آباء يعرفون أبناءهم على تاريخهم في معرض التراث في الأحساء

في معرض اختلطت فيه رائحة القهوة بالخبز الأحمر

TT

اختلطت رائحة القهوة العربية برائحة الخبز الاحمر والكليجة، التي يعدها 4 حرفيات مشاركات في سوق التراث الشعبي في الاحساء، الذي يستمر لمدة ثلاثة ايام، وسط حضور عائلي كبير وبتنظيم من جمعية الثقافة والفنون بالأحساء.

سوق التراث الذي كان اقرب الى كون «جنادرية» مصغرة، استقطب الآلاف من الزوار الذين سعوا الى استعادة طقوس حياتية اندثرت في ظل المدنية، مصطحبين أطفالهم كي يتعرفوا على تاريخ آبائهم وعلى أيامهم الماضية من خلال مشاهدة المظاهر الشعبية من حرف يدوية وألعاب شعبية.

ويشارك في السوق 4 نساء حرفيات من بين 20 رجلا حرفيا ضمهم المعرض، وهن رباب حسين الحميد «في حرفة خبز تاوة»، ومدينة عيسى المريحل «في حرفة الخوصيات»، وحسنية جاسم المنسف «في حرفة الحناية»، وأحلام محمد الحميد في «حرفة العكّافة» (تسريحة الشعر).

بين جنبات المعرض تحتار اين تقف، وأي جزء تختار لاطلاع ابنائك عليه، وانت تتجول بين رائحة الكليجة والزلابيا، التي يصنعها أحمد الشرقي، والمعلبات والأدوات القديمة في متحف عبد الرزاق العرب، والضرب على طبول محمد القصيمي، ومشاهدة ما يصنعه صالح الغراش من فخار، وناصر الشهاب من قياطين البشوت، الذي يعمل على حياكتها عبد الله بو عيسى وطاهر العامر، وما يقوم به النجار أمين الحرز من صناعة أسرة الأطفال «المهد»، أو المجسمات الشعبية التي يصنعها حيدر الناصر، بالإضافة إلى الأهازيج والألعاب الشعبية والمشاهد التمثيلية المرتبطة بالماضي كمشهد تعليم الكتّاب «المطوّع»، التي ينفذها الممثلون المشاركون.

ويشير يوسف صالح الخميّس، رئيس قسم التراث والفن الشعبي بالجمعية، الى أن الحرف والصناعات الشعبية اليدوية من الفنون التقليدية المعاصرة والمظهر الأساسي، الذي يشكل العمق والأصالة للتراث والبعد الثقافي الشعبي، الذي يرتبط بالمجتمع في ماضيه وحاضره، ويضيف الخميس أن عددا من الناس في السنوات الأخيرة أخذ يتجه للاهتمام بهذه الحرف وممارستها للحفاظ عليها، خاصة أنها تعتبر احد المقومات الرئيسية للسياحة الوطنية. وأضاف: «ولم تقتصر جمعية الأحساء هذا العام على إقامة سوق التراث الشعبي، بل وجدت من الأهمية تكريم إبراهيم عبد الله الذرمان، كشخصية اهتمت بالتراث منذ 25 عاما، من خلال متحف شعبي أقامه في منزله وتقدر قيمته بمليوني ريال». يقول عبد الرحمن الحمد، مدير النشاطات في الجمعية «إن تكريم الذرمان هو نتيجة لجهوده في الحفاظ على التراث ونظير ما بذله من أموال ومشقة في جمع الأدوات القديمة، وأن الجمعية سعت منذ سنوات لتكريم الرواد والمبدعين في مختلف المجالات ذات العلاقة بأنشطة جمعية الثقافة والفنون».