السعوديون يعيشون شهرا مدته 35 يوما بسبب الرواتب

TT

تزخر موسوعة جينس بالأرقام الخارجة عن المعتاد كالأطول والأكبر وغيرها من الأرقام التي يحلم الكثير بأن يضاف اسمه إلى هذه الموسوعة في أي منها كتخليد لذكراه ولإنجازه، لكنّ السعوديين يسجلون أطول شهور السنة دون أمل لهم في الانضمام إلى الموسوعة الشهيرة.

اليوم ينتهي بالنسبة لكثير من السعوديين، خاصة العاملين منهم في القطاع الحكومي أطول شهور السنة حيث يصل طول هذا الشهر إلى 35 يوماً وهو الشهر الذي يصنف كشهر سعودي، بعيداً عن أشهر السنتين الهجرية والميلادية والتي تعتمد الأولى منهما الأشهر القمرية والثانية الأشهر الشمسية وهذا الشهر هو الوحيد الذي تجاوز عدد الأيام في شهور الشمسية التي يكون أطول شهر فيها 31 يوماً بينما تتراوح أيام الأشهر القمرية التي يعتمد عليها توقيت المرتبات في القطاع الحكومي بين 29 و30 يوماً.

أما قصة هذا الشهر الشاذ بين شهور السنة فترجع إلى أنه يتم صرف المرتبات لموظفي القطاع العام في العشرين من شهر رمضان المبارك خلافا للمعتاد حيث يكون موعد صرف المرتبات في الخامس والعشرين من كل شهر تقريباً وذلك لكي تفي العائلات بالتزاماتها وتستعد لعيد الفطر السعيد بما يناسبها من ملابس وأثاث وخلافه مما تقبل عليه العائلة السعودية أما في الشهر التالي، شهر شوال فان المرتبات تعود إلى وضعها الطبيعي في الخامس والعشرين من كل شهر وبذلك يزيد شهر السعوديين هذا خمسة أيام تقريباً عن باقي شهور السنة.

هذا الشهر الأطول بين شهور السنة أوجد لدى بعض الموظفين حالة من التفرد خلال العام كما ولد لديهم حلولاً قد تكون عملية وقد تكون اضطرارية وذلك كحل لموقف لا بد له من حل حيث تتراكم الالتزامات المالية عليهم خلال الأيام الأخيرة منه فتتراجع كثير من الكماليات أو التي تعتبر كذلك أمام إلحاح المتطلبات الأساسية للمنزل حيث يكون انقطاع الجوال أمراً معتاداً بين الزملاء في هذه الفترة وكذلك تأجيل الزيارات العائلية والمناسبات إلى ما بعد صرف المرتبات كاتفاق جماعي لمقاومة ظروف هذا الشهر.

يقول فاضل حسين: من الأفضل إلا يفرح الموظفون بصرف الراتب مبكراً في شهر رمضان لأن ذلك سيولد لهم أزمات مالية في الشهر المقبل· ويضيف (لا أصرف مرتبي عادة إلا في الخامس والعشرين من شهر رمضان فتكفي التزامات العيد لإجهاد هذا المرتب).

من جهة أخرى يرى عبد العزيز محمد أن الحل الأمثل لتفادي أزمة هذا الشهر هو اللجوء إلى البطاقة الائتمانية في آخر الشهر لتوفير مستلزمات المنزل من مواد غذائية وخلافها لأن ميزانية العائلة قد اختلت لسببين: الأول لطول الشهر والثاني لالتزامات العيد التي لا يخطط كثير من السعوديين لها منذ بدء العام أو على ألأقل من شهر شعبان وكأنها حالة طارئة على حد قوله.

أحمد ضيف الله هو الآخر يجد حلاً لهذا الشهر الطويل ولكن ببيع جهاز الجوال الذي يمتلكه والسبب كما يقول لا بد من الدوام لكي لا أتعرض لحسم من مرتبي لذلك أضحي بجهاز الجوال من أجل توفير الوقود لسيارتي لكي لا تتوقف عن العمل.

ويضيف، هناك شبه اتفاق بين الزملاء في العمل أن لا أحد يحاول طلب الآخر سلفا في هذا الشهر لأننا شبه متساوين فلا أحد منا تستمر ميزانيته كما هي في هذا الشهر خصوصاً.