سارقو الجوالات يستغلون الأطفال ويدعون التدين

في تنفيذ عمليات النصب على مراكز البيع

TT

قصص سارقي الجولات والاحتيال في الحصول عليها أكثر طرافة من مقامات بديع الزمان الهمذاني التي يتحدث فيها عن طرق الاحتيال على البسطاء من أبناء الأرياف لكن هؤلاء المولعين بسرقة الجولات يتفننون في عمليات النصب إلى درجة تجد معها الصعوبة في معرفة من يريد السرقة ومن يريد الشراء ممن يحتاج إلى مساعدة أو يريد سرقة جوالك الشخصي.

أطرف قصة يذكرها (حسين سعيد) حيث يقول: معظم محلات الجوالات عبارة عن صالات كبيرة توزع إلى أكشاك ففي إحدى المرات استغل أحد النصابين وجود عائلة تتسوق برفقة ابنتهم الصغيرة ذات الثلاثة أعوام· واستطرد: بأن النصاب حمل الطفلة واختار مجموعة من الأجهزة ثم أوهم البائع أنه سيري الأجهزة لزوجته وسيترك الطفلة لحين عودته وعند عودة الاب الحقيقي للطفلة نشبت مشادة كلامية بين الاب والبائع في الوقت الذي اختفى فيه النصاب الحقيقي بمسروقاته.

أحد أصحاب محلات جولات الجملة يقول كان لدينا صالة نؤجرها أكشاكا فجاء رجل يبدو من مظهره أنه متدين وكان معه ابنه واستأجر أحد هذه الأكشاك كان ذلك بعد صلاة المغرب وقال سأدفع لك الإيجار بعد صلاة العشاء بعد أن وضع ابنه الإكسسوارات التي أحضرها في الكشك ورتبه بشكل جميل قال اعطني أجهزة يمكن الله يرزقني بزبون الآن وسأدفع لك قيمتها لك مع الإيجار بعد الصلاة وبعد أن أعطيته الأجهزة وضعها في جيبه وترك علبها في الفاترينة وخرج لصلاة العشاء بعدها لم أره أبداً حين فتحت الفاترينة وجدت علب الأجهزة فارغة.

يقول عادل عبد الله يعمل في محل جولات: جاءتني عائلة وكان معهم بنت عمرها يقارب العشر سنوات وواضح أنهم دربوها على السرقة أعطوني جهازا يريدون إعادة برمجته واشغلوني بالأسئلة فيما البنت سحبت أحد الأجهزة من الفاترينة وبعدها خرجوا دون أن يبرمجوا الجهاز بعدها بفترة قاموا بنفس التمثيلية في محل آخر وتم القبض عليهم ودفعوا قيمة الجهاز الذي سرقوه منى.

ويحكي هلال سالم قصه توضح أن السارق لعب معه بذكاء وكان يمكن كشفه بسهولة لك لم يتنبه إلا بعد هربه يقول: جاء شخص وأشار إلى أحد الأجهزة الغالية وقال أعطني هذا الجهاز ولا تضف له أي شيء فقط أريد الجهاز لأني مستعجل فأعطيته الجهاز ودفع ثمنه دون مفاصلة وخرج وبعد دقيقة عاد وقال أريد إعادة الجهاز لأنه بصراحة غال وأنا لم أستخدم الجهاز، أعدت الجهاز وأعدت له المبلغ قال أعطني الجهاز وقتها دخل مجموعة من الزبائن التفت له لكي يعطيني قيمة الجهاز لم أجده.

يقول أحمد السر: كان جاري يخلي الكشك الذي كان مستأجره وقال لي هناك عائلة بالخارج لن يدخلوا إلى الصالة ويريدو جوالا خرجت ولم أجد هذه العائلة عدت إلى كشكي لأجد جاري سرق جوالين وهرب.

غالباً ما تنتهي قصص سارقي الجولات بدفع ثمن الجهاز لكن من قبل من يعمل في المحل لكن أن ترابط للسارق إلى أن يدفع فهذا يحصل نادراً كما حدث مع مصعب محمد، حيث سرق أحدهم من المحل الذي يعمل فيه ثلاثة جولات وكان يعرف رقم جوال السارق واتصل عليه لمدة أربعة وعشرين يوماً دون فائدة في كل مرة يرد عليه ينكر الواقعة وأخذ يتهرب ولا يرد على اتصالات صاحب المحل يقول مصعب كنت يوماً معزوما عند أختي وعندما وصلت إلى البيت وجدت سيارة السارق أمام الحضانة التي تجاور بيت أختي وقفت عند السيارة إلى أن خرج ولم أتركه حتى دفع المبلغ.

وكذلك حدث مع خالد الحسن الذي رابط عند بيت أحد المتهربين من دفع قيمة ما أخذه من أجهزة إلى أن دفع قيمتها كاملة.

يقول علاء عبد الكريم سرق محلي بالكامل ثلاث مرات مما اضطرني إلى تغيير نشاطي من الجولات إلى نشاط آخر ويضيف: في إحدى المرات دخل رجل كبير في السن لا تتوقع منه سرقة أو احتيالا وأخذ أغلى جهاز في المحل وقال سأريه السائق لأنه يفهم في الأجهزة ولم يجد موقفا للسيارة أخذت الجوال منه وقلت له ادفع ثمن الجوال وخذه معك وإذا لم يناسبك أعده وخذ الثمن نظر إليَّ وقال أنت تعرف مع من تتكلم؟ قلت لا يهمني وخرج وهو يرغي ويزبد ودخل المحل المجاور وأخذ نفس الجهاز وهرب.

المتعاملون في هذا القطاع يقولون إن هناك طرقا أصبحت مكشوفة أمام الباعة فإذا سأل زبون عن جهاز غالي الثمن وتفحصه وبدأ يسأل عن أسعار الإكسسوارات أو النغمات أو البرامج أو أبدى انزعاجاً من الجو البارد داخل المحل ورغب في فتح الباب أو طلب الجهاز ليريه زوجته التي تجلس في السيارة فكل هذه العلامات تشير الى بوادر عملية نصب خلال الدقائق القادمة عندها ما على البائع سوى التنبه واستعادة الجهاز أو دفع ثمنه قبل التفاوض على شيء آخر.

هؤلاء السارقون ممكن أن يتحولوا إلى قتلة كما حدث الأسبوع قبل الماضي في مدينة الدمام، حيث فقد أحد أفراد السلك العسكري حياته لأنه وجد أحدهم يسرق محل جولات وعندما حاول ضبطه أطلق النار عليه من مسدس كان يحمله فأرداه قتيلاً.