؤولية الشباب السعودي فالبعض يترك العمل فجأة دون وجود مبررات مقنعة، ما يترتب على ذلك إرباك العمل. واستدرك: بعض الشباب السعودي الطموح المتحمس لخوض غمار العمل قد نجح واستفاد من هذه الفرصة وعض عليها بالنواجذ.

من جانبه قال محمد سعيد الدوسري الذي يعمل في إحدى المكتبات في عفيف إنه يشعر بالراحة ويحمد الله أن وجد عملاً شريفاً ليكون عوناً له على مواجهة ظروف الحياة، وحذر الدوسري من مغبة إعراض الشباب عن العمل لأن له عواقب وخيمة.

ومواكبة لظاهرة الاندفاع المحموم على شراء المستلزمات المدرسية انتشرت الاعلانات بجميع انواعها من قبل التجار في تنافس باد غطت جميع الانحاء كما زادت اعداد اعلانات التخفيض رغبة في جذب المتسوقين لشراء احتياجات أبنائهم من كتب ودفاتر وحقائب وقرطاسية وغيرها.

في جانب آخر يمثل فصل العودة الى المدارس مأساة حقيقية لدى بعض الأسر، يؤكد راكان بن جميل أن بدء الدراسة لدى بعض الأسر يكون قاسيا ومؤلما نظرا للصعوبات المالية والظروف المعيشية الصعبة التي تعاني منها هذه الأسر والتي من جرائها لا تستطيع تلك الأسر الوفاء بالمتطلبات والمستلزمات المدرسية لأبنائهم فتشكل عبئًا إضافيًّا يرهق كاهل رب الأسرة في المقام الأول ويسبب ذلك حرجا كبيرا لدى الابناء مما يؤدي للشعور بالإحباط والإحساس بالنقص خاصة عندما يشاهدون أقرانهم قد أكملوا جميع متطلباتهم المدرسية. جمعيات البر و«الحقيبة المدرسية» ولجمعيات البر الخيرية في جميع مناطق ومحافظات المملكة جهود كبيرة في مساعدة العديد من الأسر الفقيرة والأيتام من خلال تنفيذ مشروع الحقيبة المدرسية للطلبة المحتاجين، ودور إنساني محمود في التخفيف من وطأة الأعباء المالية التي تعاني منها بعض الأسر ولذلك تقوم الجمعيات مع بدء العام الدراسي بالتبرع بالكثير من المتطلبات التي تهم الأبناء ومن ذلك مشروع الحقيبة المدرسية للذكور والإناث والمريول المدرسي الخاص بالفتيات، وقد حقق هذا المشروع فوائد جمة فضلا عن أنه خفف من معاناة كاهل الأسر التي لا تستطيع الوفاء بالكثير من المتطلبات التي تهم أبناءهم وتتجاوز عادة إمكانات الآباء والأمهات من ذوي الدخل المحدود.