وزارة الصحة تتراجع عن تهديد موظفاتها رافضات العمل الميداني في تطعيم شلل الأطفال

TT

تراجعت وزارة الصحة عن تهديدها لموظفاتها من الممرضات والطبيبات اللاتي تمسكن برفضهن العمل الميداني ضمن حملة التطعيم الوطنية السادسة لشلل الأطفال التي استهدفت الأطفال من عمر الشهرين إلى الخمس سنوات والتي انطلقت مطلع الاسبوع الحالي، وذلك على اثر مشاكل لهؤلاء العاملات مع أزواجهن وأولياء امورهن ورفضهم لذلك.

وكان قد صاحب بداية الإعلان عن الحملة حالة من التذمر بين صفوف موظفات المراكز الصحية كون التعميم الموزع والصادر من مديرية الشؤون الصحية يرغم جميع الموظفات على النزول الميداني مهما كانت طبيعة عمل الموظفة وإلا سوف تتعرض للمساءلة القانونية من لجنة تأديب الموظفين، وهو ما وصفته بعض الموظفات بنوع من التعسف الاداري والضغط غير المبرر عليهن لم يكن يصاحب الحملات السابقة.

وذكر عدد من الموظفات لـ«الشرق الأوسط» انهن دخلن بمشاكل مع ازواجهن وآبائهن من جراء رفضهم لنزولهن للبيوت والتي قد تعرضهن للخطر، خاصة ان المديرية في كل حملة لا ترغم احدا على النزول للتطعيم ولكن تميز من نزلوا عن البقية باعطاء ايام اجازة عن الفترة التي عملن بها.وقالت احدى الموظفات التي فضلت عدم ذكر اسمها بان الحملة تغطي في كل مرة 111% من الاطفال وهي نسبة اكبر بكثير من النسبة التي تضعها المديرية في خطتها اثناء الحملة ولم يكن هناك اي اجبار للموظفات بالنزول، لكن التعميم في هذه المرة حمل نوعاً من التهديد مع شموله كل العاملات في المراكز الصحية حتى غير الممرضات منهن.

وأضافت أخرى بأنها تعرضت للمشاكل مع والدها منذ ان اخبرته بما جاء في نص التعميم وهددها بفصلها من العمل في حالة قبولها لذلك.

وعلقت ثالثة بان المشاكل التي واجهناها في العام الماضي خلال تطعيمنا في المنازل لا تشجعنا على تكرارها هذا العام، ولذلك فقد تلقيت تهديداً من زوجي إذا ما انصعت لما جاء في التعميم، خاصة أن طبيعة عملي بعيدة عن التمريض.

وفي رد المديرية على ردود فعل الموظفات على التعميم ذكر سعد بن مسفر القحطاني مدير ادارة العلاقات العامة والأعلام الصحي ان الامر ليس بهذه الحرفية واذا كان هناك اي ظرف طارئ لأي موظفة فبالتأكيد المديرية ستتفهم عدم اشتراكهن في الحملة، خاصة مع وجود اعذار شرعية لذلك مثل الحمل او المرض او عدم موافقة ولي الأمر مؤكدا ان لكل العقبات حلولاً من قبل المديرية.

وأضاف: «ان الوزارة تقصد من لغة التعميم أنجاح الحملة الوطنية التي تحتاج لتضافر جهود من الجميع وان لا يترك مجال للموظفات بالتقاعص عن الخروج والوصول الى اكبر عدد ممكن من الاطفال بداخل بيوتهن والتوصل الى نسب عالية من النجاح للحملة مشيرا إلى أن كل ذلك يصب في مصلحة صحة الأطفال».

وفي رد حول اشراك موظفات من غير الممرضات ذكر ان عمل هؤلاء هو التسجيل ومساعدة الممرضات في عملهن فقط مثلها مثل عمل كثير من الموظفين في حملات بعيدة عن تخصصهن كحملة التعداد وحملات الحج. موضحا أن المشاركة في الحملة ليس مقتصرا على النساء، بل يقوم عدد كبير من الممرضين في النزول إلى المنازل للمشاركة في تطعيم الأطفال.