مساعدة مديرة الإشراف التربوي: لا نستطيع وقف الظاهرة ونطمح للحد منها

إدارة تعليم بنات جدة تدرس مشكلة الغياب المتكرر للمعلمات

TT

تعاني مدارس البنات بمختلف مستوياتها في السعودية من تكرار غياب المعلمات، ما يثير شكوى وتذمر أولياء الأمور بالإضافة إلى الطالبات.

لمياء الرميحي ولية أمر إحدى الطالبات توضح وجهة نظرها عبر تجربة شخصية مرت بها، فتقول: «ذهبت لمدرسة ابنتي لمقابلة معلمة مادة تعاني ابنتي من قصور فيها، فلم أجدها في المدرسة، وكان يمكن اعتبار الأمر عادياً، لولا أنني سألت المعلمة الوحيدة الموجودة في غرفة المعلمات فقالت، إنها ذهبت للتسوق بمعية المعلمات الأخريات».

وتتابع «لما أبديت استغرابي وتعجبي من ترك المعلمات لصفوفهن هكذا، قالت «الأمر عادي والمعلمة يجب أن تروح عن نفسها من حين لآخر» فخرجت وأنا أكظم غيظي من الإدارة التي تتسامح مع مثل هؤلاء المعلمات اللاتي لا يجدن فرصة للترويح عن أنفسهن إلا أثناء الدوام».

بهية النقادي مساعدة مديرة الإشراف في التعليم العالي، تترأس جلسات نقاش مشكلة غياب المعلمات، وهي واحدة من خمس قضايا منظورة من قبل إدراة تعليم البنات حالياً، في هذا السياق قالت: «طرح القضايا ومراجعتها علنياً هو توجه جديد للإدارة، وذلك للتركيز على الأمور التي نرى فيها قصوراً أو خللا يستوجب عادة النظر، وتلافي نواحي القصور التي قد توجد بها للارتقاء بالعملية التعليمية وتطوير مستوى التعليم في مدارسنا».

ورأت النقادي أن مشكلة غياب المعلمات من المشاكل الجدية التي تستحق الدراسة والبحث ومحاولة الخروج بحلول لها، وأوضحت الآثار السلبية لهذه المشكلة بقولها: «غياب المعلمات يؤدي إلى تدني المستوى التحصيلي للطالبات، وبالتالي رسوبهن، فبدون وجود معلمة لا نستطيع إنجاح العملية التعليمية».

وتابعت النقادي: «ما يجعل غياب المعلمات قضية كبيرة في المملكة، هو عدم وجود معلمات بديلات، كما هو الحال في كثير من الدول، مما يؤدي إلى وجود فراغ واضح لا يمكن ملؤه».

وأضافت: «نصب اهتمأمنا الآن على دراسة هذه القضية والأسباب الكأمنة وراءها بشكل واف، للحد منها فنحن لا نستطيع إلغاء الغياب، لكن نطمح لتقليل نسبته إلى أدنى حد ممكن وحينها سنعتبر أننا نجحنا في أداء مهمتنا».

وأجملت النقادي الأسباب التي تدفع المعلمات للتغيب بشكل مستمر بقولها: «من الممكن أن تكون الدوافع وراء غياب المعلمات صحية، أو شخصية أو نفسية أو الأعباء الإدارية التي قد تثقل على كاهلهن، وربما كان السبب هو عدم تفهم الإدارة في المدرسة التي تعمل فيها المعلمة لطبيعة عملها، وقد يكون السبب مشكلات النقل والمواصلات، وربما كان الزوج هو السبب في بعض الحالات».

وأشارت إلى أن هذه المشكلة سبق طرحها والتطرق إليها في مناسبات سابقة، وأضافت: «لدينا احصاءات سنوية وشهرية تحدد بدقة الأيام التي تتغيب فيها المعلمات، والمدارس التي يكثر فيها التغيب، وحتى تخصصات المتعلمات المتغيبات، ونتوقع أن تفيدنا هذه المعلومات كثيراً في معالجة المشكلة».

وقالت: «هناك عدد كبير من المختصات يشاركن في جلسات النقاش ويأخذن هذه القضية على محمل الجد، وكل منهن تنظر للمسألة حسب تخصصها، فنحن نبحث القضية بالتعاون مع وحدة المتابعة ووحدة إرشاد الطالبات، ووحدة الدروس التربوية، كما أن هناك طبيبة من الوحدة الصحية تشارك في الجلسات، وهذا للإحاطة بالقضية من جميع جوانبها».

وأوضحت أن حل هذه المشكلة سيتم بطريقة تربوية وبوضع آليات معينة للتعاطي معها· وقالت: «لدينا خطط نسير عليها لمعالجة المسألة، وقد بدأنا بتنفيذ خطة قصيرة المدى؛ حيث انتهينا لحد الآن من مرحلة الدراسة، وعمل الاحصاءات والاستبانات، كما قمنا بتحليل المعلومات التي قمنا بجمعها لحد الآن، وسنقوم بعمل لقاءات مع المعلمات اللاتي تكرر منهن الغياب».

واستطردت بقولها: «الخطة التي أعددناها على المستوى البعيد، وتهدف للحد من هذه الظاهرة بالتركيز على النواحي الدينية والنظامية للمسألة، وتوعية المعلمات ومديرات المدارس بعواقب الغياب المتكرر الوخيمة على العملية التعليمية، وكيف أن غياب المعلمة غير المبرر فيه إهدار لمال الدولة وخيانة للأمانة، كما سنقوم بعمل كتيبات تعرف المعلمة بالنتائج التي ستترتب على تغيبها من خصم الراتب والإقالة، وسنعرفها بالإجازة النظامية وكيفية الحصول عليها».