شبكة وطنية للرصد الزلزالي تحت مظلة هيئة المساحة الجيولوجية السعودية

ضمت أربع جهات معنية

TT

حسم قرار مجلس الوزراء السعودي الصادر في سبتمبر الماضي، بإسناد مسؤولية الرصد الزلزالي إلى هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، الجدل الشعبي الذي ظل دائرا حول تناقض التصريحات لدى أكثر من جهة رسمية مهتمة بشأن الرصد الزلزالي في السعودية، واتضح ذلك التناقض بشكل أكبر بعد أن ضرب زلزال في 12 من سبتمبر (أيلول) الماضي، مدينة مكة المكرمة، إذ تباينت التصريحات حول درجة قوة الزلزال بين أكثر من جهة معنية بالزلازل في السعودية.

وكانت هيئة المساحة الجيولوجية تقدمت في 22 أغسطس من العام الماضي بطلب توليها مسؤولية الرصد الزلزالي لتكون مركزا رئيسيا للشبكة الوطنية في هذا الشأن، تعمل من خلالها على الاشراف والتشغيل والتطوير والصيانة لكافة المحطات المعنية برصد الزلازل، وتتولى مخاطبة الجهات الحكومية المعنية وتبليغها رسميا بالأحداث الزلزالية.

وجاءت حيثيات قرار مجلس الوزراء في عدة بنود من أبرزها ضم جميع المحطات التابعة لـ (مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وجامعة الملك عبد العزيز، وجامعة الملك سعود، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن) إلى هيئة المساحة الجيولوجية مع تمكين الهيئة لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية والجامعات السعودية من الاستفادة من جميع محطات الرصد الزلزالي في الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي.

ويشمل القرار تشكيل لجنة استشارية علمية للرصد الزلزالي برئاسة الهيئة وعضوين ممثلين من جميع الجهات المعنية بالرصد الزلزالي، وتشكيل لجنة أخرى لتحديد الوظائف التي ينبغي نقلها إلى هيئة المساحة الجيولوجية وتحديد الأموال المنقولة وغير المنقولة الخاصة بمحطات الرصد الزلزالي.

وأنشأت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية شبكة من المحطات تبلغ 27 محطة واسعة المدى لرصد الزلازل تتركز في الأماكن الأكثر نشاطا زلزاليا والمتمثلة في المنطقة على طول خليج العقبة تمتد جنوبا على ساحل البحر الأحمر وفي المنطقة الشرقية وارسال البيانات الى مركز الجيوفيزياء والزلازل بالهيئة لاجراء التحليلات وتحديد معاملات الزلازل وتوقيعها على خرائط جغرافية لمعرفة مصدر الزلزال. وقالت مصادر جيولوجية أن توحيد الجهود في مواجهة أخطار الزلازل من خلال شبكة وطنية سيساعد في تحريك عجلة البحوث العلمية في هذا الشأن وسيعمل على ايجاد دراسات مطابقة لبيئة البلاد وتضاريسها وهو ما سيوفر قاعدة معلومات كبيرة يمكنها أن تكون نواة خاصة في الاعمال الانشائية والهندسية للمساكن والمنشآت الكبيرة.

وأصبح لافتا للاهتمام مدى أهمية وجود ثقافة جيولوجية لدى الناس تساعدهم على التعامل مع الكوارث الطبيعية بشكل علمي إذ يرى علماء الاجتماع بوجود مؤشرات لدى الناس على حجم التأثر بالكوارث الطبيعية التي تحدث في كل بقاع العالم كنتيجة طبيعية لحالة (العولمة) التي فرضتها آليات وتقنيات العصر الحديث، وهو مايرون أنه يتطلب ثقافة إيجابية في التعامل مع هذه الاحتمالات الناشئة عن ثورة الطبيعة، حيث يعتقدون أن التأثير مازال محدودا في استخدام الشكل العام للكوارث كمثل استخدام مفردة (الزلازل) عند التعبير عن حالات الخسارة الكبرى سواء في الامور الاقتصادية أو الاجتماعية، خاصة في ظل تكريس وسائل الاعلام لهذه المفردات في أذهان الناس دون الدخول في تفصيلات أخرى من شأنها تشكيل العمق الثقافي والوقائي للتعامل مع هذه الكوارث الطبيعية التي أصبحت تشكل تهديدا حقيقيا لأماكن كبيرة من العالم ومنها السعودية.