صمت أئمة المساجد عن محاربة البيع غير المشروع يثير تساؤلات الجهات التجارية

بائع متجول يعرض بضاعته بجوار أحد المساجد وسط تجاوب من المصلين

TT

أبدت جهات تجارية استغرابها من صمت معظم أئمة المساجد في محاربة ظاهرة افتراش الساحات المجاورة للمساجد بغرض البيع والقيام بدورهم في إبلاغ الجهات المختصة عن الباعة الجائلين حول المساجد التي يقومون بالصلاة فيها، محذرة من وجود عصابات منظمة تمارس البيع غير المشروع، مشيرة إلى إمكانية استغلال تلك الأموال في أعمال تضر بالمصالح الاقتصادية والأمنية في البلاد، داعية أئمة المساجد للقيام بدورهم الحقيقي في محاربة الأمر وعدم السماح بتحويل الساحات المجاورة للمساجد إلى أسواق وقتية لا تخضع فيها السلع المعروضة لأي رقابة ويمارس فيها الغش التجاري بشكل قد يسبب خطرا على حياة وصحة المواطنين والمقيمين.

وناشد أحمد لنجاوي رئيس لجنة التوعية لمكافحة الغش التجاري بالغرفة التجارية الصناعية بجدة الجهات ذات العلاقة خاصة البلدية ووزارة التجارة والصناعة والشرطة أن تكثف جهودها لمحاربة هذه الظاهرة التي تضرب اقتصاد الوطن في مقتل وتهدد حياة المواطنين.

وقال لنجاوي ان هذه الظاهرة تفشت وانتشرت وزادت رقعتها وتزايدت أضرارها لذا نهيب بكافة المواطنين والمقيمين إلى الحذر من شراء هذه البضائع لأنها تنطوي على أخطار حقيقية على صحة الفرد والمجتمع على حد سواء.

ويرى عبد الله الشامسي وهو مواطن كان يعاين بعض السلع المعروضة بعد نهاية صلاة الجمعة يوم أمس، أنه يجد مبالغة من الجهات المعنية في محاربة من وصفهم بـ«المساكين»، مضيفا أن الناس في عهد النبي كانوا يمارسون التجارة في أي مكان ودون تراخيص والمهم برأيه أن يميز المشتري بين صاحب الذمة من غيره، فيما يؤيده في المقابل احمد سعيد وهو بائع متجول بالقول انه يشتري بضاعته من أسواق الجملة ويأتي لبيعها بأسعار معقولة بعيدة عن جشع التجار، مضيفا أن تجارة «المباسط» هي من باب طلب الرزق، نافيا أي شبهة في ممارسته البيع سوى أنه لا يحمل ترخيصا.

في المقابل يعتقد مواطنون أن مثل هذه الرؤية التي ترى بجواز البيع عند المساجد هي رؤية تعتمد على فتاوي دينية بمشروعية البيع وهو ما يجعل الكثير من أئمة المساجد يغضون النظر عن هذه الظاهرة المنتشرة بجوار المساجد ويعلقون في خطب الجمعة على مواضيع أخرى بعيدة عن دائرة أعينهم، لكنهم يؤكدون على الدور السلبي الذي يلعبه الافراد في تشجيع مثل هذه الممارسات بالتعامل معها ودعمها للاستمرارية وفي كثير من الاحيان التوسط لدى الجهات الرقابية التي تمارس دورها في القبض على البائعة المتجولين لاطلاق سراحهم واعتبر لنجاوي أن المواطن والمقيم هما خط الدفاع الأول لمحاربه هذه الظاهرة لأنهما المستهدفان والخطر يحيط بهما في المقام الأول، لذا لا بد وأن يكون دورهما هاماً وفعالاً في محاربه تلك الظاهرة وذلك بمساعدة جادة للجهات ذات العلاقة وبالامتناع أصلاً عن شراء هذه السلع التي يسترخصونها ولا يدركون ضررها على صحتهم وصحة أولادهم.

يشار إلى أن ظاهرة البيع حول المساجد العامة بدأت منذ الثمانينات الميلادية ببيع بعض السلع مثل «دهن العود» و«العطور الشرقية» لتتصاعد وتيرة السلع المعروضة بدخول العمالة الوافدة لتصبح الاسواق الجائلة بدءا من الفاكهة والخضر مرورا بملابس الاطفال وحتى أجهزة الجوال واكسسواراته مشهدا يوميا يستمر لأكثر من نصف ساعة بعد الصلوات. فيما تزدهر هذه التجارة في شهر رمضان بالنظر لطبيعة الاوقات الطويلة وزيادة أعداد المصلين الذين يتوجهون لدور العبادة.