المركبات الهندية على الطرق السعودية تضيف خيارات شرائية جديدة

بعد عقود من احتكار اليابان والغرب

TT

بعد أكثر من ستة عقود من سيطرة السيارات اليابانية والأميركية والأوروبية على الطرق السريعة والداخلية في السعودية، وعلى النمط السلوكي لدى الأفراد، تدخل السيارات الهندية هذه المرة وبحلول العام الميلادي الجديد سباق المنافسة على تغيير الصورة النمطية التي ارتبطت في أذهان الناس طوال تلك السنين عن مستوى الأسواق الأخرى في العالم.

وبعد أن كانت ذاكرة السعوديين محصورة بين الزعيم الهندي غاندي والممثل السينمائي أميتاب باتشان، قررت مجموعة سعودية للسيارات المغامرة إدخال الاسم الجديد (تاتا) إلى السوق السعودية رافعة شعار (التوفير والجودة) بعد أن كانت طرحت قبل ثلاثة أعوام فئة المركبات الثقيلة لنفس الماركة، في رؤية مستقبلية تستهدفها المجموعة لمحاكاة الأوضاع الاقتصادية لدى السعوديين وضرورة طرح خيارات جديدة لهم في التعايش مع متطلبات الحياة حسب إمكاناتهم المتفاوتة.

ويقول عبد الحي يوسف شيخ وهو مدير عام المبيعات والفروع في شركة الحمراني العالمية، عن دخول سيارات الركاب الصغيرة (الباسنجر كار) إلى السعودية «هذه طفلتنا التي احتضناها وأصدقائي في المجموعة من أكبر مسؤول حتى أصغر موظف في المجموعة، كان الدخول مخيفا في سوق تنافسية كبيرة.. وكان الأصعب هو كيف تغير الصورة عند الناس..ليس سهلا أن تقول لمواطن سعودي: «ما رأيك في شراء سيارة هندية؟» ويضيف شيخ «دخلنا السوق السعودية قبل ثلاث سنوات بالمركبات الكبيرة (الشاحنات)، لم يكن استعراضا للقوة بقدر ما كان محاولة لكتابة رسالة بالخط العريض وهو قطاع المركبات الثقيلة».

وفيما كان أحمد نصار وهو أحد الحاضرين في حفل تدشين مركبات تاتا الثقيلة مساء أول من أمس في جدة، يبدي إعجابه بالعرض وافقه زميله عبد الناصر الحازمي وهو مهندس معماري وعلق: «ارتبطت كلمة تاتا في أذهاننا بالطفل الصغير وهو يحاول المشي غير أن تاتا التي أمامي تسابقني على الطرق السريعة، أفرح كثيرا بأن نستورد من الآخرين أفضل ما عندهم وليس العكس».

ويعود مدير المبيعات في الحمراني العالمية ليضيف على الحديث الذي يدور على بعد طاولة منه بأن دراسات الجدوى اعتمدت أسعارا لسياراتها تقل بأكثر من 35 الى 40 في المائة عن نفس السيارات الأخرى الموجودة في السوق السعودية من نفس الفئة، فيما تقل أسعار قطع الغيار عن أقل الأسعار الموجودة بحوالي 35 في المائة وهو ما أعتبره عبد الحي شيخ الجزء الأهم في استراتيجية الدخول الى السوق المعتمدة على فرض القناعات السعرية الأقل وبنفس الجودة العالية على ذائقة المستهلكين.

في المقابل سجل عدد من شركات الخدمات في السعودية طلبيات مسبقة من السيارات الصغيرة الجديدة بعد أن تمت دعوتها لتجربة السيارات ولفترات طويلة بهدف اختبار آراء المستهلكين من الأفراد والمؤسسات، حيث اعتبر شيخ أن سيارات الركاب من تاتا ستكون هي الخيار الأنسب لسائقي المنازل عطفا على استهلاكها المحدود من وقود الديزل (بدون عادم) وقدرتها العالية على تحمل الظروف المناخية في البلاد. وبحسب خبراء في السوق المحلية فإن دخول السيارات الصغيرة منخفضة التكلفة وعالية الجودة سيعيد ترتيب كعكة الاستثمار في هذا المجال وفي سوق تعتبر الأقوى على مستوى المنطقة، مشيرين إلى أن الجانب الاقتصادي في تحديد السلعة أصبح أهم الأولويات لدى المستهلك السعودي بعد أن كانت خيارات الرفاهية تحتل مرتبة متقدمة لعقود طويلة.