الشباب يهربون من اللقاءات العائلية إلى صخب «الشلة»

بسبب تباين الاهتمامات والمفاهيم

TT

سجلت شريحة الشباب غيابا اختياريا عن المناسبات العائلية الخاصة واللقاءات العائلية التي فرضتها عطلة عيد الفطر التي انزوت قبل سويعات.

الملاحظة التي ابدتها العديد من العائلات السعودية عزاها البعض الى اختلاف مفهوم الالتزام العائلي بين الاجيال ولضعف سلطة بعض الآباء الذين لا يملكون الكثير من التأثير على أبنائهم ليفرضوا عليهم حضور المناسبات الخاصة.

وشكت (ام محمد) من ابنها ذي العشرين عاما من قلة حضوره لغداء العيد، وقالت: قبل الإعلان عن العيد بيوم يسافر مع اصدقائه إلى أحدى دول الخليج للاحتفال بالعيد هناك هربا من حفلات الغداء العائلية التي يعتبرها مملة وروتينية، في كل مرة احذره من خطورة الابتعاد عن أسرته في تلك الفترة لكنني أرى في النهاية انه يفعل ما يريد وأقع أنا في إحراج كبير في تبرير غيابه عن المناسبة امام جميع أفراد العائلة.

والدة ساري ذو العشرين عاما تقول: الشباب دائما ما يحسون بالغربة وان لا مكان لهم وسط المناسبات العائلية، فالأحاديث والقضايا المطروحة لا تدخل ضمن دائرة اهتماماتهم، لذلك يحضرون لوقت قصير ثم يذهبون حيث أصدقائهم ومن هم في مثل سنهم.

وعن ابنها قالت: غالبا ما يحضر ساري قبل فترة الغداء بدقائق ثم يتسرب مباشرة بعد أن يقدم التهاني بالعيد ويقول ان واجبه في يوم العيد تناول الوجبة وتقديم التهاني. وتبرر والدة فهد، 18 عاما، سبب عزوف الشباب عن عدم حضور الاجتماعات والجلسات العائلية بان كبار السن يعزلون الشباب خلال أحاديثهم ولا يشركونهم معهم، أو أنهم يتحدثون في أمور عملية لا تهم الشباب مثل الأسهم او الوضع السياسي للمنطقة أو أنهم يسخرون جلستهم لانتقاد لبس الشباب او أفكارهم او اهتماماتهم الامر الذي يقود الى تسرب الشباب خارج الإطار العائلي والالتفاف حول أصدقائهم وربائبهم. وأكملت: هذا ما أعانيه مع ابني، فهو لا يرغب بمشاركتي ووالده حضور مناسبات يوم العيد، ويفضل النوم في المنزل على مشاركتنا. فور استيقاظه مساءً يحضر للسلام على أعمامه واقاربه، ويشعرنا بعدم سعادته وهو هناك. ورغم محاولات الاقناع بالترغيب مرة وبالترهيب ينفذ ادنى درجات التواصل وينسحب الى «شلته». وتعيد الجوهرة الرشيد الاختصاصية الاجتماعية السبب في عزوف الشباب عن عدم حضور اجتماعات العيد إلى أن المناسبات الوقتية ـ كمناسبة العيد والأفراح ـ عادة ما تجمع كل أفراد العائلة، ولان الشباب قل ما يحضرون اجتماعات العائلة الأسبوعية، تصيبهم مجموعة من ردود الأفعال نتيجة إحساسهم بالغربة عند حضور غداء العيد او حفلات تهاني العيد، ولذلك يبتعدون عن الحضور، إلى جانب أن اهتمامات الشباب أصبحت مختلفة عن اهتمامات الكبار وتهميشهم وعدم إعطائهم الانتباه والاستماع لهم سيوسع دائرة الانفصال بين الجيلين مستقبلا.