الآباء: العودة لنظام النوم الطبيعي بات مستحيلا .. التربويون: المسؤولية المباشرة تقع على عاتق الأسر

TT

مع بداية العد التنازلي للعودة للمدارس و انتهاء العطلة الصيفية يحاول معظم الطلاب و المعلمون العودة إلى نظام حياتهم العادية، خاصة فيما يتعلق بتنظيم نمط النوم الذي تغير أثناء العطلة الصيفية، وصبح ليلهم نهارا و العكس، وان كان العديد من الطلاب والأهالي يعزون تغير نظامهم في الإجازة إلى عدد من الأسباب إلا أن العديد من الطلاب يؤكدون أن ثمة صعوبة تواجههم في التخلي عن هذا النظام الذي أصبح نظاما لحياتهم الطبيعية.

يقول الطالب الجامعي محمد مبارك (23 سنة): دائما ما اختار ساعات المحاضرات المسائية وأحاول التسجيل في سياقها بأي شكل كان، وذلك لأضمن الاستمرار في نظامي اليومي الذي يعده البعض غريبا ولكن أجده طبيعيا، وبالنسبة لي أجده حلا طبيعيا وذلك لكراهيتي مبدأ الاستيقاظ مبكرا والتعرض لزحمة الطريق بالإضافة إلى المشاهدة اليومية للمعارك لصغار الطلاب، واصوات أبواق السيارات التي لا تهد حتى وقت الضحى.

وهذا ما أكده سالم العمري الذي يؤكد أن عمله في القطاع الخاص مكنه من حرية اختيار فترة الدوام المسائي، لذا لم يعد مضطرا للعمل الصباحي و«الاحتراق في جو الرياض الذي لا يرحم» ويقترح العمري ان يتم تحويل بعض المدارس إلى ليلية للتماشي مع نظام نوم بعض السعوديين.

في المقابل يعد ابو عبد الله (إمام مسجد) ان ما يحدث للناس في الإجازة من انقلاب في موازين الحياة اليومية، مؤشر اجتماعي خطير يدل على البعد عن الدين والتهاون بشعائره.

وأضاف «لهذا السبب قلت البركة في أوقات الناس، وأصبح إنجاز الأعمال يتطلب الكثير من الوقت ذلك بالإضافة للخمول الجسدي الذي يشعر به الشخص على الرغم من نومه ساعات طويلة في الصباح». مبينا، انه ما لم يتدارك الأهالي هذه المشكلة فسينتهي بنا المطاف بجيل لا يقدر الوقت والمسؤولية، وقال «يجب على كل فرد مهما كان أن يبدأ بإصلاح نفسه وأسرته وبالتالي إصلاح المجتمع».

من جهتها تضيف عبير القحطاني «معلمة» ان الابقاء على النظام اليومي العادي خلال الإجازة بات من الأمور المستحيلة، وتفسر ذلك بقولها ان الإجازة أصبحت تفرض علينا التغيّر، حيث ان جميع المناسبات الاجتماعية تقام في المساء، ومن الصعب عدم الحضور أو الخروج منها مبكرا، بالإضافة إلى ما يلعبه الجو هنا في تعزيز ذلك.

وأضافت «حتى برامج التلفزيون لا تعرض البرامج الشيقة إلا من بعد الساعة الثأمنة مساء«، وتضيف القحطاني (ضاحكة) إن العودة للدراسة لن تغير الكثير، لأن ساعات معظم السعوديين تم برمجتها «على التوقيت الليلي».

فيما أرجعت رحمة الغامدي وهي باحثة تربوية، تغير نظام النوم الذي يعاني منه السعوديون، خاصة الأطفال إلى الأسرة، مشيرة إلى أن ذلك يعود نتيجة لأوقات الراحة الكبيرة التي يقدمونها لأبنائهم خلال الإجازة ما يدفعهم إلى اللامبالاة بأهمية الوقت و تنظيمه خاصة أن الأهل أنفسهم في كثير من الأحيان لا يمثلون القدوة الصحيحة في هذا الأمر، ومن ضمنها المناسبات و السهر خارجا والتي يشترك فيه جميع الأفراد كنوع من الترفيه في الإجازة.

وتضيف الغامدي إلى أن احد أهم الأسباب التي تجعل من الصعب على الشخص العودة للنظام الطبيعي بعد الإجازة هو ربط بعض الأشخاص فترة الصباح بالأعمال الروتينية التي لا يحبذها الشخص عادة مثل ذهابه للعمل أو للمدرسة أو القيام بالمهام الصعبة، وربط المساء بالراحة والاسترخاء، لذا يعمد الكثيرون للفترة المسائية لمزاولة النشاط اليومي والذي يكون عادة اجتماعيا ومسليا وبالتالي يظن الشخص انه يقلب الموازين اليومية ويشعر بالراحة التي لا يريد استبدالها ويختلق الكثير من الأعذار للتمسك بهذا النظام.