هل تحمي الأنظمة المرأة العاملة من تحرش الرجال.. وهل يقبلون بقيادتها للعمل?

استعدادا لنزول السعوديات إلى سوق العمل في كافة قطاعاته

TT

رأت باحثتان سعوديتان أن المرأة السعودية أصبحت جاهزة للعمل في كافة المناشط الاقتصادية، واعتبرتا أن المرأة أصبحت أكثر حرصاً على ابراز كفاءتها، وأن الرجل يمكنه اليوم أن يتقبل وجود المرأة الى جانبه وهي تمارس حقها القيادي في العمل حسب كفاءتها.

وكان نظام العمل السعودي الجديد والذي أعلن في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي قد سمح للمرأة بالعمل في كافة المجالات، بما يتوافق مع (طبيعتها)، وتمثل المرأة ـ حسب تقرير حكومي ـ أقل من 14 في المائة من مجموع قوة العمل السعودي، إذ تقتصر مشاركتها في وظائف قطاعي التعليم والصحة، ما يبعدها عن النشاطات الإنتاجية المهمة كتقنية المعلومات والاتصالات والتجارة والمصارف.

الدكتورة وفاء الرشيد الاستشارية التنموية والحاصلة على الدكتوراه في العلاقات الدولية والدبلوماسية، اجابت عن المحاور التي طرحتها «الشرق الأوسط» حول رؤية المرأة لمستقبلها العملي وعلاقتها بالمجتمع بالتالي.

> كيف تقيمين الظروف الحالية لعمل المرأة؟

ـ الظروف الحالية لعمل المرأة تخضع لضغوط مختلفة يصعب تقييمها في عجالة.. لأنها تختلف بأختلاف خلفياتها سواء اكانت اجتماعية ام اقتصادية أو حتى دينية.. ولكن بتصوري ـ الذي اختلف اليوم عن واقع الماضي ـ هو ان المرأة السعودية اصبحت اكثر اصراراً على كسر الموروث الاجتماعي وأثبات دورها في الاقتصاد الوطني وسط هذه المتغيرات التي تعيشها البلاد.. فتجد بعضهن تسافر كل يوم اميالاً من أجل العمل والأخرى تدفع اكثر من نصف راتبها على المواصلات لدفع مستلزمات الحياة، وخاصة ان الكثير من العاملات اليوم هنّ الممول الرئيسي للأسرة بسبب ارتفاع نسبة البطالة والطلاق بالمجتمع.. إلا انني أرى أن تجربة عمل المرأة السعودية نجحت بمجالات محدودة مثل الصحة والبنوك والتعليم وتعثرت في اخرى، وحجب ـ الى وقت قريب ـ الكثير الاخر عنها.

> هل هناك قوانين كافية لحماية المرأة من التمييز في العمل؟

ـ وقعت المملكة العربيه السعودية على وثيقة WADEC سيداو، وهي الاتفاقية التي تضمن حقوق المرأة، ومحو اشكال التمييز ضدها، وبالرغم من ان المملكة كانت لها تحفظاتها على بعض البنود الا انها ـ بالعموم ـ هي جزء من هذه المعاهدة الدولية، والاهم في كل هذا ان القانون بالمملكة يستند الى الشريعة التي هي الضأمن الأول والاخير لكرامة المرأة، الا اننا بالرغم من ذلك نجد ان القوانين التي تحمي المرأة بالعمل، حالها حال القوانين التي تحمي المرأة في القضاء، وخاصة قضايا النفقة وحضانة الاطفال، وحالها حال المرأة في القوانين التجارية والقوانين التي تحميها حتى ممن يمارس قناعاته عليها، سواء أكانت تحت غطاء شرعي أم موروث اجتماعي قلل من شأن المرأة اينما ذهبت داخل مدينتها.

> هل ترين أن المجتمع السعودي (الرجل والمرأة) بدأ جاهزاً لتقبل مشاركة المرأة في العمل؟

ـ نعم، فالمجتمعات هي دائماً مرآة للسياسات الواقعة في محيطها، والمواطن دائما هو جزء منظومة داخلية تملك خطة سيرها الحكومات وبذلك: نعم، نحن جاهزون لتقبل مشاركة المرأة، فمن أراد أن تعمل نساؤه فليعملن، ومن لم يرد فليمنعهن ولكن ليس له الحق بأن يطالب بمنع غيرهن.. فالدولة صرفت البلايين على تعليم البنات، واخضعت جزءا كبيرا من ميزانية الدولة طوال سنين للمرأة، ومن المستحيل ان يدوم هذا الهدر الاقتصادي القائم على تعليمها بينما هي لا تمثل أكثر من 10 في المائة من العمالة الوطنية تعمل 95 في المائة منهن في مجال التعليم.

> هل ثمة تغييرات؟

ـ نعم هناك تغيرات جبرية لا خيار للبلاد فيها بعد انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية آخر العام، مما جعل تغيير نظام العمل بعد ثلاثين عاماً امراً حتمياً، سمعنا اصداءه الصحية في الايام السابقة، فالتحديات اليوم اصبحت اكبر لاننا اليوم سنكون على منافسة مع العالم ولان اسواقنا ستفتح للعالمية.

> مم تعاني المرأة في علاقتها العملية مع الرجل؟

ـ من خبرتي العملية، استطيع القول بانني تعاملت مع نوعيات مختلفة من الناس، ولكنني ارى أن الرجل يتعامل اليوم بشكل مختلف. لكن في العموم إذا كانت المرأة تقدم عملها بمهنية وحرفية وتعكس عقلية صحية فلن يجد الرجل أمامه سوى احترامها.

> أليست هناك حالات تعاني منها المرأة؟

ـ المعاناة تبقى بسبب حواجز تجعل، أحياناً، القرار الاخير بيد الرجل وتجعل البعض من اعمال اللجان او الاقسام النسائية تكميليا، وفي بعض الاحيان هامشيا لأنهن للأسف لسن بالصورة.. وازيد على ذلك، ان هناك الكثير من اللبس في مدى حقيقة كفاءه المرأة، وفي بعض مواقع العمل لا تبقى الا من ترضى بالهامش، وهو من لا يستطيع ان يتحمل نتائج المنافسة في الحلبة الحقيقية لقلة الكفاءة والمهنية والمعرفة، وهناك من الرجال من يستفيد من وجودهن لكي لا تنكشف كفاءاته الحقيقية، مما يعكس لجمهور الرجال من خلالهن صورة غير صحيحة عن كفاءة المرأة السعودية الحقيقية ومدى قوة الجيل الجديد المعرفية والعلمية.

> هل ترون أن حالات التحرش والإقصاء والتهميش حالات فردية ونادرة أم هي مظهر لذكورية المجتمع؟

ـ هذا السؤال جوابه بلسان كل امرأة تخرج من بيتها. ولكنه بنفس الوقت نسبي، فالنظرة تحرش.. والكلمة تحرش.. وما يلحق ذلك كله تحرش.. يصل بعضه للأبتزاز والاقصاء، وفي الاحيان النادرة الاغتصاب، وما يدور بالبلوتوث اليوم هو مجرد انعكاس لواقع كل واحد منا يعيشه للحظات تشابه ابتزازه باختلاف درجاتها وملابساتها... الا انها بنهاية اليوم ثقافة وموروث يجب التخلص منه.

> هل يقبل الرجل السعودي أن تكون المرأة رئيسته في العمل؟

ـ نعم، لان الذكورة والانوثة تنتهي عند الكفاءة والمقدرة والعقل فإن كانت هي الاكفأ فصدقني أن الرجل السعودي في هذه المواقف هو أكثر من يساند شقائقه النساء.