الحوادث والاختناقات تفرض جسرا للمشاه أمام المستشفى المركزي بالدمام

إغلاق جسر يسبب مشاكل عائلية لأهالي تاروت

TT

ناشد مواطنون من الدمام وتاروت «شرق السعودية» جهات الاختصاص بضرورة إنشاء جسور للمشاه على طريق الملك خالد باعتباره شريان الحركة الرئيسي لعبور المواطنين الذين يقصدون مراجعة مستشفى الدمام المركزي، استشفاءً او زيارة للمرضى.

وعبر بدر الشهري وصالح النهدي وآخرون عن خشيتهم من التعرض للدهس فضلاً عن استمرار الأخطار والمخاوف التي تهددهم أثناء عبور الطريق يوميا وفي اوقات متفاوتة. وطالب المواطن عيسى الخليفه ـ من سكان الدمام ـ بضرورة انشاء جسر للمشاه، مشيرا إلى وجود معظم المحلات والأسواق والمرافق على ضفتي هذا الطريق مما هيأ لازدحام حركة السيارات وأضعف فرصة المشاه لعبور الشارع.

واعتبر المواطن فاضل الزهراني ـ موظف بمستشفى الدمام المركزي ـ ان نصب جسر للمشاه والموظفين في هذا الشارع أصبح ضرورة ملحة ومهمة نتيجة للتزايد المطرد في أعداد السكان والسيارات الذي جعل الشارع مزدحما في أغلب الأوقات. وأرجع المقيم محمد عثمان (سوداني) الازدحام بصفة خاصة في هذا الشارع إلى كونه طريقا رئيسيا وحيويا للدمام بأكملها مما جعل السيارات كالسيل الذي لا ينقطع، خصوصا في أوقات الذروة.

وقالت الكاتبة نورة الغامدي إن وجود جسر في هذا الشارع بات مطلباً إنسانياً ملحاً مشيرة الى انها سبق ان طالبت في اكثر من موقع بذلك. واستشهدت الكاتبة بما شاهدته منذ فترة ليست ببعيدة، مقطع فيديو ـ وهو من السوء بمكان ـ لرجل من جنسية آسيوية، صدمته سيارة بصورة مفاجئة، على طريق الملك فهد السريع (ابن خلدون) المؤدي لمطار الملك فهد بالدمام، قام بتصويره أحد الشباب بكاميرا الجوال ساعة حدوث الحادث. كان الحادث المؤلم بحق بسبب السرعة الزائدة واللامبالاة بحياة البشر، لدرجة لا تصدق لقد تطايرت أشلاء الجثة في كل مكان وأخذ الجميع في لملمتها، ووضعها في مكان واحد، وتغطيتها بقطع من الكرتون والخيش إلى حين حضور سيارة الاسعاف ـ التي اعتاد الناس أن تحضر متأخرة ـ كان الألم والحزن والتحسر باديا على وجوه من حضر وشاهد الحادث البشع.

وتواصل الغامدي: تأثرت نفسيا وتعبت أعصابي وأنا أشاهد الحادث البشع، وهو مجرد تصوير وليس على الطبيعة فكيف بمن كان شاهد عيان على الحادث؟ حتى كلمة لا إله الا الله لم يمهل الرجل لينطقها، ولا حتى يفكر بها فقد أخذ على حين غرة غير متوقعة في حين كان قبل قليل مجرد انسان يعبر الطريق للجهة الأخرى لقضاء شأن من شؤون دنياه كأي انسان كانت لديه أمنيات كثيرة. مثل هذا الحادث يتكرر باستمرار على الطرق السريعة خارج المدن وداخلها وبشكل يكاد يكون يوميا، ومن الممكن البحث في دفاتر وملفات المرور، للوقوف على حجم الكارثة التي تستهدف حياة انسان هذه الأرض الطيبة لتلقيه في لحظة مباغتة تحت عجلات سيارة مسرعة وكأنه حيوان ضال لا قيمة له، وقد يكون رب أسرة تنتظر عودته على أحر من الجمر، وربما تكون الضحية أسرة بكاملها لا ذنب لها الا أنها حاولت عبور الشارع للضفة الأخرى.

وتساءلت الغامدي عن سبب عدم انشاء جسور للمشاه على الطرق السريعة في المدن، خاصة التي تشهد كثافة مرورية في كافة الأوقات، وكثافة مشاه تحتاج عبور الشارع، وناشدت المهندس ضيف الله بن عايش العتيبي أمين أمانة الدمام بتحقيق رغبات سكان الدمام وحماية ارواحهم من ان تزهق تحت العجلات.

على جانب آخر اعرب عدد من الموظفين والموظفات بجزيرة تاروت (50 ألف نسمة) عن خيبتهم جراء اغلاق الجسر الرابط بين تاروت والقطيف ـ الذي كان حلماً ـ عقب افتتاحه بأيام قليلة دون ان يعلن عن السبب.

يقول المدرس عبد العظيم الضامن ان السكان بدت عليهم سعادة سرعان ما انزوت باغلاقه لاسباب غير معلومة. المواطن علي الكعيو لم تقل حسرته عن الضامن، وقال: كان الجسر حلماً وما زال، وان الأيام القليلة التي عبرناه فيها لا تنسى فقد كان العبور منه الى مدينة القطيف لا يستغرق سوى دقيقة واحدة في حين ان الوصول عبر الطريق القديم يستغرق ساعة!.

وطالبت المعلمة نعمات عبد الله الأمانة في الإسراع باعادة افتتاح الجسر لأنهن ـ بحسب رأيها ـ يعانين من الازحام والتأخير الذي لا يشعر به إلا من يكابده سيما ان الطريق القديم يتسبب في عودتهن الى منازلهن في اوقات متأخرة جدا.

المعلمة ليلى سمير أهابت بالأمانة الاسراع في حل هذه المعضلة، وقالت: المعلمات يعانين في رحلتي الذهاب والعودة من والى المنزل مما يربك يومهن ويتسبب في مشاكل عائلية لا مجال لسردها.

وكان تقريرا قد اورد ان حوادث الدهس في السعودية تشكل مشكلة حقيقية تؤرق الدولة والمواطنين والمقيمين في مختلف مناطق السعودية، خاصة داخل المدن والأحياء، وعند المدارس والمجمعات التجارية. وسجلت إحصاءات المرور أكثر من 7 آلاف حادث دهس خلال عام واحد فقط، خلفت وراءها آلاف الوفيات والإصابات التي تؤدي في معظم الحالات إلى إعاقات دائمة لأصحابها. وتعتبر معدلات خسائر السعودية جراء الحوادث من وفيات وإصابات سنويا أكبر من خسائر كثير من البلدان التي تجتاحها حروب أو زلازل مدمرة، في حين لا تزال جهود الجهات المختصة محدودة في حصر نطاق هذه الحوادث والتقليل منها.