شوارع الباحة مزدوجة بالنهار مفردة بالليل

TT

يعاني مرور منطقة الباحة من عمليات إغلاق مداخل وتحويل المسارات التي تؤدي للسوق الداخلي للباحة الذي يضم أهم المحلات التجارية التي ترتادها العائلات للتسوق، وفي رمضان تزيد معاناة المواطنين جراء عدم كفاية مواقف السيارات، مما يضطر المتسوقون الى إنزال أسرهم في مواقع بعيدة عن السوق، وذلك عقب اغلاق المنافذ المتفرعة من الشوارع الرئيسية التي تخضع للتحويل يوميا خلال ساعات الذروة من مزدوجة نهارا ـ رغم ضيقها ـ إلى مفردة في آخر النهار وحتى منتصف الليل.

هذا الاجراء تضرر منه أصحاب المحلات التجارية، ويؤكد ذلك احمد الزهراني ومحمد الغامدى وعدد من تجار الذهب بقولهم إن الميدان المخصص لوقوف السيارات وسط السوق تعرض لبناء مشروع فاشل من قبل البلدية، عندما قامت بإنشاء عدد من الدكاكين دون مواصفات وقامت بتغطيتها بالهنجر رغم أهمية الموقع وأصبح الآن جاثما على الميدان دون فائدة بل تحولت المحلات فيه إلى أماكن لتغوط العمال مما حدا بالبلدية لوضع الشبك على أبوابه المفتوحة ولا يزال الحال على ما هو عليه منذ عام تقريبا.

المواطن معيض الغامدي ـ من سكان الباحة ـ يقول: الباحة لا تزال قرية ولا ينطبق عليها مسمى مدينة في ظل عدم التخطيط الذي كان من المفترض عمله من قبل البلدية، إذ ما زالت المباني محصورة في نطاق ضيق ولا نية للتمدد الأفقي، والأهالي يشكون من تعامل البلدية معهم عند استخراج رخص البناء او استخراج حجج الاستحكام على أراضيهم الزراعية التي يريدون تحويلها الى سكنية لاستثمارها في ظل عدم صلاحيتها للزراعة. كما أن المطالبة بالتعويض لفتح شوارع جديدة او تنفيذ ما هو قائم يعتبر من المستحيلات في نظام البلدية، وبالتالي فالأراضي المجاورة للسوق على امتداد الشفا لا تزال تحتفظ بهيئتها القديمة دون استثمار. وقال: لا أبالغ عندما أقول ان الباحة لا يوجد بها أكثر من شارعين أو ثلاثة، أما الشوارع الداخلية فاعتبرها طرقات رغم ان بعضها يحمل أسماء مشاهير رغم ضيقها إلا أنها لم تخضع ـ ولو مرة كل عشر سنوات ـ لعملية تجميل باللسان الأسود في ظل التهاء البلدية بالمخططات الجديدة التي حظيت بالاهتمام رصفا، وتعبيدا، وإنارة رغم ان بعضها لم يقم عليه مبنى واحد.

ويضيف: اضافة الى مكان باعة الفاكهة والخضار، الذين يعانون من موقعهم المغطى بالأشرعة وبعض الفيبر الذي لا يقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء، والخوف ينتابهم مع بداية فصل الشتاء من البرد القارس والضباب الكثيف الذي دائما ما يتلف بضائعهم كل عام ويشتكون من عدم تنظيم سوقهم ويتخوفون من نقله الى خارج البلد مثل ما حدث لسوق الأغنام الذي نقل على طريق العقيق في وضع شكا منه الباعة والمتسوقون على حد سواء رغم ما كتب عنه في الصحف المحلية لبعده عن الباحة بضعة كيلومترات.

ويؤكد محمد الغامدي ـ من سكان الباحة ـ أن كل السبل قد أغلقت أمامه لاستخراج رخصة بناء على أرضه التي يملكها، ويتساءل المستثمر فيصل الغامدي عن دور البلدية في استبدال شبكات الكهرباء التي تشكل أخطبوطا بين المباني بشبكة أرضية، ولماذا لا يتم تنفيذ شارع الإمام محمد بن سعود بالحاوية ليصل إلى السواد على طريق العقيق بعد أن أصبح موقع كلية المعلمين مختنقا بسيارات الطلاب التي تمتد مسافة كيلومتر على الجانبين. أما جمعان الغامدي ـ من أهالي ـ رغدان فأبدى تخوفه الشديد من الاستغلال السيئ لوادي قوب الممتد الى سد الملد ويطالب البلدية بتنظيفه ومراقبته حتى لا يتحول إلى مرمى نفايات أو تتسرب مياه الصرف الصحي داخله فتتسبب في انتشار الروائح والأمراض.