إجراءات حكومية لنقل وعدم تفتيش الأعضاء البشرية القادمة من الخارج

لحل النقص في التبرع داخل السعودية

TT

لسد الفجوة الكبيرة في أعداد المتبرعين بالأعضاء البشرية الصالحة لعمليات الزراعة للمرضى المحتاجين، قامت السعودية باصدار حزمة من القرارات الإدارية والتنظيمية كان آخرها اعتماد المشاركة في اليوم العالمي لزراعة الأعضاء مطلع الشهر الجاري، في خطوة من شأنها المساهمة في تخفيف حدة المعاناة لدى المرضى بعد أن سمحت في وقت سابق بنقل الاعضاء واستثنائها من اجراءات التفتيش واستخدام طائرات الاخلاء الطبي في ظل الصعوبات التي تواجهها عمليات اقناع ذوي المتوفين دماغيا بالموافقة على نقل أعضاء متوفيهم وفقر الامكانيات الطبية التي قللت من فرص التعامل مع الحالات المتوفاة دماغيا والاستفادة من أعضائهم.

وعملت الخطوط الجوية العربية السعودية وطائرات الاخلاء الطبي في إنجاح برامج زراعة الأعضاء في السعودية، حيث شارك الإخلاء الطبي في نقل فرق الاستئصال والأعضاء المستأصلة في حوالي 44 في المائة من الحالات لعام 2004، وتسهيل نقل الأعضاء البشرية من أوروبا وأميركا على متن الخطوط السعودية مجانا بصحبة ملاحي الطائرة، فيما استثنت مصلحة الجمارك السعودية الأعضاء البشرية القادمة من الخارج، ومنعت تفتيشها حفاظا عليها من التلف، وأعطتها الأولوية بالفسح من دون طلب اشتراط إحضار شهادة المنشأ والاكتفاء بمسؤولية المركز السعودي للاعضاء عن نوع الطرد الطبي القادم.

وقال الدكتور محمد السبيل، رئيس قسم زراعة وجراحة الكبد في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ان الاحتياج السنوي لزراعة الكبد في السعودية يصل الى 700 مريض سنويا، في الوقت الذي لا يتجاوز عدد المستفيدين من عمليات الزراعة سوى عشرة في المائة فقط من إجمالي المرضى المحتاجين، فيما تكلف الجراحة الواحدة حوالي مليون ريال.

وأرجع الدكتور السبيل أسباب عدم الاستفادة من حالات المتوفين دماغيا، الذين تصل أعدادهم إلى ما يزيد عن ألف حالة وفاة سنويا، إلى عدم التبليغ عن تلك الحالات في الوقت المناسب، وسوء العناية الطبية بالمتوفين نتيجة وجود قصور كبير في النظام الصحي في السعودية مما يؤدي إلى ضياع فرص الاستفادة من الأعضاء، مشيرا إلى أهمية معالجة تلك الجوانب السلبية باصدار مجموعة من القرارات الإدارية والتنظيمية لضمان الاستفادة القصوى من الأعضاء المتاحة. وأوضح من جانبه الدكتور عبد الاله الطويرقي، مدير بنك العيون في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، أن البنك يجري حوالي 500 عملية زراعة قرنية سنويا، وأن هناك بطاقات للتبرع بالقرنية مدعومة بفتوى شرعية تجيز التبرع، إضافة لدورات تدريبية للفنيين من مختلف المستشفيات السعودية لتدريبهم على عملية استئصال وتقييم حفظ القرنيات.

واتفق أعضاء المركز السعودي للاعضاء على أن النجاحات التي تحققت في إجراء عمليات معقدة ناجحة ما زالت لا تساهم بشكل فعال في حل مشاكل المرضى، ولا بد من إحداث تحسينات في المنومة الصحية والاجتماعية وضخ الوعي بين أفراد المجتمع للاسهام بدور أهم في إنهاء معاناة المرضى لسنوات طويلة مع المرض. وتشير احصاءات المركز السعودي للأعضاء الى أن نتائج عمليات الكبد المزروع التي بلغت اكثر من 400 عملية وبقاء المرضى على قيد الحياة بعد مرور عامين على الزراعة يصل الى 85 في المائة من الحالات· وبالنسبة الى عمليات الكلى المزروعة التي بلغت 4496 عملية بلغت 93 في المائة بمرور خمسة اعوام للكلى المزروعة من الأحياء و82 في المائة لنفس الفترة الزمنية للكلى المزروعة من المتوفين دماغيا، فيما بلغت نسبة بقاء المرضى على قيد الحياة بعد زراعة القلب 79 في المائة من الحالات بعد مرور عام واحد على العملية.