متقاعدون يطالبون بالإبقاء على معاشاتهم بعد الوفاة

عشية انتخاب أول مجلس إدارة لجمعية تعنى بهم

TT

أجمع عدد من المتقاعدين في السعودية على ضرورة الإبقاء على معاشاتهم التقاعدية بعد وفاتهم ليتمكن أبناؤهم من الاستفادة من تلك المعاشات نظرا للظروف السيئة التي تعيشها بعض الأسر بعد انقطاع المعاش التقاعدي لعائلها، مطالبين الجهات ذات الاختصاص الوقوف على متطلباتهم.

وتأتي مطالبات المتقاعدين هذه، عشية انتخاب أول مجلس إدارة للجمعية الوطنية للمتقاعدين، والتي اختارت الدكتور عبد الرحمن الطيب الأنصاري رئيسا لها، كما وقع الاختيار على الدكتور علي أحمد السلطان كنائب له.

وكشف هذا الأخير في كلمة ألقاها أمام اللجنة المؤسسة للجمعية، عن أن عدد المتقاعدين سيصل في العام 2010 إلى مليون متقاعد، مشيرا إلى أن كثير من المتقاعدين على مستوى علمي وصحي واجتماعي واقتصادي رفيع، معتبرا أن هذا يعد هدرا للقوى البشرية في المجتمع، الأمر الذي تسعى الجمعية إلى تلافيه من خلال تفعيل الاستفادة من خبراتهم وتطويرها وإتاحة المجال لهم للمشاركة في اللقاءات والندوات والمؤتمرات العلمية والمهنية للمساهمة بخبراتهم وتجاربهم في النهضة الثقافية والعلمية للسعودية.

وتعتزم الجمعية بحسب السلطان على افتتاح 3 أفرع لها في كل من الدمام وحائل وأبها، مبينا أن جمعيته ستلعب دور الوسيط الذي يوصل هموم المتقاعدين ويبلغها إلى جهات الاختصاص في الدولة، مؤكدا أن نشاط الجمعية لا بد له أن يمتد إلى مختلف مناطق البلاد، لافتا إلى أن الهدف العام للجمعية يتركز حول استفادة المجتمع والدولة من معارف وخبرات المتقاعدين والاهتمام بالأوضاع الاجتماعية بما يعود عليهم وعلى الصالح العام بالفائدة.

ووفقا لنائب رئيس مجلس إدارة الجمعية، فإن جمعيتهم ستتولى رعاية شؤون المتقاعدين والاهتمام بأوضاعهم الصحية والاجتماعية وتنظيم اللقاءات الثقافية والنشاطات الترفيهية لهم وكذلك تفعيل الاستفادة من خبراتهم وتطويرها وإتاحة المجال لهم للمشاركة في اللقاءات والندوات والمؤتمرات العلمية والمهنية للمساهمة بخبراتهم وتجاربهم في النهضة الثقافية والعلمية للسعودية.

وعلى بعد أمتار قليلة من قاعة الاجتماع الذي احتضنه مركز الأمير سلمان الاجتماعي، كان اثنين من المتقاعدين يلعبان الـ«البلياردو»، والشيء اللافت في الأمر، أنهما لم يكونا يعلمان بأمر هذه الجمعية.

سليمان العمري المتقاعد من العام 1996، والذي كان يحاول أن يتغلب على صاحبه مشبب القحطاني الذي لم يكمل شهر واحدا من إحالته للتقاعد من وزارة الدفاع والطيران، ذكر أنه طيلة فترة تقاعده التي امتدت لـ9 سنوات، لم يجد ضيرا في قضاء وقت فراغه كونه اعتاد على الذهاب للأندية الرياضية لقضاء وقت فراغه هناك.

ويقول القحطاني المتقاعد حديثا: لا أستطيع أن أتحدث عن هموم المتقاعدين الآن، ويستطرد وهو يحاول أن يسقط الكرة السوداء في إحدى حفر الطاولة، إلا أننا نطالب بزيادة عدد المنشئات الرياضية التي تعنى بكبار السن، وذلك ليجدوا فيها المتنفس الحقيقي لهم، بعد إحالتهم على التقاعد.

وفي خيمة نصبت وسط المركز الاجتماعي كان مجموعة كبيرة من المتقاعدين يلعبون «البالوت»، بينما ذهب البعض منهم لمتابعة التلفاز، وأخذ البعض الآخر بقراءة الصحف المحلية والمجلات، وبينما هم كذلك، حتى خرج أحدهم عن ذلك الصمت المطبق الذي كان يسود المكان، ليبوح بأسرار المتقاعدين وهموهم.

فيقول الستيني محمد الشمسان والمتقاعد من وزارة التربية والتعليم، أن المشكلة الكبرى التي تؤرق معظم المتقاعدين، هي انقطاع المعاش التقاعدي بعد وفاة الشخص، الأمر الذي ينعكس سلبا على عائلات المتقاعدين، مطالبا أن يحال معاش تقاعد المواطن بعد وفاته إلى ورثته.

وشارك عبد الرحمن الدريويش وسليمان النويصر، الشمسان في تلك المطالبات، معتبرين أن المعاش التقاعدي هو ملك للشخص الذي أفنى حياته وجهده وصحته في خدمة هذا الوطن، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن يتم قطع المعاش التقاعدي، بوفاة المستحق له.