لا يقتصر الاهتمام بالرشاقة على النساء دون الرجال، ففي إحصائية حول انتشار السمنة في المجتمع السعودي تبين أن 29% من الرجال يعانون من زيادة الوزن مقابل 27% من النساء. وهذا الموضوع كان محور المحاضرة الصحية التي قدمها أخصائي التغذية رضى العسيف بمسجد الشيخ رضى المحروس في الشويكة بمحافظة القطيف.
واستهل العسيف محاضرته بالاشارة الى أن «السمنة تشكل مرضاًَ يعاني منه الكثير من أبناء المجتمع السعودي، ففي إحصائية للمجتمع السعودي تبين لنا مدى الارتفاع الملحوظ حيث وجد أن 29% من الرجال يعانون من زيادة الوزن مقابل 27% من النساء، أما المراهقون فبلغت نسبتهم 18% بينما كانت نسبة الأطفال 15%، وهذا يعني ضرورة تنمية الوعي الصحي والغذائي لمكافحة هذا المرض ـ السمنة».
وقد قام أخصائي التغذية بتعريف السمنة، مشيراً الى أن «السمنة هي زيادة وزن الجسم عن الحد الطبيعي نتيجة تراكم الدهون فيه، وتنتج عن عدم التوازن بين الطاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم».
ولخص أسباب السمنة بـ «الإسراف في تناول الأطعمة خاصة الغنية بالسكريات والدهون، وقلة المجهود والنشاط الحركي، وعامل الوراثة، والعوامل النفسية مثل القلق والاكتئاب، العوامل المرضية كاضطراب إفراز الغدد مثل الغدة الدرقية وتكرار الحمل والولادة والتقدم في السن». وعدد مضاعفات السمنة مشيراً الى أنها تشمل «مرض السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، زيادة الدهون بالدم، زيادة معدل أمراض الشريان التاجي بالقلب، نقص في معدل الخصوبة عند النساء، وخشونة المفاصل، لا سيما في الركبتين بالاضافة الى الوفاة المبكرة».
وتطرق العسيف في محاضرته الى وسائل علاج السمنة، وهي «اتباع حمية غذائية صحيحة، وتغيير السلوكيات الغذائية الخاطئة، مع ممارسة التمارين الرياضية بصورة منتظمة»، وأشار الى وجود علاج جراحي يتم اللجوء إليه حسب تقديرات الطبيب. وقد شدد أخصائي التغذية على ضرورة عدم اتباع حميات تتداولها المجلات أو الكتب، وعدم إتباع برامج ذاتية، كما حذر من اتباع البرامج الغذائية السريعة «لأنها تؤدي إلى النقص في الوزن في مقابل الإصابة بالعديد من الأمراض، واستعادة الوزن مرة أخرى وربما يكون زيادة عما فقده، ولهذا فإن لكل شخص مصاب بالسمنة برنامجا خاصا به يختلف عن شخص آخر وهذا يتطلب مراجعة الأخصائي للحصول على البرنامج المناسب». وأكد العسيف أن «البرنامج السليم هو الذي يساعد في التخلص من الوزن الزائد بصورة تدريجية، أي تتخلص من 4 ـ 5 كيلوغرامات في الشهر.
وحول اعتبار شهر رمضان فرصة لتخفيف الوزن أكد أخصائي التغذية على «ضرورة استثمار شهر رمضان للتخفيف من الوزن الزائد»، مشدداً على أن «من يريد تخفيف وزنه عليه اتخاذ القرار والتنفيذ وتناول الطعام بطريقة صحية». وذلك يتم عبر «القيام عن الطعام وأنت تشتهيه، ولا تكن أسيراً لأطباق الطعام، بالإضافة الى الطلب من عائلتك أن تقوم بإعداد الطعام بطريقة سليمة، مع الإقلال من المقليات، والمأكولات الدسمة، والحلويات، والمشروبات المحلاة».
وشدد الأخصائي العسيف على ضرورة تصحيح عاداتنا الغذائية في هذا الشهر، فبالإضافة الى ما ذكرته يجب التنبه لما نأكله بين الوجبات وممارسة الرياضة والحركة بقدر المستطاع. وفي الختام أكد على ضرورة اتباع المصابين بالسمنة حمية غذائية سليمة لتفادي مضاعفاتها ملخصاً محاضرته بعبارة «اتبع حمية غذائية.. للعيش بصحة جيدة».