أسرة سعودية لا تملك غير الخيمة والماء في الرياض

وزير الشؤون الاجتماعية لـ"الشرق الأوسط" : لهذه الأسرة حقوق علينا

TT

علق عبد المحسن العكاس وزير الشؤون الاجتماعية على حال اسرة مكونة من اب وزوجته وستة اطفال يعيشون في خيمة وسط الرياض بان من حق هذه الأسرة الحصول على كافة خدمات الوزارة بفرعيها سواء أكان من قبل إدارة الضمان الاجتماعي وذلك بتقديم مساعدات مالية لهم، أم من جانب فرع الشؤون الاجتماعية من خلال تقديم معونات مختلفة منها الإيواء.

وأضاف أنه رغم حرص الوزارة في الوصول إلى المحتاجين قبيل لجوء المحتاج لها، كثيرا ما تتفاقم بعض المشكلات جراء جهل المحتاجين بماهية الجهة المعنية وكيفية إتمام الإجراءات.

ويأتي تعليق الوزير فيما تعيش أسرة مكونة من ستة أطفال، ثلاثة ذكور ومثلهم إناث، وأب في الأربعين من عمره برفقة زوجته الثلاثينية، والتي سيدركها المخاض السابع في أي لحظة، جميعهم في خيمة مهترئة متمزقة، فيها ينامون ويمارسون كافة طقوسهم الحياتية اليومية.

ساعات النهار الطويلة يقضيها الأطفال في الركض واللعب رغم قلق الأم المتواصل، ومراقبتها الحثيثة خوفا من تسرب أحدهم إلى طرقات الشوارع العامة، والأب لا ينفك في البحث عن مصدر للرزق لتأمين المأوى والمأكل لأفراد أسرته، التي لم تجد أمامها سوى تقبل الصدقات والعطايا من قبل بعض المارة، فتارة مأكل ومشرب وتارة أخرى ملبس.

عشرون يوماً وليلة ابتداء من أول أيام الشهر الفضيل، وحتى الساعة لم يلفت وجودهم المتواضع أيا من الجمعيات الخيرية أو مؤسسات الضمان الاجتماعية، والتي لا يوجد أي دليل في اضطلاعها على أمرهم، أو حتى مشاهدتهم.

وبصوت مليء بالألم ومحتفظ بتعففه ذكرت «أم محمد» مختصرة معاناة أسرتها وأطفالها، أنهم بحاجة ماسة إلى مأوى على أقل تقدير، حيث إلى جانب أمية الوالدين، اضطرا إلى حرمان الأطفال الستة من التعليم النظامي جراء كثرة التنقل والترحال لانعدام المسكن، ولم يستطعا إلحاقهم بالمدارس، ليكتب عليهم أن يعانوا ظلام الجهل وذات مرارة العوز والحاجة مستقبلا، تماماً كما كان عليه والداهما. وأضافت أم محمد أنه بسبب جهلهم في ماهية الجهات الكفيلة بمساعدتهم، إلى جانب تواضع معرفتهم بنظام وطرقات المدينة، لم يجدوا سبيلا آخر سوى البقاء وانتظار المبادرات الحكومية، من أي جهة كانت. ورغم ازدحام المدينة الشديد الذي لا ينفك مع انتهاء صلاة العشاء، ليبدأ بحث قاطني الرياض الحثيث عن كل ما لذ وطاب، وكل ما استحسن واستساغ من كساء وملبس لأيام عيد الفطر المبارك، تبقى الأسرة بأطفالها يعانون افتقادهم لفرحة السكن في بيت حقيقي والمشي في ملابس ساترة فعلاً.

ولسان حال الأطفال الستة يسأل أمهم عن طعم العيد لدى قرنائهم الآخرين، هل ما زال يعني فرحة بقميص وحذاء وحلوى احتكرها العيد؟ أم قلوب شبعت وتشبعت من كل ما حولها، حتى ملت وسئمت الأعياد، ليقعوا نهاية على حقيقة غربة عاشتها طفولتهم البريئة على تراب شهد صرخاتهم الأولى.